لا يكـاد يخلو يوم واحد في الخليج العربـي إلا ونسمع حكايات مرعبة ومؤلمة معاً، أبطالها دائماً شغالات وخادمات ومربيات من كل دول العالم الفقير، فتلك تقطع رأس سيدتها بساطور وتلك تعذب رضيعاً لم يبلغ الحُلم، وأخرى تقوم بتقطيع أوصال طفلة بالسكاكين، وأخرى تطعن مخدومها، والكثير من هنَّ يضعن مساحيق سامة في طعام الأسرة، وهكذا تستمر مسلسلات العنف والرعب داخل البيوت الخليجية.
يعني خلنا نتكلم عالمكشوف شوي، وبكل وضوح وباللغة العربية العامية الواضحة، لمتى يا أبناء الخليج راح تنظفون منازلكم بأنفسكم؟ ومتى راح تربون عيالكم دون الحاجة لمربيات هن في الأساس لم يحصلن على التربية الكافية؟ ومتى راح تغسلون ثيابكم وسياراتكم وغرف نومكم دون الاستعانة بخادمات لم يشاهدن حتى شكل «المرحاض» إلا حين جئن إلى دول الخليج العربي؟
يقول المواطن الخليجي إن منزلي كبير للغاية، ومن هنا فأنا أحتاج لأكثر من شغالة، ونحن نرد عليه فنقول؛ وأنت لماذا تبني منزلاً عملاقاً وأنت في الأصل لا تسكن سوى في غرفة واحدة؟ هل هو للتباهي والتفاخر فقط؟ وآخر يقول إنني مضطر لجلب مربية أثيوبية -يا سلام على الاختيار الموفق- حتى تقوم بتربية أطفالي، ونحن هنا نرد عليه؛ إذا لم تكن بقدر المسؤولية والتربية، لماذا تقوم بإنجاب أطفال أبرياء لترميهم في حضن خادمة لا تجيد أبجديات التربية؟ لكنه الترف والتباهي في عالم مملوء بالغرور وثقافة الاستهلاك المزيفة.
بيته كبير كالقصر ولديه ثلاث سيارات أخذها عن طريق القرض، ولديه سائق ومربية وثلاث شغالات، ثم يأتي من بعيد يطالب الدولة بإسقاط القروض الشخصية، الرفاهية الزائدة دون حاجته من على ظهره. أهناك أكثر سفاهة من هذا الإنسان؟!
يا أبناء الخليج؛ متى ستستيقظون من سباتكم؟ ومتى ستعرفون أن النِّعم لا تدوم؟ ومتى ستعتمدون على أنفسكم في تنظيف أجسادكم وأطفالكم وسيارتكم ومنازلكم وحتى أسِرَّتكم؟ أليست المظاهر الخداعة التي تعيشونها تعتبر سبباً رئيسياً في زوال نعمتكم قريباً جداً؟ متى ستتخلصون من عصر الإنسان الكسول والأب الكسول والأم الكسولة والابن الكسول؟ متى ستعيشون دون شغالات لتديروا شؤون حياتكم بأنفسكم يا ...؟
قبل أن نفلسف الموضوع فنبحث في علم النفس عن الإجابة على السؤال التالي؛ لماذا تقوم الشغالات بإيذاء أصحاب المنزل في دول الخليج العربي؟ يجب علينا أن نسأل السؤال الأكثر أهمية وهو؛ متى ستستغني الأسر الخليجية عن شغالات ومربيات يدخلن كل لحظة داخل مخادع الأزواج ويعيشون كل تفاصل وخصوصيات حياتهم؟ متى سيتجاوز الفرد الخليجي ثقافة الاستهلاك «البايخة» ليعيش كبقية أفراد العالم المتحضر دون الحاجة إلى أنثى فقيرة يجلبها من أقاصي الأرض لتقوم بتنظيف حذائه من الغبار؟
