المتابع لموضوع شاب السنابس الذي فقد حياته قبل أكثر من أربعين يوماً ولايزال جثمانه مودعاً في ثلاجة الموتى بمستشفى السلمانية يلاحظ أن «المعارضة» تكرر عند الحديث عنه عبارة «المحتجز جثمانه «، وهو ما يوحي بأن الحكومة هي التي تحتجز الجثمان وترفض الإفراج عنه، بينما الواقع هو أن أهل الشاب المتوفى هم الذين يرفضون استلامه والقيام بواجب دفنه بسبب إصرارهم على إصدار شهادة وفاة يذكر فيها ما يريدون هم أن يذكر فيها، أي أن الحكومة لا تحتجز الجثمان كما يفهم من تلك الأخبار؛ بل على العكس تريد من ذويه استلامه.
هذه واحدة، والمتابع لأخبار المواجهات مع رجال الأمن يلاحظ أن «المعارضة» تعتمد في أخبارها عبارات من نوع «رجال الأمن يعتدون على المتظاهرين.. ويهاجمون المسيرة السلمية»، وهو ما يوحي أن رجال الأمن هم الذين يبادرون بالدخول في مواجهات مع المتظاهرين، وأن هؤلاء كانوا يسيرون في أمان الله وفوجئوا باعتداء رجال الأمن عليهم.. هكذا من دون سبب! وهو أمر مخالف للواقع؛ ذلك أن رجال الأمن لا يبدؤون المواجهات، ولكنهم يضطرون إلى ذلك إما بسبب أن المظاهرة غير مرخصة والمتظاهرون لم يستجيبوا لدعوة رجال الأمن بإخلاء المكان وأصروا على مواصلة التظاهر، أو لأن المتظاهرين خرجوا عن الخط المتفق عليه ووصلوا إلى الشارع العام الذي يؤدي إرباكه بالضرورة إلى تعريض حياة مستخدميه للخطر، أو لأن المتظاهرين رفعوا شعارات مسيئة لرموز البلاد أو بادروا برمي رجال الأمن بالحجارة أو المولوتوف.
لكنهم -رجال الأمن- لا يدخلون في مواجهات مع المتظاهرين هكذا من دون سبب، وبالتالي فإن عبارة «يعتدون على المتظاهرين السلميين» بعيدة عن الواقع ويراد منها قلب الحقيقة وبيع بضاعة مغشوشة على المستهلك، وخصوصاً المنظمات الحقوقية في الخارج.
هنا مثال ثالث ولكن من نوع مختلف؛ حيث تقوم «المعارضة» بنشر أخبار عن الخروج في مسيرات حاشدة، من يسمعها يعتقد أن المتظاهرين لا يقل عددهم عن بضعة آلاف، بينما الحقيقة التي تثبتها الصور التي تقوم هي نفسها بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين أن العدد أقل من مائة متظاهر، بل أقل من خمسين، بل أقل من ثلاثين، وأحياناً أقل من عشرة!
والأمثلة في هذا الصدد كثيرة؛ الأمر الذي يستوجب عدم أخذ الأخبار الصادرة عن «المعارضة» باعتبارها حقيقة لا تقبل الكشط، ذلك أن اعتماد هذا الأسلوب يدخل ضمن استراتيجية تعتمد قلب الحقائق والمبالغة في الوصف بغية كسب التعاطف وتشويه سمعة الحكومة.
لعل الأخبار التي تصدر عن «المعارضة» ويمكن وصفها بالدقيقة هي فقط تلك الخاصة باختطاف الشوارع وإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس، حيث يتم نشر هذه الأخبار مرفقاً بها الصور أو أفلام الفيديو المؤكدة لها. ومع هذا لا تخلو هذه الأخبار من مبالغات فيما يخص مدة تعطل الشارع وما نتج عن ذلك من غضب جماهيري على الحكومة (وليس على المعارضة)! حيث المنطقي أن الناس تغضب ممن عطل مصالحها وعرضها للخطر وليس ممن سعى إلى إعادة فتح الطريق وتأمينه.
يبدو أن مسألة قلب الحقائق في مثل هذه الظروف مسنودة بفتوى تجيز ذلك، وإلا فإن هذا السلوك منهٍ عنه شرعاً؛ لأنه يدخل في باب ليس من خلق المسلم ويعاقب عليه الشرع الذي يؤكد أهمية قول الصدق ولو على نفسك.
