ما كنت أتمنى أن يطيل بي المقام في الدنيا ليصل بي الحال وأنا أطالع إحدى الفضائيات وهي تبث سمومها بزعيق طائفيين موتورين من ساسة العراق.كان اللقاء والتحاور بين اثنين؛ إحداهما حنان الفتلاوي النائبة عن دولة (اللاقانون)، والتي هي وكتلتها تحكم اليوم بإمرة أسيادها في إيران.تفاجأت وأنا أسمع الحديث باختراعها لنظرية دموية «حاصل ضرب 7×7= 14 جثة ممزقة». حيث قالت بالنص وباللهجة العراقية «إشو آني أريد من ينقتل سبعة من الشيعة ينقتل مقابلهم سبعة من السنة»، صعقت بسماع هذا المنطق المريض وتضاءل أملي بأن ينصلح حال البلد وقد تربع على مقدراته هكذا شرذمة من المجرمين، وذهب فكري بعيداً فقلت في نفسي إذا كان هكذا فكر امرأة فما بالك بالرجال من بني طائفتها؟ أعانكم الله أهل السنة في العراق؛ بل أعان الله الأبرياء من طائفتها لأنها تجلب لهم الويل والثبور من تصريحها المريض.فوالله لو تكلمت بلغة الغابة لعذرناها، ربما قد تكون من بيئة مازالت تحكمها ضوابط القبيلة، وحتى القبيلة تقتل من أجرم حصراً، لكن هذه المخلوقة الغريبة، تريد أن تؤجج السذج والجهلة من الشارع الشيعي وتقول لهم لو قتل منكم يا شيعة سبعة بأي وسيلة، أكانت تفجيراً إجرامياً أو اغتيالاً، وسواء من قام بالجريمة شخص واحد أو مجموعة فبادروا على الفور بقتل سبعة من السنة، لا يهم إن كانوا هم القتلة أم غيرهم، وبأي طريقة تحلو لكم حتى إن كان القاتل مجهول الهوية، بل ربما يكون القاتل من طائفتها الحاكمة لديمومة العنف الطائفي.لا أخفيكم قولاً من شدة اشمئزازي لحد الاستقواء غادرت القناة، (على ما أظنها قناة السومرية)، وأطبقت عينيي وأنا أجول بفكري متنقلاً حدوداً ومحيطات، وبدأت أقارن جرم هذه النظرية، وافترضت لو قيلت وصدرت من أي مقيم في أمريكا أو في دول الاتحاد الأوروبي أو أي دولة مسلوبة الحقوق من مقاوميها وصرح من أي فضائية نائية غير مسموعة، وقال أدعو لقتل أمريكي أو إسرائيلي أو من ذوي الدماء الزرقاء مقابل ألف فرد وليس سبعة مضطهدين لالتقطتها كل وسائلهم الإعلامية والاستخبارية، ولقامت عليه الدنيا وما قعدت، حتى تدك عروشه إن كان ذا سلطة أو يدك معسكره إن كان في فصيل مقاومة شريفة، فما بال هذا المجتمع الأعور في هذه الدنيا التي أشرفت على الزوال ومازال البشر فيها طبقات النبلاء والحقراء، أطبقت جميع الفضائيات العالمية بل للأسف حتى العربية منها لاستهجان واستنكار هذه النظرية الدموية التي غفلت عنها الكاتبة الشهيرة اجاثا كرستي التي أرعبت العالم لأكثر من ربع قرن، بل حتى غفل عنها أعتى مجرمي العصر ستالين وهتلر. في زمن ليس بالبعيد كان العراق إبان النظام السابق مغطى بكل الأقمار الصناعية ومندوبي الفضائيات على ندرتها ومراسلي الصحف، فيلتقطون أي تصريح أو تلميح أو كلمة تصدر من رأس النظام إلى أي فرد من أركانه حتى يبدأ التحليل والتفصيل، أما إذا صدر أي تلميح أو استعراض للقوة من رأس النظام ما يلبث أن يلتهب ويلتئم مجلس الأمن، وسرعان ما تنضد وتنضج القرارات بالإدانة أو التلويح بالقوة، في حين لا ترقى كل تلك التلميحات والتصريحات إلى درجة إجرام صاحبة النظرية الموغلة في الإجرام.أين هذه الأطباق ومندوبو الفضائيات ومراسلو الصحف ولجان حقوق الإنسان والمنظمات بكل مسمياتها، أتبخروا أم أخدروا أم أصابهم الوهن وعجزوا؟ أم أن فساد ساسة العراق أفسدهم بالتبع، ومنظر الدولار الأخضر سلبهم الإرادة، أو بريق الذهب سحرهم، أم خرير انسياب النفط أصم أذنيهم وأعمى بصرهم وبصيرتهم؟ تباً لهم وتعساً أن يتخطوا بين أشلاء الجثث الممزقة ليلتقطوا الحرام رزقهم كمثل العنقاء تقتات على الجيف، والعنقاء والكلاب تعاف أنفسها نهش لحم جنسهم حتى إن أصاب الهزال جسمهم.لنعد إلى عقر دار النائبة، التي حلت بالبلد من يوم أن تربع على مصير العراق هكذا نماذج موغلة في الحقد والإجرام بتخطيط أمريكا راعية الإجرام العالمي، جال في فكري إذا كان هكذا تفكير وتحليل امرأة رعى الله بني جنسها بأنوثة رقيقة في الفكر والرقة والحنان، ويا للمفارقة اسمها حنان وليس لديها منه نصيب. فما بال رجالات دولة اللاقانون والميليشيات التي تربت على الإجرام والانتقام عند الحاضنة الإيرانية.وأجزم أن لو صدر هذا التصريح القبيح المقرف من أحد نواب الطائفة السنية لتحركت من فورها القوات ولاعتقل قائله حتى قبل رفع حصانته، ولجهزت أوراق إعدامه للمصادقة الصورية قبل تحليل الخبر ونشره، وأختم قولي تباً لك يا أمريكا صاحبة البذر الخبيث، وتباً لك إيران صاحبة المعول والمنجل بما تزرعون وستدمى أيديكما عندما يدنو وقت الحصاد.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90