إصلاح أي قطاع أو نظام أو أي منظومة يكون بإصلاح «النفوس المكسورة» فيه

حديث مهم جداً ذلك الذي جاء من قبل جلالة الملك حفظه الله ورعاه، حينما تحدث عن هذا المواطن البحريني مؤكداً بأن البحرينيين تفانوا في خدمة الوطن وهم ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة، ووجه إلى الارتقاء بأداء الأجهزة المرتبطة بالسلطات لتحقيق تطلعات المواطن.
رضا المواطن بالفعل هو الهدف الأسمى الذي يجب أن تعمل على أساسه أجهزة الدولة، بل هو الركيزة الأساسية التي يفترض أن تبني عليها الدولة والحكومة كل سياساتها واستراتيجياتها، فمتى ما استقر وضع المواطن وتولد الرضا المجتمعي لديه استقر المجتمع وباتت الأجواء والأرضية مهيأة أكثر للتطور والبناء.
جلالة الملك وهو ابن البحرين ووالد جميع البحرينيين يعرف تماماً ما يموج به الشارع البحريني، خاصة وأن الوصول اليوم لمعرفة اتجاهات الناس وقياس ردات فعلهم وانطباعاتهم مسألة سهلة جداً، يكفي فقط متابعة ما يتداولونه ويتناقشون فيه في وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا نؤكد بأن الثقة المطلقة موجودة بملكنا العزيز بأن تكون الأيام القادمة أفضل وتركز بشكل أكبر على هذا المواطن وحل همومه وتحقيق تطلعاته.
الملك حفظه الله لم نعرف عنه أبداً تقليلاً من شأن الجهود المبذولة، نعم هناك في كل عمل قصور، لكن الذكاء وحسن التدبير يكون بوضع اليد على الأخطاء والعمل على تصحيحها، ومنح الفرص وحسن النوايا أمر معروف عن جلالته، وعليه فإن التوجيه الأخير يأتي في إطار عملية المراجعة والتصحيح، وعليه ينبغي من الجهات المعنية في الدولة أن تأخذ الكلام بعين الاعتبار وتعمل وفق مضامينه، والأهم أن تركز على المواطن.
الناس باتوا في كثير من الأمور غير معولين على أداء بعض الأجهزة خاصة تلك المعنية بالخدمات، بالتالي أغلب خطاباتهم ومناشداتهم توجه إلى والدهم جلالة الملك ثقة فيه ومحبة، لكن أيضاً من غير الصحيح أن تكون عمليات التخطيط والتوجيه الدائم صادرة من الملك أو عن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء حفظه الله، بحيث يتضح لنا أن هناك قصوراً في التعامل مع الأمور من قبل المسؤولين. خاصة وأن هؤلاء المسؤولين وضعوا في مواقعهم ومنحوا الثقة الملكية لأجل خدمة المواطن أولاً وأخيراً.
وعليه نكرر الكلام الذي نقوله دائماً بأن المواطن، هذا المواطن المسكين يجب أن يكون الأولوية في كل شيء، لابد لكل مشروع جديد يقدم أو يطرح أن يتم بيان موقع المواطن فيه ومدى استفادته منه. هناك كثير من المشاريع لا يتفاعل معها الناس ولا يأخذونها على محمل الجد لأنهم يرون بأنها لا تمسهم مباشرة، وأن وجودها وعدمه واحد، بل وجودها سيؤثر سلباً من ناحية ضخ أموال من الموازنة (العاجزة أصلاً) من باب أولى أن توجه للمواطن.
جلالة الملك أكد على ثوابت راسخة نؤمن بها، أولاً تلك المعنية بالمواطن البحريني المخلص المحب لبلده والذي يستحق كل الخير، والثاني التأكيد على وجود جهود كبيرة من قبل السلطة التنفيذية برئاسة الأمير خليفة بن سلمان، لكن يظل طموح الجميع بأن يكون العمل دؤوباً وأكثر فاعلية، يعززه في المقابل التصاق المواطن أكثر بوطنه.
لدي قناعة ثابتة دائماً أرددها، وأراها تنسحب على كثير من الحالات، وهي بأن إصلاح أي قطاع أو نظام أو أي منظومة يكون بإصلاح «النفوس المكسورة» فيه، أي حينما نصلح حال المواطنين تنصلح حال الأوطان.
الله يوفق جميع الجهود المخلصة التي هدفها البحرين وأهلها أولاً وأخيراً. ورمضان كريم.