الوفاق تريد أن تشارك في الانتخابات القادمة، هذه حقيقة تدور في داخل أروقة الجمعية وتخرج أحياناً على لسان أعضائها في الخارج، وآخرها ما حصل أمام أعضاء في الكونجرس الأمريكي، فسارعت قيادة المجموعة هنا في الداخل لتنفي ذلك، منعاً للإحراج طبعاً، فهنا «بعض» الداخل الذي «شحنته» الوفاق نفسها يغلي، وإن أدرك بأن ما فعلوه ستبيعه الوفاق في لحظة نظير مكاسب خاصة بها فإن وجهة المولوتوف ستتحول لا محالة باتجاه مقرها.
هي تريد ولكنها لا تصرح بما لا تريد، ويفعل ذلك من جعل نفسه «رهينة» لشارعه، وبعد أن كان شارعه «رهينة» لشعاراته وتصعيده، بالتالي من يعد الناس ويعشمهم ثم يتغير عليهم مصيره أن يقلق بشأنهم إن أراد تغيير الدفة. أليس كذلك؟!
عموماً، نحن فاهمون الوفاق وهي تفهم أننا نفهمها وتعرف تماماً بأن عليها قبل أن تعالج أمورها مع الدولة، عليها أن تحمي نفسها من أتباعها الذين سيأتي يوم لتبيعهم في لحظة من أجل تعديل دوائر انتخابية أو مناصب أو بعض المقاربات.
لا يهمنا هذا، فحالهم كحال الممسك بذيل أسد، إن تركه أكله، وإن واصل التمسك به تعب، لكن المهم هو توثيق لحظات الكذب والتقلب في المواقف، المهم هو تعرية هذا الزيف أكثر، لا لمن يمتلك موقفاً صريحاً مخالفاً لتوجهات الوفاق، بل لمن مازال يتبعها سواء من محسوبين عليها أوأتباع يحسبون أنفسهم ممثلين للتيار الليبرالي، بينما الحقيقة هم أبعد من ذلك بكثير.
تذكرون حينما أوقف المساعد السياسي لأمين عام الوفاق، خرج علي سلمان ليقول بأن مساعده هو خير من يتولى منصب رئيس الحكومة، وطبعاً نعرف تماماً أن هذا المنصب يمثل هاجساً قديماً يتجدد دائماً، وقبل فترة حينما ذهب سلمان ليتضامن مع أعضاء «وعد» بشأن أمينهم العام إبراهيم شريف الذي ينفذ حكماً قضائياً، قال بلغة جازمة ما معناه، أن شريف لو كان رئيساً للحكومة للسنوات الثلاث الماضية لما وصل الدين العام لهذا المستوى!
الحديث عن مساعده كان يبلع، فهو لن يضيره إن كان تابعه في هذا المنصب لأنه في النهاية الأمر للولي الفقيه ويوجه عبر خادمه والسيف في غمده، لكن الحديث عن شريف وجماعة «وعد» وإرث عبدالرحمن النعيمي -رحمه الله هو الأمر المثير للتهكم. فالوفاق استغلت شريفاً وجماعته فقط لتنفي عن نفسها صفة الطائفية والتحزب المذهبي، فقط لتقول إن بين ظهرانينا سنة، والحقيقة الصرفة تقول بأن جماعة الولي الفقيه لا تمثل كل شيعة البحرين أصلاً حتى تحاول إلصاق السنة بها.
المضحك في المسألة أنه في الوقت الذي يضع فيه علي سلمان أمين عام وعد في منصب رئيس للحكومة، ينسى بأنه لم يتكرم على شريف ولو بـ «ربع» مقعد في مجلس النواب! ينسى بأن جماعته هي التي «غدرت» بوعد مرتين وهرعت لتلوم الدولة على ذلك، في حين أن الوفاق كان بإمكانها أن توصل عناصر «وعد» لو هي مقتنعة بأنهم لن يصلوا بفعل فاعل في الدوائر الأخرى، لكان بإمكانها أن تضعهم في دوائرها «المضمونة» لكنها لم تفعل. تباكت معهم بشأن نزاهة الانتخابات في الدوائر المفتوحة، وأشادت بنزاهة الانتخابات بشأن الدوائر الـ 18 التي خاضتها ضامنة إياها، بل وتكرمت بإيصال عبدالعزيز أبل بدلاً عن إبراهيم شريف.
الآن يريد إفهامنا بأنه يقبل بشريف رئيساً للحكومة، في حين أنه لم يقبل بأن يمنحه كرسياً في مجلس النواب؟!
حتى على جماعتكم وأتباعكم تكذبون، وللأسف بعضهم يصدقون. ليست الوفاق همنا اليوم، ولا مادة يومية تستحق الطرق، حرب الأعصاب والاستنزاف بلغت منها ما بلغت، وها هي التي كان سقفها إسقاط النظام تساوم اليوم على أقل القليل، تريد العودة للبرلمان لكنها خائفة من غضب من صدقوها وقاموا بكل شيء لأجل وعودها. لكن هذه المقولة المضحكة المشبعة بالكذب تستوجب الوقوف عندها، تستوجب من يعنيهم من أصحاب الشأن «ونعني الليبراليين» بأن يصارحوا أنفسهم قبل غيرهم. أليست الوفاق هي من تصلب معكم في الانتخابات؟! بالتالي أتقبلون اليوم بأن يضحك أمينها العام عليكم ويحولكم لمادة للتهكم بقوله إن أمينكم العام هو المفترض أن يكون رئيساً للحكومة؟! تقبلونها وتسكتون وأنتم تعلمون بأنه لو كان هذا الواقع ولو كان زمام الأمور بيد من يحركهم الولي الفقيه بطرف إصبعه لربما كان أمينكم العام في نفس مكانه اليوم، خلف القضبان ينفذ الأحكام!
