لا يمكن لأي مراقب أن يصف ما أقدمت عليه الوفاق (ومجموعة الصغار التي تتبعها والتي تلعب وتلهو داخل بشت علي سلمان) إلا أن يقول «هؤلاء مازالوا في مرحلة المراهقة السياسية، لم يبلغوا سن الرشد بعد» حين أعلنوا أنهم سيقاطعون الانتخابات القادمة (وقد يكون هذا الموقف أشبه باللعبة، حتى تقدم لهم تنازلات أو أوفرات من أجل المشاركة..!).
تمعنت في الصورة التي جمعت ممثلي الجمعيات التي تلعب بها الوفاق يميناً وشمالاً حين عقدوا مؤتمراً أعلنوا فيه عدم المشاركة بالانتخابات، أخذت أقلب بالصورة ووجوه من هم على الطاولة، ولو فعل ذلك أي شخص شاهد الصورة، فسيجد أمامه شيئاً فاضحاً واضحاً، وهو أن هذا التجمع تجمع طائفي بامتياز، لا يوجد أي مكون آخر معهم حتى من باب التقية، فهل تجمعكم هذا تجمع طائفي؟ ليس الآن وحسب، بل منذ الخروج في 2011، وإلى اليوم؟
«شكلكم بكرة بتحطون وياكم على الطاولة النائب المقال»؛ فكيف تدعون الديمقراطية والتحول الديمقراطي وأنتم تجمع طائفي بامتياز؟
ألست أنتم أنفسكم من تقولون للناس إنكم (طائفيون مغلقون) بهذه الصورة؟
وإن كان هذا كلام علي سلمان الذي قال: «لا توجد صفقات مع النظام»، فإما أنه يمارس التقية السياسية، وإما أن ذلك صحيح، وهو ألا صفقات مع النظام، ولا مع أطراف في النظام، ونحن كشعب نتمنى ذلك، فأي صفقات إنما ستأتي وبالاً وحسرة على مستقبل الوطن، البحرين لا تحتاج إلى صفقات، تحتاج إلى تصحيح مسيرة خاطئة أوصلتنا إلى مرحلة شلل الدولة، وأجهزة الدولة من الداخل، حتى كادت السفينة أن تغرق.
قرأت أمس ما وجدت أنه أقوى تصريح للشيخ عبداللطيف المحمود على الأقل في الفترة الأخيرة، وشعرت أن تجمع الوحدة بدأ يحاكي الشارع، فقد قال الشيخ «الوفاق جماعة انقلابية تسعى للسيطرة على البلاد» وهذا كلام طيب، غير أن هذه الصورة واضحة تماماً لأهل البحرين، وأتمنى أن تكون كذلك لدى تجمع الوحدة الوطنية، وأن نترك المجاملات ومسك العصا من المنتصف، لا توجد منطقة في المنتصف والبلد تتعرض لمحاولة انقلاب..!
جزء كبير من قوة التجمع، هو أن يبقى على ثوابته، وأن يحاكي الشارع الذي ينطلق منه، اللعب على الحبال أصاب صورة التجمع في مقتل.
غير أن لهذا التصريح تبعات أيضاً، فإن كانت الوفاق كذلك -وهي وأقرانها أكثر من ذلك- فكيف يتم الجلوس معها على طاولة الحوار، وقد جلستم مرتين في السابق؟
هذه أسئلة مشروعة لرجل الشارع؟
لا حوار مع انقلابي، ولا حوار مع إرهابي، وأعتقد أنهم يجمعون الصفتين..!
أعود لموضوع مقاطعة (الوفاق والأقزام) للانتخابات، فإن هم فعلوا (وأحسبهم يتلاعبون بالكلام ويحاولون الحصول على كعكة أكبر) فإن هناك فرصة تاريخية سانحة لمن سيصل للبرلمان من أجل إقرار قوانين وتشريعات واقتراحات تصب في صالح أهل البحرين جميعاً، وتوقف ما كان يجري قبل 2011 من استيلاء على الدولة من الداخل.
