كل شيء من حولنا أو داخلنا، ما نراه أو ما لسنا نراه؛ الأرض، السماء، الكواكب، المجرات ما هي في الواقع إلا شكلاً من أشكال الطاقة.
الدكتور الرائع، الذي من الممكن أن أطلق عليه أبو الطاقة البشرية في الوطن العربي، أعني المرحوم الدكتور إبراهيم الفقي، الذي تشرفنا بأن تدربنا على يديه في أكثر من دورة من دورات الطاقة البشرية، هو الذي فتح الباب أمامنا واسعاً حتى نتعلم المزيد والمزيد عن هذه الطاقة، وأعظمها الطاقة الروحية، التي تجعل من المعتقد بها، واحداً من الإيجابيين الكبار، رغم كل الظروف التي تحيط به.
ما هي الطاقة البشرية التي يتكلمون بها؟ وكيف نستفيد منها في حياتنا اليومية؟ وكيف نحولها داخلنا إلى إمكانات هائلة تساعدنا على تخطي كل الظروف المحيطة بنا؟ وبالتالي نساهم في مد يد العون إلى الآخرين.
في إحدى الحوارات الجميلة والشيقة مع الدكتور الراحل إبراهيم الفقي، طُرح عليه سؤال: ما هي الطاقة البشرية؟
فقال: الطاقة هي تلك القوة المحركة والفاعلـة والمؤثرة في المادة، والإنسان لدية أكثر من طاقة؛ فهناك الطاقة الحركية، الطاقة الفكرية، الطاقة الذهنية، الطاقة العاطفية، الطاقة الجسمانية والطاقة الروحانية.
وكمثال على ذلك؛ فإنه عندما يقوم أي شخص من النوم يحرك جسمه، ثم يذهب ليتوضأ ويصلي، كل ما سبق يسمى بالطاقة الحركية، وهي موجودة عند الإنسان والحيوان، لكن هناك طاقة تميزنا عن الحيوانات وهي الطاقة الفكرية أو الطاقة الذهنية، ومن خلالها نفكر قبل أن نقوم بأي حركة، حيث ثبت علمياً أن هناك منطقة في المخ تسمى منطقة المنطق Ras.
أما الطاقة العاطفية فتتمثل في مشاعر الحب التي يشعر بها الإنسان سواء تجاه الزوج أو الزوجة، الأبناء، الأبوين وهكذا، والطاقة الجسمانية وهي جميع تحركات جسد الإنسان مثل كيف نأكل.
وأخيراً الطاقة الروحانية، وهي العلاقة التي تنشأ بين العبد والله سبحانه وتعالى، حيث يشعر هذا الشخص بروعة داخلية حينما يصلي، وهذه الطاقة تمنح للإنسان الخشوع، العطاء غير المشروط، حب الناس في الله، التسامح والتفاؤل.
السؤال الذي من الممكن أن يطرحه أي واحد منا هو؛ من أين نستمد هذه الطاقة؟ ما هي التقنيات لهذا الاستمداد؟
في تصوري أن أول هذه التقنيات هي التنفس الصحيح، والذي يأتي عبر تحقيق التنفس الاسترخائي، ومن أجل عمل ذلك يقول الأستاذ عمار الموصلي في أحد مواقع الإنترنيت؛ استلق على ظهرك على الأرض إن كان ذلك ممكناً وبعكسه يمكن عمل ذلك جلوساً، ولأجل التمرين يجب عدم لبس الملابس المحددة للحركة، خصوصاً على الصدر والبطن، بل وحتى ساعات المعصم والأحذية الضيقة، ضع شيئاً تحت رأسك إن رغبت، لكن حاول أن تضع الكتفين على الأرض، ثم باعد ما بين ساقيك قليلاً، أما للجالسين فيجب أن يكون الظهر منتصباً إلى أقصى حد ممكن وأن توضع الكفين في الحضن، وفي الحالتين يفضل غلق العينين لأن هذا يساعد على التركيز والطمأنينة.
بالإضافة إلى التنفس الصحيح، فإنك قادر على استمداد الطاقة من كل ما يحيط بك، من الجبال، الغابات، البحار، الكواكب والنجوم، أيضاً تستطيع استمداد الطاقة من قراءة القرآن وسير الأنبياء والحكماء والمصلحين والناجحين في كل مكان من هذا العالم، وأيضاً من الأصدقاء الإيجابيين الذين يساهمون في رفعك مما أنت فيه من سلبيات تقبلتها وأنت تسير في رحلتك اليومية.
تنفس المحبة في كل ما فيك وما حولك وستكون قادراً على تحويل المصاعب التي نحياها إلى نوع من نزهة يومية جميلة.