لا تمر مناسبة على الأمة الإسلامية سعيدة وما أقلها أو حزينة وما أكثرها، إلا وتسمع تلك النداءات والخطابات التي تنطلق من بعض المسؤولين والتصريحات لبعض المتنفذين يصدحون بما يقولون، فكأنك حين تسمعها تسمع هارون الرشيد وهو يهدد نقفوراً، أو تسمع المعتصم وهو يأمر بتسيير جيشه إلى من آذوا المرأة المسلمة، وعندما يسمعها السامع يجد في نفسه نشوة العزة وطفرة الجبروت، حتى وكأن قوة ملائكية قد ركبت فيه، أو أعطي طاقة خارقة من جراء تلك التصريحات فينتشي نشوة البطل المغوار، ولكن عندما تمر الأيام وتبدأ تلك الحادثة بالفتور نجد أن تلك التهديدات أو التصريحات ذهبت أدراج الرياح وتلاشت كما يتلاشى البرق بعد وميضه، فكأن تلك المصائب التي حلت بالأمة لا تعنيهم، ولكنهم قالوا تلك التصريحات لتخدير الأمة.
وكلنا سمع ما قيل عندما ضرب «الأسد» شعبه، وكيف انطلقت تلك التهديدات له وأنه إن لم يقلع عما يفعل، ويرعوي عن غيه، فإن قوة مجاورة سوف تضربه، وسمعنا التصريحات تنطلق من كل مكان، تتوعد وترعد وتزبد، وفي النهاية لم تكن الأفعال تعادل جزءاً يسيراً من الأقوال، وإن كانت بعض الدول مشكورة قدمت المساعدات العينية للنازحين، وبذلت جهوداً في التخفيف من معاناة الشعب السوري، وأصبح الناس في هذا شيعاً ومذاهب، وصار العامة يتكلمون بأمور الدول والشعوب، وأخذت الشعوب تقود الأحداث.
ومع تطورات الأحداث من حولنا فإن أمتنا الإسلامية تواجه تحديات كبيرة وبالأخص الجزء الخليجي منها، حيث يتم استهداف شبابه، وأمنه، ونفطه، وكل شيء فيه، فتزرع الفتن بين أبنائه، وتوجه سهام بعض أبنائه إلى بعضهم الآخر، وما ذلك إلا لإضعافهم وإذلالهم، ومع هذا فإن القوى المفسدة تجد أعواناً لها من أبناء هذه الدول، ولعل أكبر ما يضر بدول الخليج هم المنتفعون من أبنائها بما يحيكه الأعداء.
ولعل من أسباب هذا الضعف الذي حل بنا وصارت قوتنا في خطاباتنا هو التفرق والتشرذم، ولو توحدت قوى الخليج لصارت قوة إن لم تكن رادعة فستكون مهابة، وكل مواطن مسؤول عن هذا التفرق، فما تمر حادثة إلا ويبدي رأيه كل أحد، وإن لم يكن ذا علم ودراية، فيخوض مع الخائضين وهو لا يعي، ويدلي دلوه في الدلاء وهو لا يفقه، فربما أجج النفوس، وأثار الضغائن، وأوقد الفتن، عن غير قصد، وهناك أحياناً من يذكيها بقصد الإفساد.
ما أجمل أن يسلم الإنسان بنفسه، وينأى بقلمه ولسانه عن كل ما لا يدركه، ويترك السهم للرائش، ويعطي القوس باريها، فبعض الأمور السكوت فيها خير من الكلام، والصمت أوسع من القول، فرُبَّ ساكت سلم، ومتكلم ندم، فكن من السالمين ولا تكن من النادمين.
- ومضة..
قال تعالى: «وَلا تقفُ ما ليسَ لكَ بهِ علمٌ»
{{ article.visit_count }}
وكلنا سمع ما قيل عندما ضرب «الأسد» شعبه، وكيف انطلقت تلك التهديدات له وأنه إن لم يقلع عما يفعل، ويرعوي عن غيه، فإن قوة مجاورة سوف تضربه، وسمعنا التصريحات تنطلق من كل مكان، تتوعد وترعد وتزبد، وفي النهاية لم تكن الأفعال تعادل جزءاً يسيراً من الأقوال، وإن كانت بعض الدول مشكورة قدمت المساعدات العينية للنازحين، وبذلت جهوداً في التخفيف من معاناة الشعب السوري، وأصبح الناس في هذا شيعاً ومذاهب، وصار العامة يتكلمون بأمور الدول والشعوب، وأخذت الشعوب تقود الأحداث.
ومع تطورات الأحداث من حولنا فإن أمتنا الإسلامية تواجه تحديات كبيرة وبالأخص الجزء الخليجي منها، حيث يتم استهداف شبابه، وأمنه، ونفطه، وكل شيء فيه، فتزرع الفتن بين أبنائه، وتوجه سهام بعض أبنائه إلى بعضهم الآخر، وما ذلك إلا لإضعافهم وإذلالهم، ومع هذا فإن القوى المفسدة تجد أعواناً لها من أبناء هذه الدول، ولعل أكبر ما يضر بدول الخليج هم المنتفعون من أبنائها بما يحيكه الأعداء.
ولعل من أسباب هذا الضعف الذي حل بنا وصارت قوتنا في خطاباتنا هو التفرق والتشرذم، ولو توحدت قوى الخليج لصارت قوة إن لم تكن رادعة فستكون مهابة، وكل مواطن مسؤول عن هذا التفرق، فما تمر حادثة إلا ويبدي رأيه كل أحد، وإن لم يكن ذا علم ودراية، فيخوض مع الخائضين وهو لا يعي، ويدلي دلوه في الدلاء وهو لا يفقه، فربما أجج النفوس، وأثار الضغائن، وأوقد الفتن، عن غير قصد، وهناك أحياناً من يذكيها بقصد الإفساد.
ما أجمل أن يسلم الإنسان بنفسه، وينأى بقلمه ولسانه عن كل ما لا يدركه، ويترك السهم للرائش، ويعطي القوس باريها، فبعض الأمور السكوت فيها خير من الكلام، والصمت أوسع من القول، فرُبَّ ساكت سلم، ومتكلم ندم، فكن من السالمين ولا تكن من النادمين.
- ومضة..
قال تعالى: «وَلا تقفُ ما ليسَ لكَ بهِ علمٌ»