نتابع في هذا المقال دور الإذاعة كمنشط تنموي يحقق أغراض التنمية الشاملة وآفاق الاستفادة المجتمعية من هذه الوسيلة الإعلامية التي لاتزال تثبت وجودها في الفضاء الإعلامي تقليدياً وإلكترونياً كما أثبتت الدراسات التي تمت الإشارة إليها في الجزء الأول.
• قضايا الحرية والتنمية وتحولات المجتمع المحلي
نظراً للغياب الطويل عن المشاركة في صنع القرار فإن المجتمع المحلي بحاجة إلى تنوير إعلامي يتزامن مع الرغبة الجامحة والطموح الجماهيري الحالي للمشاركة في عمليات التحول الرشيد والذي يحقق التنمية على أسس من المنهجية والعلم، وكما يشير عبداللطيف أحمد غانم إلى عناصر الإصلاح المؤسسي فإن توسيع الوصول إلى المعلومات، وكذلك ضمان مشاركة شرائح المجتمع في صنع القرار من خلال منح الفقراء وغيرهم من الجماعات المستبعدة في السابق الحق في وضع الأولويات المحلية والقومية وصياغة الميزانية وغيرها، وكذلك مبدأ القابلية للمساءلة بحيث يضمن للمستمعين حقهم في طرح مساءلاتهم عبر الإذاعة لموظفي الدولة وغيرهم، كما يطرح مبدأ القدرة التنظيمية المحلية التي تتيح للجمهور تشاركاً جماهيرياً أهلياً يساعد في حل المشكلات الملحة بشكل يظهر فيه صوت المجتمعات المحلية من أجل تحقيق مطالبها، إن هذه القناطر الإصلاحية التي يطرحها الباحثون عما يفترض أن يمارسه الراديو الجديد من خلال التسلح «بالمحتوى» وتعدد أنماط الشكل الجديد للراديو إنما يؤكد القدرة التي يمكن أن ينهض بها كما حدث في حقبة الأربعينات وحتى السبعينات من القرن الماضي، حيث كان الراديو «حصان طروادة» في اختراق تحديات التنمية في دول العالم الثالث، إن الإعلام الإذاعي -المحلي أو الجهوي- يمكنه حالياً أن يكون مدخلاً ناجحاً للتنمية المستدامة وفقاً لما طرحته الأمم المتحدة بشأن ضمان حق العمل التشاركي ومواثيق حرية التجمع وعمل المنظمات الأهلية دولياً ومحلياً حيث يلعب الإعلام الإذاعي دوره الكبير في التنوير وحشد الجماهير لمجابهة الأمراض المزمنة في الجسد الاجتماعي كالفقر والجهل والمرض والأمية والاحتراب الأهلي، حيث تتمحور العلاقة مع التنمية في متلازمة لأدوار المجتمع من خلال حق المجتمعات المحلية في المشاركة في صنع القرار كما سلف، وتحسين أداء المجتمع بجميع شرائحه وخاصة في القرية والمدينة، وبين الرجال والنساء في مجالات التخطيط والتنفيذ والصيانة والمتابعة، هذا إلى جانب إقامة المجتمعات الجديدة القائمة على غير قيم المجتمع القبلي تخلصاً من بعض القيم السلبية المتوارثة كالثأر، وعدم تعليم البنات، والختان، وغير ذلك.