كل الخليجيين يدركون خطورة هذا الأمر، ومع ذلك مازالت طوابير النساء الخليجيات يقفن على مكاتب الاتجار بالبشر، والتي نسميها في دولنا تأدباً «مكاتب استقدام الأيدي العاملة» لانتقاء الشغالات عبر «كتالوج» بشري معيب للغاية، ليكون المستفيد الأكبر من هذه المتاجرة الفجة صاحب مكتب لا يملك ضميراً ولا ذمة، فهل وصلت الرسالة أم مازال على قلوبكم غشاوة؟
{{ article.visit_count }}
يعني خلنا نتكلم عالمكشوف شوي، وبكل وضوح وباللغة العربية العامية الواضحة، لمتى يا أبناء الخليج راح تنظفون منازلكم بأنفسكم؟ ومتى راح تربون عيالكم دون الحاجة لمربيات هن في الأساس لم يحصلن على التربية الكافية؟ ومتى راح تغسلون ثيابكم وسياراتكم وغرف نومكم دون الاستعانة بخادمات لم يشاهدن حتى شكل «المرحاض» إلا حين جئن إلى دول الخليج العربي؟
يقول المواطن الخليجي إن منزلي كبير للغاية، ومن هنا فأنا أحتاج لأكثر من شغالة، ونحن نرد عليه فنقول؛ وأنت لماذا تبني منزلاً عملاقاً وأنت في الأصل لا تسكن سوى في غرفة واحدة؟ هل هو للتباهي والتفاخر فقط؟ وآخر يقول إنني مضطر لجلب مربية أثيوبية -يا سلام على الاختيار الموفق- حتى تقوم بتربية أطفالي، ونحن هنا نرد عليه؛ إذا لم تكن بقدر المسؤولية والتربية، لماذا تقوم بإنجاب أطفال أبرياء لترميهم في حضن خادمة لا تجيد أبجديات التربية؟ لكنه الترف والتباهي في عالم مملوء بالغرور وثقافة الاستهلاك المزيفة.
بيته كبير كالقصر ولديه ثلاث سيارات أخذها عن طريق القرض، ولديه سائق ومربية وثلاث شغالات، ثم يأتي من بعيد يطالب الدولة بإسقاط القروض الشخصية، الرفاهية الزائدة دون حاجته من على ظهره. أهناك أكثر سفاهة من هذا الإنسان؟!
يا أبناء الخليج؛ متى ستستيقظون من سباتكم؟ ومتى ستعرفون أن النِّعم لا تدوم؟ ومتى ستعتمدون على أنفسكم في تنظيف أجسادكم وأطفالكم وسيارتكم ومنازلكم وحتى أسِرَّتكم؟ أليست المظاهر الخداعة التي تعيشونها تعتبر سبباً رئيسياً في زوال نعمتكم قريباً جداً؟ متى ستتخلصون من عصر الإنسان الكسول والأب الكسول والأم الكسولة والابن الكسول؟ متى ستعيشون دون شغالات لتديروا شؤون حياتكم بأنفسكم يا ...؟
قبل أن نفلسف الموضوع فنبحث في علم النفس عن الإجابة على السؤال التالي؛ لماذا تقوم الشغالات بإيذاء أصحاب المنزل في دول الخليج العربي؟ يجب علينا أن نسأل السؤال الأكثر أهمية وهو؛ متى ستستغني الأسر الخليجية عن شغالات ومربيات يدخلن كل لحظة داخل مخادع الأزواج ويعيشون كل تفاصل وخصوصيات حياتهم؟ متى سيتجاوز الفرد الخليجي ثقافة الاستهلاك «البايخة» ليعيش كبقية أفراد العالم المتحضر دون الحاجة إلى أنثى فقيرة يجلبها من أقاصي الأرض لتقوم بتنظيف حذائه من الغبار؟
كل الخليجيين يدركون خطورة هذا الأمر، ومع ذلك مازالت طوابير النساء الخليجيات يقفن على مكاتب الاتجار بالبشر، والتي نسميها في دولنا تأدباً «مكاتب استقدام الأيدي العاملة» لانتقاء الشغالات عبر «كتالوج» بشري معيب للغاية، ليكون المستفيد الأكبر من هذه المتاجرة الفجة صاحب مكتب لا يملك ضميراً ولا ذمة، فهل وصلت الرسالة أم مازال على قلوبكم غشاوة؟