رغم كل الإخفاقات التي نقع فيها وكل الهزائم التي تلحق بنا جراء الخيارات الخاطئة والحسابات المرتبكة لقراراتنا اليومية والمصيرية؛ إلا أن الكثيرين لايزالون يحسمون أمورهم باختيارات تبريرها أن «قلبي غير مطمئن» و»قلبي ناغزني»، أو أن «قلبي مرتاح» و»قلبي يحدثني» والجملة الأخطر التي يمكن أن يرددها أحدنا أن «قلبي لا يخذلني»!
كثيراً ما نقف حائرين بين حسابات العقل وحسابات القلب. حسابات العقل تستمد مرجعياتها من العالم المادي المحسوس حولنا. وتثبت لنا صدقها بالشواهد والأدلة الملموسة. أما حسابات القلب، فيخطئ من يظن أنها حسابات غير واقعية مرتبطة بالميتافيزيقيا والحواس السادسة والسابعة أو عوالم الإلهام والغيب والذر! إن حسابات القلب حسابات واقعية هي الأخرى، لكنها غير مباشرة وليست آنية. إنها تعتمد على المعرفة والتجارب التي مررنا بها، غير أنها تخزن كل ذلك في غيابات النفس البشرية. وهي تستمد مكوناتها من الإشارات الخفية التي قد تلتقطها حواسنا سريعاً دون أن يعالجها الدماغ، فتستقر في اللاوعي ويدفنها العقل في الذاكرة البعيدة ثم يستعيدها بأشكال يصعب إدراك بواعثها.
وحين يحين وقت اتخاذ القرار تتفجر كل المواقع السابقة وتدلي بدلائها في تقديم المعلومات والدفع بالإثباتات والبراهين ومعالجة الموقف استناداً إلى مرجعيات مختلفة. وما نستطيع أن نقدم عليه دليلاً نعتبره خياراً عقلانياً. وما لم نستطع الاستدلال عليه بشاهد واقعي نعتبره حديث قلب. وهذا تفسير سطحي درجنا عليه في الحكم على الأمور. فاختيارات القلب ليست ناتجة عن معرفة مجردة وخارجة عن أي ارتباطات، بل هي معرفة ذات جذور دفينة استقرت في مكان ما من النفس، ثم خرجت في تلاوين جديدة، جعلتنا ننسى موقعها الأصلي وصورتها الأولى، لكن تأثيرها ظل باقياً، وتحكمها بقناعاتنا بقي مسيطراً. ومن ثم قد تحسم المعرفة الوجدانية الموقف أمام المعرفة العقلية لسبب نجهله نحن وتدركه نفوسنا لا محالة.
لذلك فإننا حين نقدر لعقولنا اجتهادها ووقوعها في الخطأ، ونمتن لقدرتها على استدراك الخلل وإيجاد بديل سريع وحين نتسامح معها في الاستسلام للهزيمة وتحمل المسؤولية، فإننا لا نغفر لقلوبنا هفواتها والمكاره المهالك التي توردنا إياها لأنها ووثقنا فيها «على بياض» ودون شروط، ولأنها لن تملك بديلاً سوى الاستنجاد بمهارات العقل في اقتناص إمكانات الواقع الملموس وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبرغم من كل ما سبق نبقى على ثقتنا في قلوبنا وشعورنا بالفخر لحالة الإلهام التي نظن أننا نمتلكها. ويصعب أن يقف أحدنا أمام حالة وجدانية طاغية تناقض العقلانية ثم ينحاز لخيار العقل، ويقول: قلبي يكذب علي!!
كثيراً ما نقف حائرين بين حسابات العقل وحسابات القلب. حسابات العقل تستمد مرجعياتها من العالم المادي المحسوس حولنا. وتثبت لنا صدقها بالشواهد والأدلة الملموسة. أما حسابات القلب، فيخطئ من يظن أنها حسابات غير واقعية مرتبطة بالميتافيزيقيا والحواس السادسة والسابعة أو عوالم الإلهام والغيب والذر! إن حسابات القلب حسابات واقعية هي الأخرى، لكنها غير مباشرة وليست آنية. إنها تعتمد على المعرفة والتجارب التي مررنا بها، غير أنها تخزن كل ذلك في غيابات النفس البشرية. وهي تستمد مكوناتها من الإشارات الخفية التي قد تلتقطها حواسنا سريعاً دون أن يعالجها الدماغ، فتستقر في اللاوعي ويدفنها العقل في الذاكرة البعيدة ثم يستعيدها بأشكال يصعب إدراك بواعثها.
وحين يحين وقت اتخاذ القرار تتفجر كل المواقع السابقة وتدلي بدلائها في تقديم المعلومات والدفع بالإثباتات والبراهين ومعالجة الموقف استناداً إلى مرجعيات مختلفة. وما نستطيع أن نقدم عليه دليلاً نعتبره خياراً عقلانياً. وما لم نستطع الاستدلال عليه بشاهد واقعي نعتبره حديث قلب. وهذا تفسير سطحي درجنا عليه في الحكم على الأمور. فاختيارات القلب ليست ناتجة عن معرفة مجردة وخارجة عن أي ارتباطات، بل هي معرفة ذات جذور دفينة استقرت في مكان ما من النفس، ثم خرجت في تلاوين جديدة، جعلتنا ننسى موقعها الأصلي وصورتها الأولى، لكن تأثيرها ظل باقياً، وتحكمها بقناعاتنا بقي مسيطراً. ومن ثم قد تحسم المعرفة الوجدانية الموقف أمام المعرفة العقلية لسبب نجهله نحن وتدركه نفوسنا لا محالة.
لذلك فإننا حين نقدر لعقولنا اجتهادها ووقوعها في الخطأ، ونمتن لقدرتها على استدراك الخلل وإيجاد بديل سريع وحين نتسامح معها في الاستسلام للهزيمة وتحمل المسؤولية، فإننا لا نغفر لقلوبنا هفواتها والمكاره المهالك التي توردنا إياها لأنها ووثقنا فيها «على بياض» ودون شروط، ولأنها لن تملك بديلاً سوى الاستنجاد بمهارات العقل في اقتناص إمكانات الواقع الملموس وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبرغم من كل ما سبق نبقى على ثقتنا في قلوبنا وشعورنا بالفخر لحالة الإلهام التي نظن أننا نمتلكها. ويصعب أن يقف أحدنا أمام حالة وجدانية طاغية تناقض العقلانية ثم ينحاز لخيار العقل، ويقول: قلبي يكذب علي!!