هنا أمثلة لبعض ما صار يسعى إليه أفراد يرتدون ثوب المعارضة، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة محاولات «التمسكن» والظهور بمظهر البريء كي يقولوا للعالم انظروا ماذا يفعلون بنا رغم أننا أبرياء! معتقدين أن العالم لا يرى ما يفعلون وكيف يتسببون في أذى الآخرين. عبر التويتر كتب أحدهم «كل من يحمل سلاحاً ويقاتل هو صاحب ثورة سلمية ويجب دعمه إلا في البحرين التي يحمل شعبها الأعلام والورود فهي إرهاب وخيانة». وأرفق بالتغريدة مجموعة صور لمتظاهرين في الأيام الأولى لأحداث فبراير 2011 وهم يحملون وروداً، بينها صورة لشاب يقدم باقة ورد لشرطي. كلام جميل وصور أجمل لكن الواقع والوقائع تنقضها، فالورود التي يتحدث عنها صاحب التغريدة أحرقتها عمليات اختطاف الشوارع والنيران التي يتم إشعالها في إطارات السيارات يومياً، وباقة الورد استعاضوا عنها بالمولوتوف، واليد التي تقدم باقة الورد للشرطي حل محلها أيدٍ ترمي رجال الأمن بالحجارة وترميهم بالمولوتوف وتزرع القنابل محلية الصنع وتحرق السيارات التي يتم سد الطرقات بها لإعاقة الدفاع المدني، أما الأعلام فبعد أن توحدت ولم يعودوا يستخدمون تلك التي تزيد مثلثاتها عن خمسة انتشرت دعوة محاربتها واستبدالها بأعلام سوداء كتب عليها أسماء بعض آل البيت الكرام وأعلام أخرى لما يسمى بائتلاف فبراير. فأي ثورة سلمية هذه؟ وأي أعلام وورود يتم رفعها؟!عبر التويتر أيضاً كتب آخر هذه العبارة «كونوا حريصين على نشر دعائم السلام ورسائل المحبة. ليس فقط بين أصحاب المذاهب وإنما حتى بين الديانات. وكونوا أوصياء على أنفسكم قبل غيركم». كلام جميل أيضاً لكنهم لا يطبقونه، هم والمغرد نفسه معهم. فأي رسائل سلام ومحبة يحرصون على نشرها؟ هل هي أعمدة الدخان التي يقومون برفعها وسط بيوت خلق الله في القرى وفي الشوارع العامة؟ أم الفوضى التي ظلوا يسعون طويلاً لإحداثها في المناطق التجارية بغية ضرب الاقتصاد؟ وأي رسائل محبة ينشرونها بين أصحاب المذاهب بعدما حولوا مطالبات شعبية محقة يشترك فيها الجميع إلى «ثورة شيعية» محضة ترفع راية الحسين وتعتبر كل الآخر في معسكر يزيد؟ وكيف لهؤلاء أن يكونوا أوصياء على أنفسهم وعلى غيرهم وسلاحهم التخريب ونشر الفوضى؟ لنأخذ مثالاً عملياً؛ المظاهرة المقرر تسييرها اليوم في شارع البديع، لو لم يتم منعها، ما الذي يمكن أن تسفر عنه؟ وماذا سيرفع فيها؟ أعلام البحرين أم أعلام ائتلاف فبراير؟ وأي رسائل محبة سيتم توجيهها إلى الناس من خلالها؟ ألم تنتهِ كما هي العادة بمواجهات مع رجال الأمن بعد أن يقرروا التوجه إلى حيث كان الدوار؟ ألم تنتهِ برمي «رسائل» المولوتوف على الشرطة المعنيين بضبط الأمن؟ ألم يتسببوا في أذى الناس وتعطيل حياة مستخدمي شارع البديع والشوارع المؤدية إليه؟ ألم يعرضوا حياتهم لشتى أنواع المخاطر؟ وحتى لو تم رفع الورود في هذه المظاهرة فأي قيمة لها طالما أنه سينتج عنها كل هذا الذي تم ذكره وزيادة؟ وهل مثل هذه النهايات لهكذا فعاليات تعتبر رسائل محبة؟ توجيه رسائل المحبة ونشر دعائم السلام مظاهر حضارية لا يمكن أن تتمثل في مثل هذه الممارسات غير الحضارية لأنه لا ينتج عنها إلا الفوضى. يكفي النظر إلى الشارع بعد انتهاء المظاهرة حتى لو لم تحدث مواجهات -ولو أن هذا مخالف للسنن الكونية- لمعرفة الفارق بين من ينشر دعائم السلام ويرفع الورود ويرسل رسائل المحبة «بالكلك» وبين اليابانيين على سبيل المثال الذين أرسلوا مليون رسالة حضارية عبر سلوك بسيط مارسوه في مدرجاتهم في مباريات كأس العالم رغم انتهاء مباراة فريقهم بالهزيمة
{{ article.visit_count }}
«المعارضة» والرسائل «الكلك»!
قطرة وقت