إيجابي ما تنشره الصحافة هذه الأيام بشأن «جردة الحساب» على أداء النواب خلال الدور الأخير، وذلك حتى يعرف الناس بالضبط حقيقة أداء النواب الذين صوتوا لهم وانتخبوهم وبـ«الأرقام».
أكثر ما يسيء المواطن أن يكتشف في مرحلة من المراحل أن صوته ضاع وانتخابه ذهب أدراج الرياح، حينما تكشف له الأرقام بأن النائب الذي صوت له يقع ضمن تصنيف «الخشب المسندة»!
إحصائيات عديدة نشرت فيما مضى من أسابيع، معنية بالاستجوابات (وعددها صفر طبعاً) والاقتراحات المقدمة بأنواعها، والأسئلة الموجهة. لكن أهم الأرقام بالنسبة للناس هي تلك المتعلقة بالإنجازات، وليس عددها فقط بل مدى تأثيرها في تغيير واقع المواطن. والجزئية الأخيرة يجيب عليها المواطن نفسه بأن نسبتها «تحت درجة الصفر»!
لتحقيق أي تغيير ولإحراز أي نجاح لابد وأن تكون الأدوات (النواب) متحركة وقوية وفعالة في أدائها، لكن كيف ننشد التغيير وبعض النواب الموجودين في المجلس يثبتون يوماً إثر يوم أنهم ليسوا ذاهبين للعمل من أجل الناس بقدر ما هم ذاهبون إلى «كشتة»، فيها يترززون للكاميرات ويحصدون المزايا المختلفة، بينما «هم» الناس لا يوجد من يحمله.
من الإحصائيات الثقيلة على النفوس والمزعجة والتي تبين لبعض الناخبين أن أصواتهم سرقت وأن ثقتهم بيعت، هي تلك المتعلقة بالأسئلة الموجهة للوزراء، وهي أداة دستورية من حق كل نائب أن يستخدمها، والمطلوب -بحسب ما يفرضه المنطق- نظراً لوضع البلد والأمور المختلفة فيها بأن الأسئلة النيابية لا بد وأن تكون مكثفة وغزيرة! طبعاً ليست النجاعة بكثرة العدد لكن النجاعة بفاعلية السؤال وما ينتج عنه من إجابة، وما ينتج عن الأخيرة من تحرك سواء في اتجاه دعم الجهود أو استجواب للمسؤول.
لكن الكارثة حينما نعلم بأن ستة نواب من أصل أربعين نائباً لم يطرحوا ولا سؤالاً واحداً في دور انعقاد كامل! نعم هي كارثة، حين يتضح بأن هناك نواباً وضعوا أنفسهم على وضع «السايلنت» وحضورهم للجلسات ما هو إلا تسجيل في سجل الحضور والغياب!
ماذا فعل هؤلاء النواب الستة بالضبط؟! لماذا لم يطرحوا أسئلة؟! والكلام أصلاً مجاني؟! لا تقولوا بأنه ليس هناك ما يستحق أن يتم على إثره توجيه سؤال لهذا الوزير أو ذاك؛ إذ يمكن في خلال خمس دقائق فقط وضع أكثر من عشرين سؤالاً بشأن مواضيع هامة وحساسة تهم المواطنين ويريدون لها إجابات وحلولاً.
خمسة نواب آخرين لم يتقدموا بأي مقترح، وهذه مصيبة أيضاً، تعني بأن «الشباب» مثلما «الأطرش في الزفة»، يحضر الاجتماعات الدورية لكن بلا فعالية وبلا أية دافعية للعمل واقتراح ما هو مفيد للناس.
وفي بلد باتت فيه المعايير مقلوبة، نقترح بأن يتم تكريم النواب الستة الذين لم يتقدموا بأي سؤال، تكريمهم بجائزة مميزة باعتبار أنهم «النواب غير المزعجين» والذين أمامهم يمكن أن يضحك أي وزير ملء شدقيه. وكذلك جائزة للنواب الخمسة الذين لم يتقدموا بأية مقترحات، جائزة أكثر تميزاً باعتبارهم «نواب من كوكب آخر» لم يجدوا ما يستحق أن يقترحوه لأن «الأمور كلها طيبة»!