مما سبق فإن درجة إحساس المجتمعات العربية وحاجتها للإذاعة قد تضاعفت بفعل التحولات الاتصالية والسياسية والاجتماعية الجديدة، وتتبدى هذه الحاجة في الارتباط الشديد بين الحاجة للتنمية الشاملة والحاجة للراديو كمنشط تنموي متجدد في قضايا المجتمع المتعارف عليها كالصحة والتعليم والنظافة والمرور والبيئة وهذه مجالات تستطيع الإذاعة أن تكون الوسيط الأول في التوعية بها إذا تم التخطيط لمحتوياتها بشكل جيد، وإذا تمت تهيئة الإذاعيين وتكوينهم على أسس احترافية سليمة فلا يستطيع مراقب أن يشكك فيما تمتلكه الإذاعة من مكونات جاذبة على مستوى الكلمة والموسيقى والمؤثر الصوتي والشهادات المسجلة، وجميعها تؤثر في وضع محتوى واقعي أو خيالي حسب القالب الفني المستخدم في نقل محتوى واقعي أو خيالي حسب القالب الفني المستخدم، ولكن المحتويات الإذاعية ستبقى تملك السحر والتأثير نفسه الذي رافق الراديو منذ اختراعه، كما إن ما اكتسبته الإذاعة من ثقة ومصداقية عبر تاريخ طويل في بلاد كثيرة جعلها وسيطاً تنموياً سياسياً يصعب التخلي عنه، فالتنمية الشاملة للدول العربية والنامية أصبحت تمثل تحدياً كبيراً لانتقال هذه الدول من طور التخلف إلى النهضة والنمو ويمثل الإعلام عمومًا والإعلام الإذاعي خصوصاً الأمل الذي يحمل لواء التنمية كأولوية حضارية تعبر عن طموحات هذه الجماهير وآرائها، وكذلك دورها الفاعل في مواجهة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بهذا التحدي.
• المحتوى الإذاعي وقضايا التوافق الوطني والمصالحة المجتمعية
أثارت الأحداث السياسية الأخيرة غباراً كثيفاً في طريق التوافق الوطني والمصالحة المجتمعية في الدول العربية نتيجة ما طرأ من تغير بعض أنظمة الحكم وانتقال أفكار هذه التحولات إلى أكثر الدول العربية، وتبادل الأفكار الجديدة كاستقلال أجهزة الإعلام عن سلطة الدولة كي تؤدي دورها الرقابي باستقلال ومهنية، وقد أفرزت التحولات السياسية بروز الآراء المعارضة، والمطالبات بحقوق الإثنيات اللغوية والدينية على نحو لم يسبق له مثيل مما أدى إلى إثارة الفوضي أحياناً والاحتراب المجتمعي أحياناً أخرى، مما جعل الحاجة إلى نشر ثقافة التعايش والتسامح الديمقراطي في أثناء ممارسة العمل السياسي أمراً على درجة عالية من الضرورة لحماية هذه الدول من الانقسام والتفكك، ويمكن للإعلام الإذاعي عبر محتوياته أن يقدم جملة من الأولويات الإعلامية في هذه المرحلة الدقيقة تضمن حواراً مجتمعياً يكون الراديو قائداً له ومن هذه الأولويات:
- وضع مشروعات المصالحة والوئام الوطني كأولوية من خلال تأكيد المنهج الديمقراطي والالتزام بقواعد العمل السياسي.
- نبذ العنف والإرهاب كوسيلة للمطالبة السياسية أو الاجتماعية ونشر ثقافة الحوار وأدب الاختلاف، والتصدي لآثار الإرهاب وتداعياته النفسية والاجتماعية.
- الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة البناء والتشييد من خلال ترسيخ المصالحة المجتمعية التي تتمثل فيها عناصر الهوية الوطنية بأطيافها المختلفة.
- الدخول في المشروعات الوطنية الكبرى وجعلها ملاذاً للاصطفاف الوطني العام وحيث تنخرط جميع القوى في إنجازها والتمتع بثمارها.
- التأكيد على الهوية الوطنية باعتبارها جامعة لكل التوجهات الفكرية والسياسية ونبذ الأفكار الطائفية وتشظي المجتمعات على أساس عرقي أو ديني.
- الاهتمام بالمرأة والطفولة وقضايا المسنين والمعوقين وغيرها من شرائح اجتماعية عانت في الماضي وتتطلع في الخطاب الجديد إلى معالجات على أسس يبداغوجية وواقعية جديدة تضمن النظرة الإيجابية إلى الجميع باعتباره رأسمالاً بشرياً يشارك في التنمية بفاعلية، وطبقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، واحترام حقوق الإنسان، والالتزام بمواثيق حقوق الإنسان.
