حاولت أن أتجاوز صدمة عمود يوم أمس وما ورد به من أرقام ومن ملايين تتطاير فلم أستطع، الشيء بالشيء يذكر، فحين يطالب المواطن بزيادة في الراتب دائماً ما يقال له هناك عجز بالموازنة، وهناك دين عام.. «الله يثبتنا على دين التوحيد».
الأخ الفاضل وزير المالية، وهو من يصرف الملايين للوزارات، ألا يدقق على ملايين ضخمة في وزارات بعينها مشهورة بأنها من أكثر الوزارات التي تضيع فيها الملايين؟
أعرف أنه ليس من مهمته الرقابة، لكن حين أعلم كوزير مالية أن هذه الوزارة «منخوليا»، ألا أراجع الأرقام وأعرضها على مجلس الوزراء أولاً، ذلك أن الميزانية المخصصة لا تساوي قيمة المشروع.
حين أشاهد مداخلات الأخ الفاضل وزير المالية في المجلسين، فإن الوزير يخرج لنا بإحصائيات وأرقام «دودهو.. من دودهة من طقه» مثل بحريني قح، لا أستطيع شرحة بالفصحى، ومن ثم يقال هناك عجز موازنة، كيف تطالبون بزيادة رواتب؟
أيضاً على الجانب الآخر يحدث ذلك في هيئة الضمان الاجتماعي، كلما طالب الناس بتحسين أوضاع المتقاعدين بسبب ارتفاع كلفة المعيشة، وبضرورة أن تكون الزيادة السنوية «وهي مجرد 3%» على إجمالي الراتب، وليست زيادة مجردة 3% ثابتة، قالوا لنا هناك عجز إكتواري «عجز شاقول بس»..!!
ذات مرة كنت أجلس مع أحد الإخوة في دولة عربية في لوبي الفندق، وجاء صديق للأخ الذي أجلس معه، وجلس برهة من الوقت ثم عرفت أنه خبير إكتواري، ومن ضمن كلام الضيف للصديق جاءت كلمة عجز.. كانت يداي على ركبتي وأنا جالس، وأنا أضرب بهما ركبتي، وكنت متوتراً جداً حتى انصرف الخبير الإكتواري..!
بعد ذلك قال لي الصديق «ما بك مش على بعضك»، قلت له الحمد لله أنه انصرف «اشوي واقوم اسطره على عينه»، فضحك الصديق وقال لماذا؟ قلت له كنت أقول في نفسي دائماً حين أشاهد خبيراً إكتوارياً «باقوم باسطره»..!
كلما طالب الناس بتحسين أوضاعهم خوفونا بالخبير الإكتواري والعجز الإكتواري، وكلها أشياء وهمية، وكلها أمور مبهمة، فقط حتى لا يحصل المتقاعد على حقه من الأموال التي سحبت منه أيام عمله.. «خبير إكتواري.. زين اللي قام ولا كنت باسطره»..!!
أقول الآن إذا كانت هناك نية حقيقية لمعالجة الدين العام المتراكم «والذي كما يقال ستصبح فوائده أكثر من قيمة القروض وأعتقد أغلبها ربا» فإن أول خطوات الدولة أن تقوم بمراجعة كافة إجراءات مناقصات المشاريع «أكبر باب تهدر فيه الأموال» في كافة الوزارات والهيئات، وأن يتم وضع ضوابط صارمة لذلك، فيبدو أن مجلس المناقصات يعاني كثيراً في ضوابط واشتراطات المناقصات والتدقيق عليها وعمل نظام صارم لتقييم المناقصة كما هو معمول في دول كثيرة.
تشاهد مشاريع طرق كلفت خزينة الدولة 100 مليون دينار، وحين تراها على الواقع، وتقاربها بمثيلاتها في دول الجوار من حيث الكفاءة وقيمة المشروع والحلول المقدمة لمستخدم الطريق فإنه بنظرة واحدة تقول هذا المشروع لا يكلف نصف قيمته، لكن ماذا نقول؟!
يوم أمس طرحنا أن وزارة التربية تطرح مناقصة لتنظيف المدارس ومباني الوزارة بـ37 مليون دينار..!
يبدو أن لدى وزارة التربية ملايين لا تعرف كيف تصرفها، وأرادت أن تضعها في مناقصة النظافة حتى لا تعيدها إلى الحكومة في نهاية العام.
«البلديات» تسند تنظيف البحرين لشركات بقيمة أكثر من 20 مليون دينار سنوياً للسنوات الأربع القادمة..!