هؤلاء من صوت لهم الناس، وضاعت أصواتهم هباء، فالإحساس ميت، وشعار «خدمة المواطن» أكبر كذباتهم، إلا من رحم ربي وهم قلة قليلة.
{{ article.visit_count }}
أكثر ما يسيء المواطن أن يكتشف في مرحلة من المراحل أن صوته ضاع وانتخابه ذهب أدراج الرياح، حينما تكشف له الأرقام بأن النائب الذي صوت له يقع ضمن تصنيف «الخشب المسندة»!
إحصائيات عديدة نشرت فيما مضى من أسابيع، معنية بالاستجوابات (وعددها صفر طبعاً) والاقتراحات المقدمة بأنواعها، والأسئلة الموجهة. لكن أهم الأرقام بالنسبة للناس هي تلك المتعلقة بالإنجازات، وليس عددها فقط بل مدى تأثيرها في تغيير واقع المواطن. والجزئية الأخيرة يجيب عليها المواطن نفسه بأن نسبتها «تحت درجة الصفر»!
لتحقيق أي تغيير ولإحراز أي نجاح لابد وأن تكون الأدوات (النواب) متحركة وقوية وفعالة في أدائها، لكن كيف ننشد التغيير وبعض النواب الموجودين في المجلس يثبتون يوماً إثر يوم أنهم ليسوا ذاهبين للعمل من أجل الناس بقدر ما هم ذاهبون إلى «كشتة»، فيها يترززون للكاميرات ويحصدون المزايا المختلفة، بينما «هم» الناس لا يوجد من يحمله.
من الإحصائيات الثقيلة على النفوس والمزعجة والتي تبين لبعض الناخبين أن أصواتهم سرقت وأن ثقتهم بيعت، هي تلك المتعلقة بالأسئلة الموجهة للوزراء، وهي أداة دستورية من حق كل نائب أن يستخدمها، والمطلوب -بحسب ما يفرضه المنطق- نظراً لوضع البلد والأمور المختلفة فيها بأن الأسئلة النيابية لا بد وأن تكون مكثفة وغزيرة! طبعاً ليست النجاعة بكثرة العدد لكن النجاعة بفاعلية السؤال وما ينتج عنه من إجابة، وما ينتج عن الأخيرة من تحرك سواء في اتجاه دعم الجهود أو استجواب للمسؤول.
لكن الكارثة حينما نعلم بأن ستة نواب من أصل أربعين نائباً لم يطرحوا ولا سؤالاً واحداً في دور انعقاد كامل! نعم هي كارثة، حين يتضح بأن هناك نواباً وضعوا أنفسهم على وضع «السايلنت» وحضورهم للجلسات ما هو إلا تسجيل في سجل الحضور والغياب!
ماذا فعل هؤلاء النواب الستة بالضبط؟! لماذا لم يطرحوا أسئلة؟! والكلام أصلاً مجاني؟! لا تقولوا بأنه ليس هناك ما يستحق أن يتم على إثره توجيه سؤال لهذا الوزير أو ذاك؛ إذ يمكن في خلال خمس دقائق فقط وضع أكثر من عشرين سؤالاً بشأن مواضيع هامة وحساسة تهم المواطنين ويريدون لها إجابات وحلولاً.
خمسة نواب آخرين لم يتقدموا بأي مقترح، وهذه مصيبة أيضاً، تعني بأن «الشباب» مثلما «الأطرش في الزفة»، يحضر الاجتماعات الدورية لكن بلا فعالية وبلا أية دافعية للعمل واقتراح ما هو مفيد للناس.
وفي بلد باتت فيه المعايير مقلوبة، نقترح بأن يتم تكريم النواب الستة الذين لم يتقدموا بأي سؤال، تكريمهم بجائزة مميزة باعتبار أنهم «النواب غير المزعجين» والذين أمامهم يمكن أن يضحك أي وزير ملء شدقيه. وكذلك جائزة للنواب الخمسة الذين لم يتقدموا بأية مقترحات، جائزة أكثر تميزاً باعتبارهم «نواب من كوكب آخر» لم يجدوا ما يستحق أن يقترحوه لأن «الأمور كلها طيبة»!
هؤلاء من صوت لهم الناس، وضاعت أصواتهم هباء، فالإحساس ميت، وشعار «خدمة المواطن» أكبر كذباتهم، إلا من رحم ربي وهم قلة قليلة.