ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 مخلفةً ورائها الحزن والدمار ومعطلة لأمور الحياة ومنها بطولة كأس العالم التي توقفت عن الاستمرار عامي 1942 و 1946، حتى عادت الحياة إلى طبيعتها وممارسة الناس لحياتهم اليومية والتطلع للمستقبل بشكل أفضل علهم نسيان تلك الكارثة، فكان لزاماً العمل على توحيد الشعوب والاستمرار في تنظيم بطولة كأس العالم، لذا تم إسناد مهمة تنظيم البطولة عام 1950 للبرازيل المهووسة بكرة القدم والطامحة لإحراز اللقب العالمي الأول لها.
بـــدأ البرازيليون العمل على إنجاح البطولة فكـــــان أن تم بناء أكبر إستاد لكرة القدم المسمى بملعب الماراكانا الشهير في مدينة ريودي جانيرو، وتجهيز منتخب قوي لإحراز كأس جول ريميه من بعد إحرازهم للمركز الثالث في البطولة السابقة عام 1938. لذا وصلت البرازيل للمباراة النهائية التي لعبت على ملعب الماراكانا بحضور 205 آلاف متفرج تملؤهم الثقة المطلقة بالفوز بالبطولة حتى تم تجهيز الكرنفالات للاحتفال بالبطولة الأولى. لكن كان لمنتخب الأوروجواي كلمة أخرى في المباراة النهائية فهزم البرازيل 2-1 في مباراة لا ينساها جمهور السيليساو حتى يومنا هذا فقلب الكرنفال إلى كرنفال للحزن.
هاهي البرازيل تعود لتنظيم المونديال الحالي بواقع مغاير وطموح متجدد. طموح الفوز باللقب السادس وفك عقدة ذكرى نهائي عام 1950، وواقع مليء بمشاكل تعكر صفو أجواء البطولة كالاضطرابات والمسيرات المنددة بتنظيم هذا الحدث وأيضاً عدم اكتمال بعض المنشآت مما أوقع البرازيل كدولة منظمة في حرج كبير. ومما زاد الطين بلة هي كثرة الإصابات المؤثرة لنجوم المنتخبات الكبرى واستبعادهم من المونديال والذي بلا شك سيفقد المونديال بعضاً من حلاوته.
المنتخب البرازيلي يعيش حالة من الاستقرار على المستوى الفني والمعنوي بتواجد جل لاعبيه مع مدربهم سكولاري المتمرس في بطولات كأس العالم والحائز على بطولة كأس القارات الأخيرة على حساب إسبانيا المنتخب الأول عالمياً. حالة معنوية وثقة عالية يعيشها المنتخب تؤهله للفوز بالبطولة بالرغم من وجود منتخبات قوية في مجموعته بإمكانها تعكير صفو البرازيل.
صحيح أن البرازيل تنازلت عن تقديم الجمال والمتعة في الأداء وباتت شحيحة في تقديم نجوم كبار كالسابق وأصبح دوريها في المرتبة الخامسة عالمياً، لكنها قادرة على رسم البسمة في قلوب وشفاة محبيها في مونديال الألم.