الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي واللحمة الاجتماعية والرخاء الذي تعيشه دول الخليج مكان للتقدير والاحترام من المحبين لهذا الوطن الكبير، وأيضاً مكان للحسد والضغينة لمن يحملون مشاعر نفسية طغت عليها محبة الذات وتفخيمها وحملوا فوق أعناقهم حمولات الحقد والكراهية فانسدت بهم ومنهم وعنهم الرؤيا، فأصبح همهم الأول والأخير النيل من مكتسباتنا الوطنية.
لقد كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة وجلية وفي محلها عندما قرر «يحفظه الله» بحسن بصيرته «اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل حماية الوطن مما قد ترتكبه المنظمات الإرهابية في ظل مجريات الأحداث وتداعياتها»، كما كانت رؤية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عندما قال في كلمة متلفزة، يوم الأربعاء الماضي، إن الوطن يتعرض لأخطار جسيمة ومخطط مدروس لهدم كيان الدولة، من أطراف داخلية محسوبة على أعداء الوطن وتقويض مؤسساتها وزعزعة الأمن والاستقرار فيها» – وجاءت – متطابقة مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين بأن هناك من يتربص بأمن الخليج ويسعى للنيل من مكتسبات شعوبه الأبية، كما إنها متوافقة مع توجيهات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والتي حث فيها الحكومة على تشديد الخناق على كل من يثبت تورطه في السفر من أجل المشاركة في القتال بالخارج سواء بالتحريض أو الاتفاق أو المساعدة بالتمويل وذلك لمحاصرة الإرهاب الأسود.
إننا آمنون في ديارنا.. آمنون في أموالنا.. آمنون في أعراضنا آمنون من الأشرار والحاقدين ألا يستحق كل ذلك أن نكون جميعاً عند مستوى المسؤولية، خاصة وكل من حولنا في غليان وفوضى، وعندما وجه خادم الحرمين باتخاذ كافة الإجراءات لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وأمن استقرار الوطن بناء على الأحداث الجارية في المنطقة فتلك هي قمة المسؤولية.. فوطننا و-الخليج كافة- مليء بالإنجازات والمكتسبات التي كانت نتيجة لجهود رجال حفروا الصخر من أجل بناء الوطن وجعله على ما هو عليه من تقدم وازدهار ورخاء.
إن معجزة وطننا لم تكن يوماً تكمن في بناء المدن وإعمارها أو شق الطرق وبناء المطارات والسدود.. معجزتنا كان الإنسان محورها وبناؤه هدفها وتنميته إنجازها، وكل ذلك حدث ومستمر في الحدوث.
وطننا الذي بنته سواعد الرجال وعرقهم وفكرهم يجب أن يكون حصناً منيعاً في وجه كل من يريد له السوء أو يحاول النيل من أمنه واستقراره.. لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نسمح بأن تمتد إلينا أيد تريد إلحاق الضرر بلحمتنا الوطنية وتماسك نسيجنا الاجتماعي والنيل من إنجازاتنا التي يتحدث عها القاصي والداني دون مبالغة أو تهويل.. هي إنجازات تتحدث عن نفسها لم تقتصر على تنمية دون غيرها، بل كانت تنمية شاملة جعلت من وطننا مفخرة لنا ولأي عربي ومسلم..
خليجنا فخر لنا أينما كنا، فهو في خير وسيبقى في خير طالما بقينا يداً واحده وقلباً واحداً في وجه الإرهاب الأسود والأعداء أينما وجدوا، ندعو الله ونحن في هذه الأيام المباركة أن يحفظ لنا قادتنا فهم فخر لنا وأن يؤمن علينا أوطاننا.

نائب شيخ قبيلة الدواسر بالدمام ومملكة البحرين