المقال الذي نشرته هنا قبل عدة أيام و«تمنيت» فيه على نبيل رجب أن «يعقّل» أولئك الذين استمرؤوا اختطاف الشوارع وإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس وتعريضهم للخطر إن كانت له عليهم دالة، هذا المقال استفز البعض فوصلتني عنه مجموعة من الملاحظات والآراء من بينها أن نبيل رجب حتى لو اقتنع بعدم جدوى أسلوب اختطاف الشوارع وخطئه وتسببه في أذى خلق الله واستجاب للدعوة فإنه يعلم جيداً أنه لا يستطيع أن يوقف أولئك عن هذا السلوك المشين. ليس هو فقط -يقول صاحب الرأي- وإنما حتى من يكبره مكانة ولكلماته عندهم صدى، ذلك أن أولئك تبرمجوا على رفض كل دعوة للتوقف عن ممارسة هذا الفعل ووصلوا حد إلغاء كل من يصر على مثل هذه الدعوة أياً كانت مكانته لديهم وأياً كان تاريخه.
المؤسف في هذا الكلام أنه صحيح بنسبة مائة في المائة، والدليل أن كل «قادة المعارضة» يرددون باستمرار أنهم ضد العنف ويدعون إلى السلمية، لكن لا أحد يسمعهم، فلا الحراك أثبت أنه سلمي ولا غاب العنف عن ممارساتهم. والمؤسف أكثر أن أولئك اليوم على استعداد أن يلغوا الجميع، بما فيهم نبيل رجب وعلي سلمان وعيسى قاسم، لو أصروا على رأيهم وحاولوا أن يمنعوهم مما يفعلون.
لسان حالهم يقول نبيل رجب على عينا وراسنا، وعلي سلمان على عينا وراسنا، وعيسى قاسم وكل من يحتل منصباً قيادياً على عينا وراسنا، طالما أنهم يوافقون على ما نفعل وما نرتكب من حماقات، لكنهم لو أصروا على منعنا من القيام بما نقوم به ونعتقد أنه الصحيح فليسوا منا ولا قيمة لهم عندنا.
وللأسف فإن هذا صحيح أيضاً ولكن لا بأس من الاختبار. ليجرب أحد الثلاثة المذكورين أو غيرهم ممن يعتقد أن لهم مكانة عند أولئك الذين تمت برمجتهم ولم يعد عقلهم يستوعب منطقاً فيدعوهم إلى التوقف عن ممارسة تلك الأفعال التي تؤذي الناس، ليجرؤ وسيعرف أن قيمته كبيرة ومكانته عالية طالما أنه ظل يوافقهم على ما يفعلون ويمارسون من أخطاء، وسيكتشف أنهم لن يترددوا عن توجيه أقذع الشتائم له لو أنه أصر على رأيه وسيرى أنهم لن يترددوا عن وصفه بالخائن.
أحبوا عيسى قاسم وتعلقوا به عندما قال «اسحقوهم»، وسيركنونه جانباً لو قال لهم «اعقلوا أو اسكنوا أو جوزوا»، والأمر نفسه سيحدث مع علي سلمان وإن بالغ في استخدام لفظة «أحبتي»!
اليوم صار أولئك الذين يصفون أنفسهم بـ «أسياد النزال» ويعتبرون كل دعوة خير وكل دعوة عاقلة «شغل سياسة» ويعتبرون الداعي إلى التوقف عن تلك الممارسات المخالفة لكل الشرائع والأديان خائناً وأن له مصلحة فيما يقول وإنه يريد أن يقضي على «الثورة»!
ولأن «قادتهم» يعرفون هذا الأمر ويدركونه جيداً لذا لا يبادر أحد منهم مهما بلغت رتبته ومهما كانت له عليهم من دالة أن يقول لهم كفوا عن هذه الممارسات لأنها تتناقض مع شعار السلمية ولأنها عنف يفضي إلى الفوضى ويتسبب في أذى الأبرياء. لا يفعل ذلك لأنه يعرف أن أحداً لن يستجيب له، ولأنه يعلم جيداً أنهم سينفضون من حوله لمجرد الطلب منهم التوقف عن تلك الممارسات.