ما لا ينتبه إليه المعنيون بالملف الإعلامي في «المعارضة» هو أن العالم له عيون وآذان وعقول، يمكن أن يميز بها بين الحقيقة واللاحقيقة، وهو ليس معنياً بتصديق كل ما يصله من «المعارضة»، حيث العالم شيء و»العالم» شيء آخر!
هذه واحدة، والمتابع لأخبار المواجهات مع رجال الأمن يلاحظ أن «المعارضة» تعتمد في أخبارها عبارات من نوع «رجال الأمن يعتدون على المتظاهرين.. ويهاجمون المسيرة السلمية»، وهو ما يوحي أن رجال الأمن هم الذين يبادرون بالدخول في مواجهات مع المتظاهرين، وأن هؤلاء كانوا يسيرون في أمان الله وفوجئوا باعتداء رجال الأمن عليهم.. هكذا من دون سبب! وهو أمر مخالف للواقع؛ ذلك أن رجال الأمن لا يبدؤون المواجهات، ولكنهم يضطرون إلى ذلك إما بسبب أن المظاهرة غير مرخصة والمتظاهرون لم يستجيبوا لدعوة رجال الأمن بإخلاء المكان وأصروا على مواصلة التظاهر، أو لأن المتظاهرين خرجوا عن الخط المتفق عليه ووصلوا إلى الشارع العام الذي يؤدي إرباكه بالضرورة إلى تعريض حياة مستخدميه للخطر، أو لأن المتظاهرين رفعوا شعارات مسيئة لرموز البلاد أو بادروا برمي رجال الأمن بالحجارة أو المولوتوف.
لكنهم -رجال الأمن- لا يدخلون في مواجهات مع المتظاهرين هكذا من دون سبب، وبالتالي فإن عبارة «يعتدون على المتظاهرين السلميين» بعيدة عن الواقع ويراد منها قلب الحقيقة وبيع بضاعة مغشوشة على المستهلك، وخصوصاً المنظمات الحقوقية في الخارج.
هنا مثال ثالث ولكن من نوع مختلف؛ حيث تقوم «المعارضة» بنشر أخبار عن الخروج في مسيرات حاشدة، من يسمعها يعتقد أن المتظاهرين لا يقل عددهم عن بضعة آلاف، بينما الحقيقة التي تثبتها الصور التي تقوم هي نفسها بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين أن العدد أقل من مائة متظاهر، بل أقل من خمسين، بل أقل من ثلاثين، وأحياناً أقل من عشرة!
والأمثلة في هذا الصدد كثيرة؛ الأمر الذي يستوجب عدم أخذ الأخبار الصادرة عن «المعارضة» باعتبارها حقيقة لا تقبل الكشط، ذلك أن اعتماد هذا الأسلوب يدخل ضمن استراتيجية تعتمد قلب الحقائق والمبالغة في الوصف بغية كسب التعاطف وتشويه سمعة الحكومة.
لعل الأخبار التي تصدر عن «المعارضة» ويمكن وصفها بالدقيقة هي فقط تلك الخاصة باختطاف الشوارع وإشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس، حيث يتم نشر هذه الأخبار مرفقاً بها الصور أو أفلام الفيديو المؤكدة لها. ومع هذا لا تخلو هذه الأخبار من مبالغات فيما يخص مدة تعطل الشارع وما نتج عن ذلك من غضب جماهيري على الحكومة (وليس على المعارضة)! حيث المنطقي أن الناس تغضب ممن عطل مصالحها وعرضها للخطر وليس ممن سعى إلى إعادة فتح الطريق وتأمينه.
يبدو أن مسألة قلب الحقائق في مثل هذه الظروف مسنودة بفتوى تجيز ذلك، وإلا فإن هذا السلوك منهٍ عنه شرعاً؛ لأنه يدخل في باب ليس من خلق المسلم ويعاقب عليه الشرع الذي يؤكد أهمية قول الصدق ولو على نفسك.
ما لا ينتبه إليه المعنيون بالملف الإعلامي في «المعارضة» هو أن العالم له عيون وآذان وعقول، يمكن أن يميز بها بين الحقيقة واللاحقيقة، وهو ليس معنياً بتصديق كل ما يصله من «المعارضة»، حيث العالم شيء و»العالم» شيء آخر!