- تأكيد التفاعلية والتشارك المجتمعي في ظل ما يرقى بالذوق الفني والفاعلية الثقافية والنهوض بالإنتاج الفكري والموسيقي في إطار من الحوار الملتزم بالحرية والديمقراطية واحترام الرأي المخالف «خالد عموم، 2007».
إن هذه المحتويات تجعل الإذاعة الصوتية عبر منصاتها الجديدة وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال تجليات البرمجة المعاصرة واستخدام النصوص والصور ومقاطع الفيديو عبر المواقع الإذاعية الإلكترونية، قادرة على تحقيق ريادة جديدة وقدرة على الوصول إلى ملايين المستمعين وخاصة الشباب الذي يفضل هذه الوسائط الحديثة، مع الإشارة إلى عدد لا بأس به من جمهور الإذاعة لايزال يتابع الراديو بطريقته التقليدية وخاصة في المجتمعات الفقيرة.
وختاماً فإن تحولات المشهد الإعلامي تقود الإذاعيين أكثر من أي وقت مضى إلى تفاعلية وتشاركية ملحة مع المستمعين، بحيث يكون للمتلقي دور كبير في صنع المحتوى ناهيك عن أن يكون معبراً عن طموحه وآلامه، فدخول أطراف عدة في إعداد الرسالة يجعل من الإذاعيين مشاركين أكثر منهم موجهين للرسائل، كما إن الترشيد الذي يتسق مع الغاية الاتصالية النهائية للرسالة الإذاعية سيكون غاية الإذاعي في تنظيم المحتوى.
إن الإذاعة الصوتية «الراديو» تتمتع بمستقبل يستحق العناء، كما إنه بالنسبة للدول الأقل نمواً لايزال يقوم بدوره المحوري في الاتصال التنموي الذي تزداد حاجة الدول العربية إليه بسبب التحولات الجارية واستمرار حرص الجمهور على متابعة قوالبه ومضامينه.
{{ article.visit_count }}
• قضايا الحرية والتنمية وتحولات المجتمع المحلي
نظراً للغياب الطويل عن المشاركة في صنع القرار فإن المجتمع المحلي بحاجة إلى تنوير إعلامي يتزامن مع الرغبة الجامحة والطموح الجماهيري الحالي للمشاركة في عمليات التحول الرشيد والذي يحقق التنمية على أسس من المنهجية والعلم، وكما يشير عبداللطيف أحمد غانم إلى عناصر الإصلاح المؤسسي فإن توسيع الوصول إلى المعلومات، وكذلك ضمان مشاركة شرائح المجتمع في صنع القرار من خلال منح الفقراء وغيرهم من الجماعات المستبعدة في السابق الحق في وضع الأولويات المحلية والقومية وصياغة الميزانية وغيرها، وكذلك مبدأ القابلية للمساءلة بحيث يضمن للمستمعين حقهم في طرح مساءلاتهم عبر الإذاعة لموظفي الدولة وغيرهم، كما يطرح مبدأ القدرة التنظيمية المحلية التي تتيح للجمهور تشاركاً جماهيرياً أهلياً يساعد في حل المشكلات الملحة بشكل يظهر فيه صوت المجتمعات المحلية من أجل تحقيق مطالبها، إن هذه القناطر الإصلاحية التي يطرحها الباحثون عما يفترض أن يمارسه الراديو الجديد من خلال التسلح «بالمحتوى» وتعدد أنماط الشكل الجديد للراديو إنما يؤكد القدرة التي يمكن أن ينهض بها كما حدث في حقبة الأربعينات وحتى السبعينات من القرن الماضي، حيث كان الراديو «حصان طروادة» في اختراق تحديات التنمية في دول العالم الثالث، إن الإعلام الإذاعي -المحلي أو الجهوي- يمكنه حالياً أن يكون مدخلاً ناجحاً للتنمية المستدامة وفقاً لما طرحته الأمم المتحدة بشأن ضمان حق العمل التشاركي ومواثيق حرية التجمع وعمل المنظمات الأهلية دولياً ومحلياً حيث يلعب الإعلام الإذاعي دوره الكبير في التنوير وحشد الجماهير لمجابهة