الدولة، ومن هم في البرلمان الحالي فرطوا في 4 سنوات حاسمة، كان يجب أن تقر فيها قوانين وتشريعات تؤسس لمرحلة مقبلة، مادام من يعطل المسيرة غائباً، كانت هذه أفضل فرصة لتمرير القوانين التي تؤكد سيادة الدولة، وتصحح أخطاء، وتوصد أبواباً مفتوحة على مصراعيها من أجل أن تكون الأرضية مهيأة للانقلاب.
لكننا نضيع الفرص، ولا نستغلها بشكل صحيح، لكن إن قاطع الانقلابيون الانتخابات فأعتقد أن الفرصة الثانية سانحة ويجب أن تستغل أفضل استغلال، وإلا يتم تضييعها كما حدث ويحدث.
إن أردتم الحقيقة، أشعر أنهم دجالون، وسيدخلون الانتخابات، لكن ما يفعلونه الآن إنما هو ضغط للحصول على صفقات، وتوزير انقلابيين، والحصول على مطلب تعديل الدوائر وصلاحيات كاملة للبرلمان، والصلاحيات الكاملة كلمة حق يراد بها باطل.
إن كنتم لا تشاهدون الصورة، فإن تعديل الدوائر والصلاحيات الكاملة (هو مشروع إدخال البحرين إلى النفق الذي يشبه النفق اللبناني اليوم، تعطيل الدولة من الداخل) وهذا أيضاً يعني أن الانقلابيين يريدون أن تكون الدوائر على مقاسهم الطائفي، حتى يحتلوا البرلمان، ويحدث تعطيل الدولة من الداخل وتبقى البحرين مشلولة وفي حالة فوضى كما هي لبنان.
هذا هو معنى تعديل الدوائر وصلاحيات كاملة، فإن سمحت القوى السياسية الأخرى بذلك، وسمحت الدولة بذلك، فإن هذه كارثة على مستقبل البحرين، ونفق مظلم سنلج إليه سيعطل ويشل كل الحياة، وحتى يظهر للعالم أن الانقلابيين هم الذين يسيطرون على الأداة التشريعية إذا ما عدلت الدوائر على مقاسهم الطائفي، وهذه صورة لها إيحاءات كثيرة ودلائل أكثر.
منزلق لبنان يجب أن تفهمه وتعيه الدولة البحرينية، هؤلاء لا يريدون ديمقراطية، يريدون دولة ولاية الفقيه الطائفية، ويريدون (ولي فقيه دكتاتور) كما هو حاصل اليوم.
نقولها بصراحة، إن أقدموا على غباء عدم المشاركة في الانتخابات، فأهل البحرين يقولون... أبركها من ساعة.. ويا رب تعمي بصرهم وبصيرتكم أكثر..!
قرارات طيبة في مجلس الوزراء
- اطلعت على قرارات طيبة صدرت من مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، وربما كان أهم ما في الجلسة ما تقدم به وزير الداخلية من مذكرة بشأن الحيلولة دون استغلال المعونات المالية والخدمات الحكومية من قبل الإرهابيين.
وقد وافق المجلس عليها وأحالها للجنة القانونية لدراستها وذلك في إطار جهود الحكومة لمكافحة الإرهاب، وقطع سبل ومصادر تمويله.
هذا التحرك من وزير الداخلية هو تحرك طيب، حتى وإن كان متأخراً، لكني تمنيت أن يكون هذا التحرك من الأعضاء الوطنيين في مجلس النواب، لكن لا تثريب على نوابنا اليوم.
طرحت ذات الفكرة ذات مرة هنا، وقد وفقنا الله لأن نكتب أن الإرهابي لا يجب أن يحصل على خدمات ومعونات من الدولة.
قلت ذات مرة إن الرقم الشخصي للإرهابي يعطل، بمعنى أن يحصل عليه (بلوك)، فلا يمكنه أن يستفيد من أي خدمات تقدمها الدولة مجاناً للمواطنين.
وحتى يزال تعطيل الرقم الشخصي يجب أن يلجأ الإرهابي للقضاء ليأخذ حكماً بإزالة تعطيل الرقم الشخصي.
- أيضاً من ضمن قرارات مجلس الوزراء الطيبة هي الموافقة على إقامة مشروع إسكاني في منطقة الحجيات بالمحافظة الوسطى يستوعب 150 وحدة سكنية و160 شقة تمليك ويبدأ تنفيذه العام الجاري.