واصلوا الكذب على شارعكم وأتباعكم، كلها شهور قليلة وتنكشف كثير من الأمور، ونحن مع المنتظرين.
{{ article.visit_count }}
هي تريد ولكنها لا تصرح بما لا تريد، ويفعل ذلك من جعل نفسه «رهينة» لشارعه، وبعد أن كان شارعه «رهينة» لشعاراته وتصعيده، بالتالي من يعد الناس ويعشمهم ثم يتغير عليهم مصيره أن يقلق بشأنهم إن أراد تغيير الدفة. أليس كذلك؟!
عموماً، نحن فاهمون الوفاق وهي تفهم أننا نفهمها وتعرف تماماً بأن عليها قبل أن تعالج أمورها مع الدولة، عليها أن تحمي نفسها من أتباعها الذين سيأتي يوم لتبيعهم في لحظة من أجل تعديل دوائر انتخابية أو مناصب أو بعض المقاربات.
لا يهمنا هذا، فحالهم كحال الممسك بذيل أسد، إن تركه أكله، وإن واصل التمسك به تعب، لكن المهم هو توثيق لحظات الكذب والتقلب في المواقف، المهم هو تعرية هذا الزيف أكثر، لا لمن يمتلك موقفاً صريحاً مخالفاً لتوجهات الوفاق، بل لمن مازال يتبعها سواء من محسوبين عليها أوأتباع يحسبون أنفسهم ممثلين للتيار الليبرالي، بينما الحقيقة هم أبعد من ذلك بكثير.
تذكرون حينما أوقف المساعد السياسي لأمين عام الوفاق، خرج علي سلمان ليقول بأن مساعده هو خير من يتولى منصب رئيس الحكومة، وطبعاً نعرف تماماً أن هذا المنصب يمثل هاجساً قديماً يتجدد دائماً، وقبل فترة حينما ذهب سلمان ليتضامن مع أعضاء «وعد» بشأن أمينهم العام إبراهيم شريف الذي ينفذ حكماً قضائياً، قال بلغة جازمة ما معناه، أن شريف لو كان رئيساً للحكومة للسنوات الثلاث الماضية لما وصل الدين العام لهذا المستوى!
الحديث عن مساعده كان يبلع، فهو لن يضيره إن كان تابعه في هذا المنصب لأنه في النهاية الأمر للولي الفقيه ويوجه عبر خادمه والسيف في غمده، لكن الحديث عن شريف وجماعة «وعد» وإرث عبدالرحمن النعيمي -رحمه الله هو الأمر المثير للتهكم. فالوفاق استغلت شريفاً وجماعته فقط لتنفي عن نفسها صفة الطائفية والتحزب المذهبي، فقط لتقول إن بين ظهرانينا سنة، والحقيقة الصرفة تقول بأن جماعة الولي الفقيه لا تمثل كل شيعة البحرين أصلاً حتى تحاول إلصاق السنة بها.
المضحك في المسألة أنه في الوقت الذي يضع فيه علي سلمان أمين عام وعد في منصب رئيس للحكومة، ينسى بأنه لم يتكرم على شريف ولو بـ «ربع» مقعد في مجلس النواب! ينسى بأن جماعته هي التي «غدرت» بوعد مرتين وهرعت لتلوم الدولة على ذلك، في حين أن الوفاق كان بإمكانها أن توصل عناصر «وعد» لو هي مقتنعة بأنهم لن يصلوا بفعل فاعل في الدوائر الأخرى، لكان بإمكانها أن تضعهم في دوائرها «المضمونة» لكنها لم تفعل. تباكت معهم بشأن نزاهة الانتخابات في الدوائر المفتوحة، وأشادت بنزاهة الانتخابات بشأن الدوائر الـ 18 التي خاضتها ضامنة إياها، بل وتكرمت بإيصال عبدالعزيز أبل بدلاً عن إبراهيم شريف.
الآن يريد إفهامنا بأنه يقبل بشريف رئيساً للحكومة، في حين أنه لم يقبل بأن يمنحه كرسياً في مجلس النواب؟!
حتى على جماعتكم وأتباعكم تكذبون، وللأسف بعضهم يصدقون. ليست الوفاق همنا اليوم، ولا مادة يومية تستحق الطرق، حرب الأعصاب والاستنزاف بلغت منها ما بلغت، وها هي التي كان سقفها إسقاط النظام تساوم اليوم على أقل القليل، تريد العودة للبرلمان لكنها خائفة من غضب من صدقوها وقاموا بكل شيء لأجل وعودها. لكن هذه المقولة المضحكة المشبعة بالكذب تستوجب الوقوف عندها، تستوجب من يعنيهم من أصحاب الشأن «ونعني الليبراليين» بأن يصارحوا أنفسهم قبل غيرهم. أليست الوفاق هي من تصلب معكم في الانتخابات؟! بالتالي أتقبلون اليوم بأن يضحك أمينها العام عليكم ويحولكم لمادة للتهكم بقوله إن أمينكم العام هو المفترض أن يكون رئيساً للحكومة؟! تقبلونها وتسكتون وأنتم تعلمون بأنه لو كان هذا الواقع ولو كان زمام الأمور بيد من يحركهم الولي الفقيه بطرف إصبعه لربما كان أمينكم العام في نفس مكانه اليوم، خلف القضبان ينفذ الأحكام!
واصلوا الكذب على شارعكم وأتباعكم، كلها شهور قليلة وتنكشف كثير من الأمور، ونحن مع المنتظرين.