أكثر من 20 مليون دينار لتنظيف البحرين بأسرها، هذه قيمة ماذا؟
هل السيارات التي تكبس القمامة؟
هل رواتب العاملين هي أجور زهيدة؟
نريد أن نعرف 20 مليون دينار على ماذا تصرف في العام الواحد؟
تنظر للبحرين بأسرها فتقول «هذي 3 مليون دينار ووايد على هذي المساحة والسكان»
في عمود سابق ذكرت فيه ما ذكره أحد المسؤولين بالأندية الرياضية البحرينية حين قال، إن كلفة الصالة الرياضية كانت بمليون دينار حين كانت عند «الأشغال»، وحين تم اختيار مقاولين آخرين من قبل المناقصات، بنيت الصالة الرياضية بـ400 ألف دينار تقريباً..!
مما يعني هناك فارق بـ600 ألف دينار..!
ماذا تعني هذه الصورة التي أمامكم؟
من المسؤول الآن عن الدين العام؟
إذا ما أخرجنا المبالغ التي تدفع لطيران الخليج «والشركة تحقق نجاحاً آنياً في ضبط النفقات وتقليل الخسائر.. وهذا للحق» فإن النتيجة ستظهر أن لدينا فائضاً كبيراً، لكن هذا لا يحدث لأن ثوب الميزانية به شقوق واسعة.
ميزانية النظافة في التربية أكبر من ميزانية النظافة لكل البحرين.. يا جماعة ألا يوجد من يقرأ ويطلع.. فقط قراءة، أنا لا أملك أي مستندات وليس لدي جواسيس في الوزارات، هذا منشور من قبل الجهات نفسها رسمياً.
لا حول ولا قوة إلا بالله، «يا أخي ضيفوا مليون على شركات التنظيف وتنظف المدارس ومباني وزارة التربية، لكن مناقصة 37 مليون دينار.. قوية وااااايد».
هذا يعني أن أفضل مشروع مضمون ومربح ويجعل مليونيراً في ظرف عام واحد أن تفتح شركة نظافة.. «أجلكم الله الزبالة تخليك تصير مليونير»!
«يقولون لنا الميزانية بها عجز ولا مجال لزيادة الرواتب، بهذه الطريقة وهذه الآليات ما يصير عجز، إلا شلل وكساح!».
إذا كان صاحب شركة نظافة يقدم رشوة لوزير بـ500 ألف دينار دفعة أولى، بالله عليكم كم يربح صاحب الشركة الذي ترسو عليه المناقصة.
الإخوة في مجلس الرقابة المالية «انتوا معانا بالجو»؟
الإخوة في المجلس النيابي الذي انتهى أو سينتهي «انتوا مفتحين معانا»؟
الإخوة في مجلس المناقصات.. «الشبكة عندكم قوية وإلا يقطع»؟
صباح الخير يا بلد.. «مو بس الخبير الإكتواري يحتاج.....»!!
الأخ الفاضل وزير المالية، وهو من يصرف الملايين للوزارات، ألا يدقق على ملايين ضخمة في وزارات بعينها مشهورة بأنها من أكثر الوزارات التي تضيع فيها الملايين؟
أعرف أنه ليس من مهمته الرقابة، لكن حين أعلم كوزير مالية أن هذه الوزارة «منخوليا»، ألا أراجع الأرقام وأعرضها على مجلس الوزراء أولاً، ذلك أن الميزانية المخصصة لا تساوي قيمة المشروع.
حين أشاهد مداخلات الأخ الفاضل وزير المالية في المجلسين، فإن الوزير يخرج لنا بإحصائيات وأرقام «دودهو.. من دودهة من طقه» مثل بحريني قح، لا أستطيع شرحة بالفصحى، ومن ثم يقال هناك عجز موازنة، كيف تطالبون بزيادة رواتب؟
أيضاً على الجانب الآخر يحدث ذلك في هيئة الضمان الاجتماعي، كلما طالب الناس بتحسين أوضاع المتقاعدين بسبب ارتفاع كلفة المعيشة، وبضرورة أن تكون الزيادة السنوية «وهي مجرد 3%» على إجمالي الراتب، وليست زيادة مجردة 3% ثابتة، قالوا لنا هناك عجز إكتواري «عجز شاقول بس»..!!
ذات مرة كنت أجلس مع أحد الإخوة في دولة عربية في لوبي الفندق، وجاء صديق للأخ الذي أجلس معه، وجلس برهة من الوقت ثم عرفت أنه خبير إكتواري، ومن ضمن كلام الضيف للصديق جاءت كلمة عجز.. كانت يداي على ركبتي وأنا جالس، وأنا أضرب بهما ركبتي، وكنت متوتراً جداً حتى انصرف الخبير الإكتواري..!
بعد ذلك قال لي الصديق «ما بك مش على بعضك»، قلت له الحمد لله أنه انصرف «اشوي واقوم اسطره على عينه»، فضحك الصديق وقال لماذا؟ قلت له كنت أقول في نفسي دائماً حين أشاهد خبيراً إكتوارياً «باقوم باسطره»..!
