يبدو أن مرض “الكورونا” “حفظكم الله من هذا المرض” قد انتشر بمعسكر الإسبان، حيث لقن الهولندي لويس فان غال الإسباني دل بوسكي درساً قاسياً في فنون التدريب وأذاقه طعم خسارة مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، حيث استطاع فان غال أن يظهر شخصية البطل في منتخب “الطواحين” وأن يبعد آثار هزيمة 2010، وإظهار لوحة جميلة سيتكلم عنها المجتمع الرياضي لسنين طويلة، حيث ركز فان غال في رسمته اللعب بعقلية القناصين، فركز على نقاط ضعف خصمه وضربهم من خلال النجمين روبن وفان بيرسي، فالهدفان الأول والثاني نسخة كربونية وإن اختلفا بالتنفيذ، ضرب بيكيه بكرة عالية واستغلال سوء تغطية راموس، وفي المرتين كانت النتيجة هدفين، وفي المرة الثالثة كانت كثافة عددية في الكرات الثابتة مستغلاً حقيقة ضعف الفريقين الأساسيين للمنتخب في هذه الناحية، ريال مدريد وبرشلونة.
أما دل بوسكي فارتكب أخطاءً لم يرتكبها أصحاب إنجازات كبيرة، فبدى لجميع من تابع المباراة أن الإسبان دخلوا المباراة بذهنية غير مستعدة للقاء، وكأن الفريق بدأ يعتاد على البدء بشكل سيء، وقلب نتيجة المباراة في الشوط الثاني.
الإسبان لم تكن مشكلتهم في الأمام بقدر ما كانت مشكلتهم في الخلف، سواء من حيث صعود الأظهرة بالكرة ولاعبي خط الوسط في العمق أمثال ألونسو وبوسكيتس وتشافي، التبديلات كانت متأخرة وغير موفقة.
المنتخب الإسباني عانى مع أسلوب الاقتحام من العمق أمام خط دفاع مكون من 3 قلوب دفاع، الأمر الذي نتج عنه عزل خطورة فريقه حتى تقدمت هولندا ليحاول تدارك الأمر محاولاً فتح الأجنحة في وقت متأخر.
الأرقام التاريخية توضح أن أي حامل لقب يخسر أولى مبارياته لا يفوز بالبطولة، وكان أفضل من حاول كسر تلك القاعدة لكنه خسر في النهاية هو المنتخب الأرجنتيني في بطولة 1990 عندما خسر أمام الكاميرون ولكنه صعد للنهائي وخسر أمام ألمانيا بركلة جزاء. فهل نشهد في الأيام القادمة كسر هذه القاعدة التاريخية في البرازيل؟