أشعل القديس الإسباني إكير كاسياس الحرب بين جماهير ريال مدريد بين مؤيد ومعارض بعد حملة تصفير واستهجان بدأت بمباراة الديربي الماضية بين الفريق الملكي وجاره أتليتكو مدريد التي انتهت بهزيمة الريال أمام جاره اللدود، وتواصلت الحملة مع مباراة الفريق في دوري أبطال أوروبا مع بازل السويسري - أما بالنسبة إلى الجماهير الوفية التي رفضت تلك الحملة والتي حفظت الود للسنوات الـ15 الماضية وشهدت العديد من الإنجازات، على حارس اعتبرته رمزاً وأطلقت حملة مضادة بالتصفيق والتغني باسم كاسياس مع كل حركة يقوم بها بالرغم من قلتها.
فقصة الحارس الأسطوري مع التألق بدأت منذ15عاماً مع الفريق المدريدي عندما انضم إليه وهو في السادسة عشرة، وبعده بقليل مع المنتخب الإسباني، حقق خلالها إنجازات بلغت حد الإعجاز، بدأها بالفوز مع منتخب الشباب لقب كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً في عام 1999، أعقبها بإحراز ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا في عام 2000 وأصبح كاسياس أصغر حارس مرمى يتوج باللقب الأوروبي وكان عمره حينذاك 19عاماً وأربعة أيام، بعدها بعامين أحرز كاسياس مع الريال لقب البطولة الأوروبية مجدداً، ومن ثم الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 – 2012 وبطولة كاس العالم 2010، متوجاً نفسه بين أفضل حراس المرمى في العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، حتى قبل عامين عندما تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، وبعد العودة وجد مكانه قد شغل من قبل الحارس لوبيز. القديس وهو اللقب المفضل إلى كاسياس حافظ على رباطة جأشه، ولازم مقاعد البدلاء لفترة طويلة، عاد من بعدها لتمثيل الفريق في منافسات الكأس المحلية، ودوري أبطال أوروبا، وحقق الفوز بالبطولتين، وحافظ على مكانه حارساً أساسياً لمنتخب بلاده، وعاد لحراسة مرمى الريال حارساً اساسياً.
والآن عاد الحديث إلى مسيرة الحارس العملاق الذي يواجه ضغطاً جماهيرياً، وخطراً محدقاً متمثلاً بالحارس الاحتياطي كيلور نافاس الذي تألق مع منتخب كوستاريكا في نهائيات كأس العالم – بينما أخفق الفريق الإسباني وحارسة العملاق في الحفاظ على اللقب، الجماهير المدريدية منقسمة بين مؤيد ومعارض عن أحقية كاسياس للعب أساسياً، وإن كانت الأغلبية من محبي الحارس الشهير.
ولا زال الحديث مستمراً عن أحقية كاسياس لتمثيل الفريق الملكي، والمنتخب الإسباني من عدمه، وإن كانت الأغلبية من الجماهير الإسبانية والعالمية تتمنى ذلك حتى وإن أطلقت بعضها صفارات الاستهجان غير المبررة - فجميع الدلائل تشير إلى نتيجة واحدة هو أن كاسياس سيكون الحارس الأمين للفريق الملكي والمنتخب الإسباني في الفترة القادمة مثلما حدث في الفترات السابقة – فالقديس كاسياس أسطورة إسبانية لا تزال صامدة.