هذه قرارات طيبة وتهم الناس، إضافةً إلى قرارات أخرى هامة، فالشكر لمجلس الوزراء على هذه القرارات.
{{ article.visit_count }}
تمعنت في الصورة التي جمعت ممثلي الجمعيات التي تلعب بها الوفاق يميناً وشمالاً حين عقدوا مؤتمراً أعلنوا فيه عدم المشاركة بالانتخابات، أخذت أقلب بالصورة ووجوه من هم على الطاولة، ولو فعل ذلك أي شخص شاهد الصورة، فسيجد أمامه شيئاً فاضحاً واضحاً، وهو أن هذا التجمع تجمع طائفي بامتياز، لا يوجد أي مكون آخر معهم حتى من باب التقية، فهل تجمعكم هذا تجمع طائفي؟ ليس الآن وحسب، بل منذ الخروج في 2011، وإلى اليوم؟
«شكلكم بكرة بتحطون وياكم على الطاولة النائب المقال»؛ فكيف تدعون الديمقراطية والتحول الديمقراطي وأنتم تجمع طائفي بامتياز؟
ألست أنتم أنفسكم من تقولون للناس إنكم (طائفيون مغلقون) بهذه الصورة؟
وإن كان هذا كلام علي سلمان الذي قال: «لا توجد صفقات مع النظام»، فإما أنه يمارس التقية السياسية، وإما أن ذلك صحيح، وهو ألا صفقات مع النظام، ولا مع أطراف في النظام، ونحن كشعب نتمنى ذلك، فأي صفقات إنما ستأتي وبالاً وحسرة على مستقبل الوطن، البحرين لا تحتاج إلى صفقات، تحتاج إلى تصحيح مسيرة خاطئة أوصلتنا إلى مرحلة شلل الدولة، وأجهزة الدولة من الداخل، حتى كادت السفينة أن تغرق.
قرأت أمس ما وجدت أنه أقوى تصريح للشيخ عبداللطيف المحمود على الأقل في الفترة الأخيرة، وشعرت أن تجمع الوحدة بدأ يحاكي الشارع، فقد قال الشيخ «الوفاق جماعة انقلابية تسعى للسيطرة على البلاد» وهذا كلام طيب، غير أن هذه الصورة واضحة تماماً لأهل البحرين، وأتمنى أن تكون كذلك لدى تجمع الوحدة الوطنية، وأن نترك المجاملات ومسك العصا من المنتصف، لا توجد منطقة في المنتصف والبلد تتعرض لمحاولة انقلاب..!
جزء كبير من قوة التجمع، هو أن يبقى على ثوابته، وأن يحاكي الشارع الذي ينطلق منه، اللعب على الحبال أصاب صورة التجمع في مقتل.
غير أن لهذا التصريح تبعات أيضاً، فإن كانت الوفاق كذلك -وهي وأقرانها أكثر من ذلك- فكيف يتم الجلوس معها على طاولة الحوار، وقد جلستم مرتين في السابق؟
هذه أسئلة مشروعة لرجل الشارع؟
لا حوار مع انقلابي، ولا حوار مع إرهابي، وأعتقد أنهم يجمعون الصفتين..!
أعود لموضوع مقاطعة (الوفاق والأقزام) للانتخابات، فإن هم فعلوا (وأحسبهم يتلاعبون بالكلام ويحاولون الحصول على كعكة أكبر) فإن هناك فرصة تاريخية سانحة لمن سيصل للبرلمان من أجل إقرار قوانين وتشريعات واقتراحات تصب في صالح أهل البحرين جميعاً، وتوقف ما كان يجري قبل 2011 من استيلاء على الدولة من الداخل.
الدولة، ومن هم في البرلمان الحالي فرطوا في 4 سنوات حاسمة، كان يجب أن تقر فيها قوانين وتشريعات تؤسس لمرحلة مقبلة، مادام من يعطل المسيرة غائباً، كانت هذه أفضل فرصة لتمرير القوانين التي تؤكد سيادة الدولة، وتصحح أخطاء، وتوصد أبواباً مفتوحة على مصراعيها من أجل أن تكون الأرضية مهيأة للانقلاب.
