ما هي قصة فكرة اقتراح استقطاع جديد على المواطن تصل نسبته إلى %5؟!يا سعادة النواب والله ما كان هكذا العشم فيكم طوال 12 عاماً فيها كان يمكن تحقيق الكثير، خاصة حينما قفز سعر برميل النفط لقفزات كبيرة، الآن جاءت على المواطن في ختام دور الانعقاد الأخير من الفصل التشريعي الحالي؟!المواطن البحريني أرغم قسراً على القبول باستقطاع % 1 من راتبه سواء في القطاع العام والخاص دون أخذ موافقته، واستثني من ذلك كبار الموظفين كالوزراء تحديداً، واليوم بدلاً من السعي الجاد لإلغاء هذه النسبة يخرج من يقترح زيادة في الاستقطاع على المواطن!! من قال أصلاً بأن المواطن «راتبه» راتب وزير، أو يحمله «أربعة أشخاص» مفتولي العضلات؟! المواطن بدلاً من أن ينتظر منكم أخباراً تفرحه تقومون بإهدائه صدمات الواحدة أقوى من التي تسبقها؟!حينما أثير ملف الإسكان وركب الجميع الموجة وقالوا بأننا مع المواطن قلباً وقالباً، ها هم اليوم يأتيهم رد الوزارة بعدم إمكانية إلغاء اشتراط سقف الراتب، يأتيهم الرد بعد ثلاث سنوات من إعلان الحكومة إعادة النظر في الاشتراطات، وبعد أن تأمل المواطنون خيراً، لكن اليوم تأتي الخيبة، والخيبة الأكبر بالتعامل مع الأمر وكأنه شيء عادي، وأنه ليس بأيدينا!طيب إن كانت من أمور ليست بأيديكم بسبب «قنوعكم بالعجز» بدل الاستقالة الجماعية واتخاذ موقف، أقلها لا تقوم بارتكاب نفس الخطأ في حق المواطن، لا تقترحوا ما يوغر صدر المواطن عليكم أكثر، فالبرلمان هو الحل، شعار رفع في الماضي، وحينما أنشئ توسم الجميع خيراً باعتبار أن صوتهم سيصل وأن أمورهم ستحل، لكن للأسف بسبب هذه الممارسات من «البعض» الذين نسوا السبب الرئيس لوجودهم فيهم، باتت اللعنات تنزل على البرلمان حتى من قبل الأطفال، بات السخط من أداء النواب هو أبرز الأمور التي يتفق عليها الجميع ولا يختلفون عليه.إن كانت من «عنترية نيابية» و»فتل للعضلات» هنا فمن باب أولى أن تروا المواطن قوتكم في التصدي للفساد والحفاظ على المال العام. من باب أولى أن تروا المواطن قوتكم في زيادة راتبه زيادة مؤثرة لا فتات يأتي بعد سجال طويل يرتبط بمساومات على الميزانية. من باب أولى أن تروا المواطن قوتكم بإلغاء الـ%1 الذي مرر من داخل مجلسكم بعكس رغبة الناس، وأن تحلوا مشكلة الإسكان وتقيلوا الوزراء غير النافعين. فأين القوة هنا؟! أم أنها قوة في التصريحات وصراخ ورفع صوت في أداء يمكن أن يقوم به أي ممثل «كومبارس»؟!إلى أي مستوى وصل بكم الفشل بأن تكون كل الحلول المقترحة على حساب المواطن؟! أي مشروع يطرح يجب أن يدفع عليه المواطن ضريبة! حتى لورثته يجب أن يدفع هو وبقوة القانون شاء أم رفض لا يهم! هذه ليست حلولاً، هذه حيلة العاجز الذي لم يقدر على الحكومة ووزرائها فلف لهم ظهره وواجه المواطن مفرغاً فيه رصاصاً طائشاً تحت مسمى مقترحات.أين احتياطي الأجيال؟! أصلاً أين هم الأجيال الذين سيستفيدون منه؟! وثانياً، ها هي أرقام الاستقطاع الظالم تنشر ويتضح أنها بالملايين، يعني «نغث» المواطن أكثر من «ماله» لا مال الدولة. مشروع جيد هو لكنه مشروع ظالم حينما نأخذ من المواطن لنعطي المواطن، بدلاً من أن نأخذ من الدولة لنعطي المواطن.لكن ما عساك يا مواطن تقول، هؤلاء نوابك الذين صوت لهم، هؤلاء من صوت بعضكم لبعضهم نظير وعود وعطايا وأجهزة وغيرها، ها هم اليوم يعتبرونك «الطوفة الهبيطة» وكل من يريد أن يقترح شيئاً يقول «خذوا من المواطن».حتى العجز الاكتواري الذي فشلوا في محاسبة المتسببين فيه، سيأتي يوم -وسنذكركم- سيطالب النواب أنفسهم قبل مسؤولي الدولة بأن يزيد المواطن الاشتراك المدفوع من راتبه، حينها لكم الله لأن الجهتين اتفقتا والمتضرر الأول والأخير هو هذا المواطن الذي كان يحلم طوال سنوات بزيادة، لكنه اليوم يحلم بألا يصحو يوماً ويرى راتبه وهو «ناقص»!«برافو لأصحاب المقترح، كفو عليكم، هكذا تردون الجميل للمواطن بضربه على قمة رأسه!».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90