اليوم أتحدى أكبر رأس في «المعارضة» أن يقول إنه يستطيع أن يقنع أو يجبر أولئك الذين اختاروا التخريب منهجاً على التوقف عن الذي يقومون به، وأجزم أنه سيركن ولن يقال له حتى كلمة شكراً ولعلهم يعتبرونه خائناً وبائعاً للقضية.
أما من يقول إنه يستطيع أن يدعوهم لهذا الأمر وإنه يمكن أن يستجيبوا له فأقول له هذا الميدان يا حميدان!
المؤسف في هذا الكلام أنه صحيح بنسبة مائة في المائة، والدليل أن كل «قادة المعارضة» يرددون باستمرار أنهم ضد العنف ويدعون إلى السلمية، لكن لا أحد يسمعهم، فلا الحراك أثبت أنه سلمي ولا غاب العنف عن ممارساتهم. والمؤسف أكثر أن أولئك اليوم على استعداد أن يلغوا الجميع، بما فيهم نبيل رجب وعلي سلمان وعيسى قاسم، لو أصروا على رأيهم وحاولوا أن يمنعوهم مما يفعلون.
لسان حالهم يقول نبيل رجب على عينا وراسنا، وعلي سلمان على عينا وراسنا، وعيسى قاسم وكل من يحتل منصباً قيادياً على عينا وراسنا، طالما أنهم يوافقون على ما نفعل وما نرتكب من حماقات، لكنهم لو أصروا على منعنا من القيام بما نقوم به ونعتقد أنه الصحيح فليسوا منا ولا قيمة لهم عندنا.
وللأسف فإن هذا صحيح أيضاً ولكن لا بأس من الاختبار. ليجرب أحد الثلاثة المذكورين أو غيرهم ممن يعتقد أن لهم مكانة عند أولئك الذين تمت برمجتهم ولم يعد عقلهم يستوعب منطقاً فيدعوهم إلى التوقف عن ممارسة تلك الأفعال التي تؤذي الناس، ليجرؤ وسيعرف أن قيمته كبيرة ومكانته عالية طالما أنه ظل يوافقهم على ما يفعلون ويمارسون من أخطاء، وسيكتشف أنهم لن يترددوا عن توجيه أقذع الشتائم له لو أنه أصر على رأيه وسيرى أنهم لن يترددوا عن وصفه بالخائن.
أحبوا عيسى قاسم وتعلقوا به عندما قال «اسحقوهم»، وسيركنونه جانباً لو قال لهم «اعقلوا أو اسكنوا أو جوزوا»، والأمر نفسه سيحدث مع علي سلمان وإن بالغ في استخدام لفظة «أحبتي»!
اليوم صار أولئك الذين يصفون أنفسهم بـ «أسياد النزال» ويعتبرون كل دعوة خير وكل دعوة عاقلة «شغل سياسة» ويعتبرون الداعي إلى التوقف عن تلك الممارسات المخالفة لكل الشرائع والأديان خائناً وأن له مصلحة فيما يقول وإنه يريد أن يقضي على «الثورة»!
ولأن «قادتهم» يعرفون هذا الأمر ويدركونه جيداً لذا لا يبادر أحد منهم مهما بلغت رتبته ومهما كانت له عليهم من دالة أن يقول لهم كفوا عن هذه الممارسات لأنها تتناقض مع شعار السلمية ولأنها عنف يفضي إلى الفوضى ويتسبب في أذى الأبرياء. لا يفعل ذلك لأنه يعرف أن أحداً لن يستجيب له، ولأنه يعلم جيداً أنهم سينفضون من حوله لمجرد الطلب منهم التوقف عن تلك الممارسات.
اليوم أتحدى أكبر رأس في «المعارضة» أن يقول إنه يستطيع أن يقنع أو يجبر أولئك الذين اختاروا التخريب منهجاً على التوقف عن الذي يقومون به، وأجزم أنه سيركن ولن يقال له حتى كلمة شكراً ولعلهم يعتبرونه خائناً وبائعاً للقضية.
أما من يقول إنه يستطيع أن يدعوهم لهذا الأمر وإنه يمكن أن يستجيبوا له فأقول له هذا الميدان يا حميدان!