لكننا نضيع الفرص، ولا نستغلها بشكل صحيح، لكن إن قاطع الانقلابيون الانتخابات فأعتقد أن الفرصة الثانية سانحة ويجب أن تستغل أفضل استغلال، وإلا يتم تضييعها كما حدث ويحدث.
إن أردتم الحقيقة، أشعر أنهم دجالون، وسيدخلون الانتخابات، لكن ما يفعلونه الآن إنما هو ضغط للحصول على صفقات، وتوزير انقلابيين، والحصول على مطلب تعديل الدوائر وصلاحيات كاملة للبرلمان، والصلاحيات الكاملة كلمة حق يراد بها باطل.
إن كنتم لا تشاهدون الصورة، فإن تعديل الدوائر والصلاحيات الكاملة (هو مشروع إدخال البحرين إلى النفق الذي يشبه النفق اللبناني اليوم، تعطيل الدولة من الداخل) وهذا أيضاً يعني أن الانقلابيين يريدون أن تكون الدوائر على مقاسهم الطائفي، حتى يحتلوا البرلمان، ويحدث تعطيل الدولة من الداخل وتبقى البحرين مشلولة وفي حالة فوضى كما هي لبنان.
هذا هو معنى تعديل الدوائر وصلاحيات كاملة، فإن سمحت القوى السياسية الأخرى بذلك، وسمحت الدولة بذلك، فإن هذه كارثة على مستقبل البحرين، ونفق مظلم سنلج إليه سيعطل ويشل كل الحياة، وحتى يظهر للعالم أن الانقلابيين هم الذين يسيطرون على الأداة التشريعية إذا ما عدلت الدوائر على مقاسهم الطائفي، وهذه صورة لها إيحاءات كثيرة ودلائل أكثر.
منزلق لبنان يجب أن تفهمه وتعيه الدولة البحرينية، هؤلاء لا يريدون ديمقراطية، يريدون دولة ولاية الفقيه الطائفية، ويريدون (ولي فقيه دكتاتور) كما هو حاصل اليوم.
نقولها بصراحة، إن أقدموا على غباء عدم المشاركة في الانتخابات، فأهل البحرين يقولون... أبركها من ساعة.. ويا رب تعمي بصرهم وبصيرتكم أكثر..!
قرارات طيبة في مجلس الوزراء
- اطلعت على قرارات طيبة صدرت من مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، وربما كان أهم ما في الجلسة ما تقدم به وزير الداخلية من مذكرة بشأن الحيلولة دون استغلال المعونات المالية والخدمات الحكومية من قبل الإرهابيين.
وقد وافق المجلس عليها وأحالها للجنة القانونية لدراستها وذلك في إطار جهود الحكومة لمكافحة الإرهاب، وقطع سبل ومصادر تمويله.
هذا التحرك من وزير الداخلية هو تحرك طيب، حتى وإن كان متأخراً، لكني تمنيت أن يكون هذا التحرك من الأعضاء الوطنيين في مجلس النواب، لكن لا تثريب على نوابنا اليوم.
طرحت ذات الفكرة ذات مرة هنا، وقد وفقنا الله لأن نكتب أن الإرهابي لا يجب أن يحصل على خدمات ومعونات من الدولة.
قلت ذات مرة إن الرقم الشخصي للإرهابي يعطل، بمعنى أن يحصل عليه (بلوك)، فلا يمكنه أن يستفيد من أي خدمات تقدمها الدولة مجاناً للمواطنين.
وحتى يزال تعطيل الرقم الشخصي يجب أن يلجأ الإرهابي للقضاء ليأخذ حكماً بإزالة تعطيل الرقم الشخصي.
- أيضاً من ضمن قرارات مجلس الوزراء الطيبة هي الموافقة على إقامة مشروع إسكاني في منطقة الحجيات بالمحافظة الوسطى يستوعب 150 وحدة سكنية و160 شقة تمليك ويبدأ تنفيذه العام الجاري.
هذه قرارات طيبة وتهم الناس، إضافةً إلى قرارات أخرى هامة، فالشكر لمجلس الوزراء على هذه القرارات.