الأمراض المزمنة في الجسد الاجتماعي كالفقر والجهل والمرض والأمية والاحتراب الأهلي، حيث تتمحور العلاقة مع التنمية في متلازمة لأدوار المجتمع من خلال حق المجتمعات المحلية في المشاركة في صنع القرار كما سلف، وتحسين أداء المجتمع بجميع شرائحه وخاصة في القرية والمدينة، وبين الرجال والنساء في مجالات التخطيط والتنفيذ والصيانة والمتابعة، هذا إلى جانب إقامة المجتمعات الجديدة القائمة على غير قيم المجتمع القبلي تخلصاً من بعض القيم السلبية المتوارثة كالثأر، وعدم تعليم البنات، والختان، وغير ذلك.
مما سبق فإن درجة إحساس المجتمعات العربية وحاجتها للإذاعة قد تضاعفت بفعل التحولات الاتصالية والسياسية والاجتماعية الجديدة، وتتبدى هذه الحاجة في الارتباط الشديد بين الحاجة للتنمية الشاملة والحاجة للراديو كمنشط تنموي متجدد في قضايا المجتمع المتعارف عليها كالصحة والتعليم والنظافة والمرور والبيئة وهذه مجالات تستطيع الإذاعة أن تكون الوسيط الأول في التوعية بها إذا تم التخطيط لمحتوياتها بشكل جيد، وإذا تمت تهيئة الإذاعيين وتكوينهم على أسس احترافية سليمة فلا يستطيع مراقب أن يشكك فيما تمتلكه الإذاعة من مكونات جاذبة على مستوى الكلمة والموسيقى والمؤثر الصوتي والشهادات المسجلة، وجميعها تؤثر في وضع محتوى واقعي أو خيالي حسب القالب الفني المستخدم في نقل محتوى واقعي أو خيالي حسب القالب الفني المستخدم، ولكن المحتويات الإذاعية ستبقى تملك السحر والتأثير نفسه الذي رافق الراديو منذ اختراعه، كما إن ما اكتسبته الإذاعة من ثقة ومصداقية عبر تاريخ طويل في بلاد كثيرة جعلها وسيطاً تنموياً سياسياً يصعب التخلي عنه، فالتنمية الشاملة للدول العربية والنامية أصبحت تمثل تحدياً كبيراً لانتقال هذه الدول من طور التخلف إلى النهضة والنمو ويمثل الإعلام عمومًا والإعلام الإذاعي خصوصاً الأمل الذي يحمل لواء التنمية كأولوية حضارية تعبر عن طموحات هذه الجماهير وآرائها، وكذلك دورها الفاعل في مواجهة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المرتبطة بهذا التحدي.
• المحتوى الإذاعي وقضايا التوافق الوطني والمصالحة المجتمعية
أثارت الأحداث السياسية الأخيرة غباراً كثيفاً في طريق التوافق الوطني والمصالحة المجتمعية في الدول العربية نتيجة ما طرأ من تغير بعض أنظمة الحكم وانتقال أفكار هذه التحولات إلى أكثر الدول العربية، وتبادل الأفكار الجديدة كاستقلال أجهزة الإعلام عن سلطة الدولة كي تؤدي دورها الرقابي باستقلال ومهنية، وقد أفرزت التحولات السياسية بروز الآراء المعارضة، والمطالبات بحقوق الإثنيات اللغوية والدينية على نحو لم يسبق له مثيل مما أدى إلى إثارة الفوضي أحياناً والاحتراب المجتمعي أحياناً أخرى، مما جعل الحاجة إلى نشر ثقافة التعايش والتسامح الديمقراطي في أثناء ممارسة العمل السياسي أمراً على درجة عالية من الضرورة لحماية هذه الدول من الانقسام والتفكك، ويمكن للإعلام الإذاعي عبر محتوياته أن يقدم جملة من الأولويات الإعلامية في هذه المرحلة الدقيقة تضمن حواراً مجتمعياً يكون الراديو قائداً له ومن هذه الأولويات:
- وضع مشروعات المصالحة والوئام الوطني كأولوية من خلال تأكيد المنهج الديمقراطي والالتزام بقواعد العمل السياسي.
