منذ العام 2003 والعراق غارق في موجة من الصراعات الداخلية بين فصائله المتنازعة على الحكم في صورة طائفية بغيضة، كانت ايران طرفاً ولاعباً رئيساً وصل من خلالها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ليتحكم في مفاصل العراق لاغياً شركاء الوطن، هذا ما أنتج ما يسمى بـ«داعش» التي استطاعت أن تسيطر على مدينة الموصل، المدينة الثانية الأكبر في العراق خلال ساعات فقط، أمام هروب القوات الحكومية النظامية تاركين أسلحتهم، هنا نتساءل؛ من هم عناصر «داعش»؟ ومن يقف وراءهم ويدعمهم بالسلاح حتى استطاعوا أن يمتلكوا هذه القوة العسكرية التي مكنتهم من دحر قوات الجيش العراقي؟
وهناك أسئلة كثيرة تدور في أذهان الجميع بعدما حصل في العراق، أين المليارات التي كان المالكي يصرح بأنها تذهب لتسليح الجيش الذي رأيناه كيف ترك مواقعه وهرب من «داعش»، وهو ما يذكرنا بأيام الرئيس السابق صدام حسين وما حصل من خيانات في الجيش، وما يدعونا للضحك هو خروج المالكي على شاشات التلفاز داعياً المواطنين للتطوع وحمل السلاح في وجه «داعش»، وهو ما يعني أن منظومته العسكرية قد انهارت، وهي محاولة أخيرة منه في التشبث في السلطة، وهي تخبط منه لا يكاد يعرف ماذا يفعل، ويبدو أن إيران التي أوصلته سابقاً قد تخلت عنه بعد أن استغلته وانتهى دوره.
هذا المشهد يذكرني بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حين وصف الشعب الليبي بأنهم جرذان، في غرور منه وتعالٍ، فكانت نهايته أليمه، هذا ما نراه اليوم يحدث مع المالكي في العراق، والذي اتبع سياسات طائفية يجني نتاجها اليوم بأن الشعب يثور، وما «داعش» إلا سبب وحجة لقتل أهل السنة في العراق، المالكي أيضاً استنجد بأمريكا في حمايته وإبقائه في السلطة مهما كان الثمن، ويريد التدخل العسكري الجوي في ضرب قوات «داعش»، ليعلم المالكي أن أيامه قليلة وأنه سيحاكم وسيقف أمام العدالة ضد ما ارتكبه بحق العراقيين سنة وشيعة، العراق اليوم يحتاج إلى رجل يخلصه من معترك الطائفية وأن تكون المواطنة هي الأساس وليس من أجل الطائفة أو المذهب وليضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إيران هي الأخرى، كما هي تركيا، تستنفر قواتها على الحدود مع العراق خوفاً من «داعش»، والتي لا نعرف قيادتها ومن يمولها ومن يقف وراءها. إن العراقيين يرونها بديلاً قد يكون أفضل من المالكي وزمرته الذين أضاعوا البلد ونهبوا ثروته، وإلا فأين النفط العراقي؟ وأين عائداته؟ طبعاً هناك من نهب هذه الثروات، في حين نرى الشعب العراقي يعيش حالة صعبة في حياته اليومية، ما نريده للشعب العراقي الأمن والاستقرار، وأن نرى العراق العظيم كما كان يعود إلى حاضرة الدول العربية، وأن يكون في البيت العربي لا أن يتم التحكم به من طهران بالريموت كنترول، كما هو الحال بالمالكي، الذي تآمر على دول الخليج وتدخل في أمنها الداخلي، وها هي سياسته تعود عليه ويعض أيدي الندم على موالاته لملالي إيران الذين لا يريدون الخير للعرب ويكرهونهم.
- همسة..
وأنا أكتب مقالي كانت الأخبار تتوالي بأن قوات «داعش» على بعد 100 كيلومتر عن العاصمة بغداد، لا ندري هل ستصل هذه القوات وتدحر المالكي الذي يبدو أنه سيهرب إلى طهران ويلوذ بالفرار بعد الذي قام به من تقسيم للعراق طائفياً، كما إننا لا ندري من يقف وراء كل ما حدث وسيحدث في العراق، هل تنظيم القاعدة أم حزب البعث، أم من يا ترى؟