تقرير يتضمن معلومات مهمة نشرته صحيفتنا «الوطن» يوم أمس، يفيد بأن قرابة 16.8 مليون دينار دخلت المملكة خلال عطلة عيد الفطر المبارك.
عدد الزائرين للبحرين من دول الخليج العربي الشقيقة والدول الأخرى بلغ 240 ألف زائر، وقدر اقتصاديون أن انفاق الشخص الواحد يبلغ 70 ديناراً في اليوم الواحد، ما يعني أن متوسط كل يوم يصل إلى 5.6 مليون دينار.
طبعاً توزيع المبالغ الداخلة للمملكة يكون على مختلف القطاعات المعنية بالسياحة، سواء من خلال إشغال الفنادق، أو المطاعم والمواصلات والفعاليات والتسوق. وهو ما يعني تحريك عدد من القطاعات المعنية بالزوار والفعاليات.
قد يستغرب هنا البعض من الرقم ويقول: هل معقول بالفعل أن 16 مليون دينار دخلت البحرين في ثلاثة أيام فقط!
بيد أن الواقع يقول إن هذا المبلغ ليس بالكبير جداً لو تمت مقارنته بالوجهات السياحية حتى في دول الخليج القريبة منا، فمثلاً لو قارنا ما دخل من أموال لإمارة دبي خلال ثلاثة أيام العيد لربما وجدنا رقماً مضاعفاً عشر مرات وحتى أكثر.
ما يحدد هذه الأمور هو التنوع الموجود في الفعاليات، والعروض المقدمة للسياح والزائرين. والفكرة من التنوع تقترن بضرورة أن تكون هناك فعاليات مستمرة طوال أيام العام، وفيها من القيمة ما يستقطب الجمهور والعوائل على وجه الخصوص.
هنا في البحرين تساهم عدة فعاليات ثابتة في تحريك هذه العجلة، مثل تلك التي تقيمها وزارة الثقافة تحت عدة مسميات مقرونة بالمواسم، كربيع الثقافة وصيف البحرين وتاء الشباب وغيرها، وهي فعاليات جيدة إذا ما وضعنا في الاعتبار أولاً أنها تقع ضمن نطاق السياحة النظيفة والسياحة العائلية، وكذلك جوانب الترفيه الموجهة للفئات العمرية من أطفال وشباب وبالغين.
نعرف تماماً في البحرين أن أكثر الاستقطابات هي على دور السينما والمقاهي التي تقدم «الشيشة»، وبعض مراكز التسوق خلال التخفيضات وأيضاً سوق الذهب الذي مازال متمسكاً بسمعته الطيبة في البحرين. لكن يظل التنوع مطلوباً ويظل تقديم الفعاليات بشكل دائم أمراً مهماً لضمان استمرار استقطاب اهتمام الجمهور بما يعود بالفائدة على اقتصاد البلد.
الحركة الموجودة جيدة، لكنها تحتاج إلى تكثيف واهتمام أكثر، إذ ما نتمنى رؤيته هو تقوية مثلاً للقطاع المسرحي، بحيث تكون المسرحيات باختلافها شيئاً دائماً وثابتاً يقدم على مدار العام ويمكن تركيزها في أيام عطل نهاية الأسبوع لا الاكتفاء بها فقط في المناسبات والأعياد. يمكن التفكير في زيادة العروض الترويجية على المرافق المختلفة التي تستقطب الناس مثل المدن الترفيهية والشواطئ وغيرها.
التفكير في تنشيط السياحة النظيفة والعائلية مسألة نراها تتضمن تحدياً ومتعة، التحدي بأن نقدم المفيد والجديد والمسلي للناس سواء المقيمين والزائرين، ومتعة بأن يكون الابتكار والتجديد والتطوير هو الهم الدائم للقائمين على القطاع وللمنشغلين في صناعة السياحة باختلافهم.
في بعض الدول، السياحة هي المورد الأول للدخل القومي، وهي الواجهة التي تبرز البلد وتجعله جهة مقصودة يتوافد لها الناس من أقطار العالم. وما نتمناه بأن تكون البحرين كذلك، عبر سياحة راقية وفعاليات متنوعة تسهم في تعزيز اقتصاد البلد.