كلما طالب الناس بتحسين أوضاعهم خوفونا بالخبير الإكتواري والعجز الإكتواري، وكلها أشياء وهمية، وكلها أمور مبهمة، فقط حتى لا يحصل المتقاعد على حقه من الأموال التي سحبت منه أيام عمله.. «خبير إكتواري.. زين اللي قام ولا كنت باسطره»..!!
أقول الآن إذا كانت هناك نية حقيقية لمعالجة الدين العام المتراكم «والذي كما يقال ستصبح فوائده أكثر من قيمة القروض وأعتقد أغلبها ربا» فإن أول خطوات الدولة أن تقوم بمراجعة كافة إجراءات مناقصات المشاريع «أكبر باب تهدر فيه الأموال» في كافة الوزارات والهيئات، وأن يتم وضع ضوابط صارمة لذلك، فيبدو أن مجلس المناقصات يعاني كثيراً في ضوابط واشتراطات المناقصات والتدقيق عليها وعمل نظام صارم لتقييم المناقصة كما هو معمول في دول كثيرة.
تشاهد مشاريع طرق كلفت خزينة الدولة 100 مليون دينار، وحين تراها على الواقع، وتقاربها بمثيلاتها في دول الجوار من حيث الكفاءة وقيمة المشروع والحلول المقدمة لمستخدم الطريق فإنه بنظرة واحدة تقول هذا المشروع لا يكلف نصف قيمته، لكن ماذا نقول؟!
يوم أمس طرحنا أن وزارة التربية تطرح مناقصة لتنظيف المدارس ومباني الوزارة بـ37 مليون دينار..!
يبدو أن لدى وزارة التربية ملايين لا تعرف كيف تصرفها، وأرادت أن تضعها في مناقصة النظافة حتى لا تعيدها إلى الحكومة في نهاية العام.
«البلديات» تسند تنظيف البحرين لشركات بقيمة أكثر من 20 مليون دينار سنوياً للسنوات الأربع القادمة..!
أكثر من 20 مليون دينار لتنظيف البحرين بأسرها، هذه قيمة ماذا؟
هل السيارات التي تكبس القمامة؟
هل رواتب العاملين هي أجور زهيدة؟
نريد أن نعرف 20 مليون دينار على ماذا تصرف في العام الواحد؟
تنظر للبحرين بأسرها فتقول «هذي 3 مليون دينار ووايد على هذي المساحة والسكان»
في عمود سابق ذكرت فيه ما ذكره أحد المسؤولين بالأندية الرياضية البحرينية حين قال، إن كلفة الصالة الرياضية كانت بمليون دينار حين كانت عند «الأشغال»، وحين تم اختيار مقاولين آخرين من قبل المناقصات، بنيت الصالة الرياضية بـ400 ألف دينار تقريباً..!
مما يعني هناك فارق بـ600 ألف دينار..!
ماذا تعني هذه الصورة التي أمامكم؟
من المسؤول الآن عن الدين العام؟
إذا ما أخرجنا المبالغ التي تدفع لطيران الخليج «والشركة تحقق نجاحاً آنياً في ضبط النفقات وتقليل الخسائر.. وهذا للحق» فإن النتيجة ستظهر أن لدينا فائضاً كبيراً، لكن هذا لا يحدث لأن ثوب الميزانية به شقوق واسعة.
ميزانية النظافة في التربية أكبر من ميزانية النظافة لكل البحرين.. يا جماعة ألا يوجد من يقرأ ويطلع.. فقط قراءة، أنا لا أملك أي مستندات وليس لدي جواسيس في الوزارات، هذا منشور من قبل الجهات نفسها رسمياً.
لا حول ولا قوة إلا بالله، «يا أخي ضيفوا مليون على شركات التنظيف وتنظف المدارس ومباني وزارة التربية، لكن مناقصة 37 مليون دينار.. قوية وااااايد».
هذا يعني أن أفضل مشروع مضمون ومربح ويجعل مليونيراً في ظرف عام واحد أن تفتح شركة نظافة.. «أجلكم الله الزبالة تخليك تصير مليونير»!
«يقولون لنا الميزانية بها عجز ولا مجال لزيادة الرواتب، بهذه الطريقة وهذه الآليات ما يصير عجز، إلا شلل وكساح!».
إذا كان صاحب شركة نظافة يقدم رشوة لوزير بـ500 ألف دينار دفعة أولى، بالله عليكم كم يربح صاحب الشركة الذي ترسو عليه المناقصة.
الإخوة في مجلس الرقابة المالية «انتوا معانا بالجو»؟
الإخوة في المجلس النيابي الذي انتهى أو سينتهي «انتوا مفتحين معانا»؟
الإخوة في مجلس المناقصات.. «الشبكة عندكم قوية وإلا يقطع»؟
صباح الخير يا بلد.. «مو بس الخبير الإكتواري يحتاج.....»!!