ثمة خيارات تم اتخاذها خلال الفترات السابقة مرت على عدة مراحل ومحطات بالنسبة للثورة السورية، التي أمست تعد حدثاً عالمياً كبيراً لم يحدث من قبل قط قبالة مجتمع دولي يدعي أن الاتفاقات والأخلاقيات الدولية تحكم تصرفاته.
في بداية الثورة السورية كان الدعم العلني من قبل جميع قيادات الخليج ودول الوطن العربي يملأ وسائل الإعلام بكل أنواعها، وكانت الإدانات تتوالى تباعاً على «حزب الشيطان» الذي لم يسعه أن يقف متفرجاً لاحترام قرارات الشعب السوري آنذاك.. ولم يتحرك العالم طبعاً تجاه هذا التدخل المدان بكل القوانين والمواثيق والعهود الدولية، رغم تواصل الإدانات الإعلامية لهذا العمل المجرم.
بعدها توالى التشرذم وتعقدت المسائل مع دخول جبهة النصرة وإعلانها موالاتها للقاعدة، وزادت تعقيداً مع زحف «الدولة الإسلامية في العراق» إلى الشام.. تزامن ذلك مع انشقاقات من الجيش الحر وتشكيل جيش الإسلام.. كل ذلك كان سبباً في اتخاذ مواقف حذرة من الثورة السورية التي أضحت رقعة حرب دولية تخاض بالإنابة على أرض الشام.
ولكن ما يهم في خضم التعقيدات الحالية، أن هذه الثورة لاتزال صامدة في وجه كل ما يحاك لها ويراد لها من حرف للمسار، رغم المخاوف، ورغم الحذر، ورغم الخشية من المستقبل من نتاج الحرب الدائرة، إلا أن أمراً واحداً لا يمكن إغفاله أو نكرانه، أن هذه الثورة تقوم بمهمة كبيرة وهي وضع حد نهائي للنفوذ الإيراني في المنطقة، وهي المشروع الوحيد للقيام بهذا الدور الذي عجزت عنه دول الخليج منذ ثورة الخميني.
إن «حزب الشيطان» وجد نفسه مجبراً على الخوض في هذا المستنقع الكبير، مستنقع لا يمكن الخروج منه إلا بخسائر فادحة تهدد كيانه بالكامل، كما كان رئيسه مجبراً على هتك ماء وجهه بتغيير موقفه 360 درجة بشأن التدخل في سوريا.
إن هذه التعقيدات تتطلب مزيداً من القدرة على إدارة الأزمة، لا الاستسلام أمام المخاوف قبالة الجهات التي فرضت نفسها على الساحة، إن هذه الحرب الدائرة في سوريا هي في الواقع مصنع لنظام دولي جديد وفرز جديد على خريطة الشرق الأوسط.
إنه لابد من دراسة الفرص والتحديات، وإيجاد سبل دعم هذه الثورة بصورة ما، فهناك شعب ثائر ومئات الفصائل والألوية والجيوش التي تنتظر الدعم لمواجهة براميل الموت التي تلقى على المدنيين من السماء يومياً، أما التخلي عنها وانتظار النتاج على مدرج الجمهور، فهو خيار أخطر ما يكون هو اختياره، فكل نتائجه ستكون عكسية على أنظمة الخليج خاصة، التي تواجه أصلاً ضغطاً غير مسبوق على الصعيد الدولي.
إن عدم التحرك ضد نظام الأسد رغم كل هذا الإجرام هو أكبر خطأ استراتيجي يرتكب في الوقت الحالي، وترك الخيار في يد الولايات المتحدة الأمريكية هو ما أخر أي انتصار ممكن أن يحدث هناك.
من المستغرب أن تتخذ قرارات خجولة لا تتصف بالقوة والجرأة، قبالة خصوم من ورق يتظاهرون بالصمود والمقاومة أمام الطغيان، وهم الطغيان ذاته.
{{ article.visit_count }}
في بداية الثورة السورية كان الدعم العلني من قبل جميع قيادات الخليج ودول الوطن العربي يملأ وسائل الإعلام بكل أنواعها، وكانت الإدانات تتوالى تباعاً على «حزب الشيطان» الذي لم يسعه أن يقف متفرجاً لاحترام قرارات الشعب السوري آنذاك.. ولم يتحرك العالم طبعاً تجاه هذا التدخل المدان بكل القوانين والمواثيق والعهود الدولية، رغم تواصل الإدانات الإعلامية لهذا العمل المجرم.
بعدها توالى التشرذم وتعقدت المسائل مع دخول جبهة النصرة وإعلانها موالاتها للقاعدة، وزادت تعقيداً مع زحف «الدولة الإسلامية في العراق» إلى الشام.. تزامن ذلك مع انشقاقات من الجيش الحر وتشكيل جيش الإسلام.. كل ذلك كان سبباً في اتخاذ مواقف حذرة من الثورة السورية التي أضحت رقعة حرب دولية تخاض بالإنابة على أرض الشام.
ولكن ما يهم في خضم التعقيدات الحالية، أن هذه الثورة لاتزال صامدة في وجه كل ما يحاك لها ويراد لها من حرف للمسار، رغم المخاوف، ورغم الحذر، ورغم الخشية من المستقبل من نتاج الحرب الدائرة، إلا أن أمراً واحداً لا يمكن إغفاله أو نكرانه، أن هذه الثورة تقوم بمهمة كبيرة وهي وضع حد نهائي للنفوذ الإيراني في المنطقة، وهي المشروع الوحيد للقيام بهذا الدور الذي عجزت عنه دول الخليج منذ ثورة الخميني.
إن «حزب الشيطان» وجد نفسه مجبراً على الخوض في هذا المستنقع الكبير، مستنقع لا يمكن الخروج منه إلا بخسائر فادحة تهدد كيانه بالكامل، كما كان رئيسه مجبراً على هتك ماء وجهه بتغيير موقفه 360 درجة بشأن التدخل في سوريا.
إن هذه التعقيدات تتطلب مزيداً من القدرة على إدارة الأزمة، لا الاستسلام أمام المخاوف قبالة الجهات التي فرضت نفسها على الساحة، إن هذه الحرب الدائرة في سوريا هي في الواقع مصنع لنظام دولي جديد وفرز جديد على خريطة الشرق الأوسط.
إنه لابد من دراسة الفرص والتحديات، وإيجاد سبل دعم هذه الثورة بصورة ما، فهناك شعب ثائر ومئات الفصائل والألوية والجيوش التي تنتظر الدعم لمواجهة براميل الموت التي تلقى على المدنيين من السماء يومياً، أما التخلي عنها وانتظار النتاج على مدرج الجمهور، فهو خيار أخطر ما يكون هو اختياره، فكل نتائجه ستكون عكسية على أنظمة الخليج خاصة، التي تواجه أصلاً ضغطاً غير مسبوق على الصعيد الدولي.
إن عدم التحرك ضد نظام الأسد رغم كل هذا الإجرام هو أكبر خطأ استراتيجي يرتكب في الوقت الحالي، وترك الخيار في يد الولايات المتحدة الأمريكية هو ما أخر أي انتصار ممكن أن يحدث هناك.
من المستغرب أن تتخذ قرارات خجولة لا تتصف بالقوة والجرأة، قبالة خصوم من ورق يتظاهرون بالصمود والمقاومة أمام الطغيان، وهم الطغيان ذاته.