أمس تابع العالم بشغف خسارة من راهن على صعود الجماعات الراديكالية إلى سدة الحكم في الدول العربية التي شهدت حراكات في سياق ما يسمى بـ «الربيع العربي»، فالرهان انتهى بلا رجعة، وحان وقت مواجهة التطرف والإرهاب الدخيل على مجتمعاتنا العربية.
بعد تولي المشير عبد الفتاح السيسي الرئاسة في مصر، نتطلع لأن تعود القاهرة لدورها المحوري المهم إقليمياً ودولياً وتسهم في مواجهة التحديات الراهنة، فهو دور افتقدناه كثيراً ونتطلع لعودته سريعاً.
وكما إن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق مصر تجاه العرب، فإن هناك مسؤولية أخرى ملقاة على عاتق العرب لمساعدة مصر ودعمها خلال الفترة المقبلة. ومن هنا تأتي أهمية مؤتمر المانحين الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين لدعم مصر من أشقائها وأصدقائها في مواجهة التحديات الاقتصادية.
بحرينياً، فإن مصر مختلفة بالنسبة لنا عن بقية الدول العربية، لأن المصريين هم الذين أسسوا تعليمنا النظامي قبل 95 عاماً، وننتظر 5 سنوات أخرى لنحتفل معهم بالمئوية الأولى. مصر كان لها دور كبير في دعم وحماية الدولة البحرينية منذ عقود طويلة، والإسهام في نهضتها الحديثة في مجالات عدة.
لذلك ليس بغريب تصريح جلالة الملك حفظه الله عندما قال أمس: «إننا على يقين بأن مصر ستبقى دائماً وأبداً عمقاً استراتيجياً ومنارة عالية وقلعة حصينة للعروبة والإسلام». وأكد التزام البحرين تجاه مصر الشقيقة قائلاً: «نحن شركاء معكم في هذه المسؤولية، لأن ما يمس مصر يمسنا ويمس جميع دولنا العربية، ومصيرنا واحد». العاهل، أيّده الله، وجه رسالة مهمة للشعب المصري وللعالم بما تمثله القاهرة للبحرين ولكل العرب والعالم الإسلامي.
شراكتنا في البحرين مع الأشقاء المصريين ليست شراكة لحظة أو مصلحة، بل هي شراكة دم وهوية ومستقبل، ولا يمكن أن تتخلى المنامة في يوم ما عن مصر وشعبها مهما كانت الظروف لأن الشقيق لا يمكن أن يستغني عن شقيقه أبداً.
الجمهورية الثانية بدأت، ولا بد من الانشغال أكثر بالعمل وصولاً للإنجاز أكثر، ومسؤوليتنا كعرب أن نقف جميعاً مع أرض الكنانة وشعبها. تهانينا القلبية لمصر وأهلها على إنجازهم الديمقراطي، وتطلعاتنا لهم باستقرار أكثر، ومستقبل مزدهر.
يوسف البنخليل