بدأت الوفاق تفقد ما تبقى لها من عقل، بتحريضها على الكاتب طارق العامر وسكوتها عن فتوى إهدار دمه، ثم تصاعد (جنونها) بتهديد علي سلمان بحرق البلد وتحويل البحرين إلى عراق ثان، تحولت إلى فأر محشور في زاوية ويهدد بالهجوم على الجميع، والدولة مازالت تضبط النفس وتمنحها المخارج الواحدة تلو الأخرى على أمل أن تعود لرشدها.
يذكرني موقف الدولة من جماعة الولي الفقيه (بمجلسها العلمائي وحزبها السياسي وصحيفتها) بفيديو مصور تم تداوله في (الواتس آب) لحافلة مسرعة على الطريق السريع والكاميرا مثبتة داخل الحافلة، يفاجأ السائق بحيوان الغزال يريد أن يقطع الطريق بالعرض، ولشدة سرعة الاثنين يصطدم الغزال بالزجاج الأمامي ويدخل الحافلة! يحاول السائق مساعدة الغزال للخروج من مأزقه، مع استمراره بالقيادة دون توقف، فيفتح له الباب الأوتوماتيكي المجاور له ويفتح له بقية الأبواب، لكن الحيوان حيوان في نهاية المطاف، فكان المسكين (يشيل ويشدخ) بنفسه لشدة الارتباك فتعمى عيونه عن كل المخارج التي أتيحت له، فظل يضرب نفسه بالكراسي تارة وبجدران الحافلة تارة أخرى والسائق مستمر بقيادة الحافلة، والحيوان مصر على الخروج من نفس الواجهة التي دخل منها، في النهاية لم يخرج من الحافلة إلا بعد أن حطم أضلاعه بنفسه لشدة ارتباكه وذعره وعمى بصيرته.
مع احترامي للإنسانية في كل منا، إلا أن الله سبحانه وتعالى شبه ابن آدم الذي عميت بصيرته «كالحمار يحمل أسفاراً» أو كالغزال في قصتنا هذه الذي تفتحت له كل المخارج ولكنه لا يراها.
أربع مرات تفتح الدولة المخارج لجمعية الوفاق لكنها تتخبط و(تشيل وتشدخ)، والدولة تمارس أقصى درجات ضبط النفس معها، تسكت عن تخبطها وتتغاضى عن ارتباكها وأخطائها بل وعن جرائمها، وتعطيلها الفرصة تلو الأخرى، ولا ينفع ذلك كله، المراحل التي وصلت لها في الأيام الأخيرة بدأت تشكل خطراً على المجتمع على الحافلة كلها لا على نفسها فقط.
الجماعة يزورها حلفاؤها يقنعونها أول مرة بعدم الانسحاب من المجلس وبالبقاء فيه فلا ترى المخرج، ثم يزورونها الآن وينصحونها بالدخول في الانتخابات فلا ترى المخرج، ومع ذلك مازالت الجماعة (تشيل وتشدخ) بنفسها فحطمت أضلاعها وقفصها الصدري تضعضع ومازالت تبحث عن مخرجها الذي في تصورها!
تسارع دقات الساعة التنازلية لموعد الانتخابات جعلها تفقد ما تبقى لها من عقل فاستوحشت، خاصة وهي تتعرض لضغوط حلفائها الأمريكان الذين يلحون عليها لدخول الانتخابات من جهة وضغوط خادم الرئيس الإيراني تثقل كاهلها من جهة أخرى، لأنه رفض كل العروض التي قدمت له على حد قوله سواء عرض 6/6/6 أو عرض 8/8/2 رغم أن التشكيلة الأخيرة كانت تشكيلة المدرب الألماني الذي قادته للفوز! لكن خادم خامنئي يريد تشكيلة هو يحددها لا تحدد له، والوقت يمر والأمور لا تتحلحل والمخارج التي أتاحتها الدولة لها تتناقص، والخناق يضيق مع بدء تململ سائق الحافلة وأمره بتطبيق القانون على أبسط مخالفاتها الإدارية.
الخناق يضيق مع تناقص أعداد المستجيبين (لولوالها) فدعواتها للتجمع والاعتصام (تفشل) في مخرجاتها والفضل للأطفال الذين يملؤون الفراغات في الصور، فتفتش عن جامع يلم المنفضين من حولها، فيدلها إفلاسها ويأسها على الورقة الطائفية، فتنادي على أبناء الطائفة تستصرخهم بأن الدين في خطر، فلا مجيب، فتهدد بإهدار دم من تستاء منه، وتهدد بتحويل البحرين إلى عراق؛ أي أنها تهدد وبصريح العبارة بحرق البلد، وسائق الحافلة مازال صبوراً ويفتح لها الباب تلو الآخر!
فإلى متى؟ الله أعلم.. وما هي نهاية هذا المسلسل الممل؟ الله أعلم؟ وهل مازال أحد يظن أن هذا الغزال الذي اصطدم رأسه بجدار الحافلة أكثر من مرة بإمكانه أن يكون عاقلاً مبصراً للمخارج المتاحة من نفسه؟ أشك في ذلك.
ملاحظة:
(على طاري) تجمعات واعتصامات ومسيرات جماعة الولي الفقيه لمناصرة (غزة) كم بلغ حجم تبرعاتهم؟!!!