- نبذ العنف والإرهاب كوسيلة للمطالبة السياسية أو الاجتماعية ونشر ثقافة الحوار وأدب الاختلاف، والتصدي لآثار الإرهاب وتداعياته النفسية والاجتماعية.
- الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة البناء والتشييد من خلال ترسيخ المصالحة المجتمعية التي تتمثل فيها عناصر الهوية الوطنية بأطيافها المختلفة.
- الدخول في المشروعات الوطنية الكبرى وجعلها ملاذاً للاصطفاف الوطني العام وحيث تنخرط جميع القوى في إنجازها والتمتع بثمارها.
- التأكيد على الهوية الوطنية باعتبارها جامعة لكل التوجهات الفكرية والسياسية ونبذ الأفكار الطائفية وتشظي المجتمعات على أساس عرقي أو ديني.
- الاهتمام بالمرأة والطفولة وقضايا المسنين والمعوقين وغيرها من شرائح اجتماعية عانت في الماضي وتتطلع في الخطاب الجديد إلى معالجات على أسس يبداغوجية وواقعية جديدة تضمن النظرة الإيجابية إلى الجميع باعتباره رأسمالاً بشرياً يشارك في التنمية بفاعلية، وطبقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، واحترام حقوق الإنسان، والالتزام بمواثيق حقوق الإنسان.
- تأكيد التفاعلية والتشارك المجتمعي في ظل ما يرقى بالذوق الفني والفاعلية الثقافية والنهوض بالإنتاج الفكري والموسيقي في إطار من الحوار الملتزم بالحرية والديمقراطية واحترام الرأي المخالف «خالد عموم، 2007».
إن هذه المحتويات تجعل الإذاعة الصوتية عبر منصاتها الجديدة وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال تجليات البرمجة المعاصرة واستخدام النصوص والصور ومقاطع الفيديو عبر المواقع الإذاعية الإلكترونية، قادرة على تحقيق ريادة جديدة وقدرة على الوصول إلى ملايين المستمعين وخاصة الشباب الذي يفضل هذه الوسائط الحديثة، مع الإشارة إلى عدد لا بأس به من جمهور الإذاعة لايزال يتابع الراديو بطريقته التقليدية وخاصة في المجتمعات الفقيرة.
وختاماً فإن تحولات المشهد الإعلامي تقود الإذاعيين أكثر من أي وقت مضى إلى تفاعلية وتشاركية ملحة مع المستمعين، بحيث يكون للمتلقي دور كبير في صنع المحتوى ناهيك عن أن يكون معبراً عن طموحه وآلامه، فدخول أطراف عدة في إعداد الرسالة يجعل من الإذاعيين مشاركين أكثر منهم موجهين للرسائل، كما إن الترشيد الذي يتسق مع الغاية الاتصالية النهائية للرسالة الإذاعية سيكون غاية الإذاعي في تنظيم المحتوى.
إن الإذاعة الصوتية «الراديو» تتمتع بمستقبل يستحق العناء، كما إنه بالنسبة للدول الأقل نمواً لايزال يقوم بدوره المحوري في الاتصال التنموي الذي تزداد حاجة الدول العربية إليه بسبب التحولات الجارية واستمرار حرص الجمهور على متابعة قوالبه ومضامينه.