يا لها من إثارة مع ركلة البداية، وكما قيل في المثل العربي الطبع يغلب التطبع فمهما حدثت من متغيرات تؤثر على انطلاقة ومسار الدوريات العالمية يبقى الدوري الإنجليزي وفياً لتقاليده وعظمته منذ صافرة الجولة الأولى حتى نهايته. لم لا والبريميرليغ يعتبر الأقوى على المستوى العالمي بمعية الليغا الإسبانية.
انطلاقة أتت بنتائج ومستويات بعضها متوقع وأخرى لم تكن في الحسبان كما هي عادة الدوري الإنجليزي.
أغلب عشاق المانيو كانوا على أمل الفوز على سوانزي من أجل المضي في طريق استعادة التوهج وإحراز اللقب، لكن خاب أملهم وأمل المدرب فان غال الذي بدأ للتو التعرف على الدوري الإنجليزي واختلافه عن منافسيه من الدوريات الأخرى.
اصطدم فان غال بفريق سوانزي المنظم دفاعياً والمتسلح بالثقة حتى وهو يلعب في معقل المانيو. رأينا مدرب سوانزي غاري مونك كيف تعامل مع المباراة في التحول الدفاعي وإعطاء واجبات إضافية للاعبي ارتكاز الوسط الرائعين شيلفي وكي سونغ في التحول الهجومي لعمل الزيادة العددية واستغلال المساحة الفارغة في وسط المانيو، وأيضاً اللعب على الظهير الأيسر للخصم آشلي يونغ المتوتر والضعيف في التغطية العكسية، في المقابل لم نرَ حلولاً من قبل فان غال تستطيع التغلب على هذا التنظيم بسبب عدم وجود نوعية خاصة من اللاعبين وافتقاره إلى دكة بدلاء قوية.
أعتقد بأن آرسين فينغر وضع يده على نقطة ضعف فريقه الآرسنال وهي قلة العدد والتمركز الخاطئ في الارتداد الدفاعي، وبدأ في حل هذه المشكلة في مباراته أمام كريستال بالاس عن طريق غلق المساحات بوجود لاعبي الوسط خلف الكرة وتقريب المسافة بين خطوط الفريق. الآرسنال قوي في التحول الهجومي لامتلاكه لاعبين مهرة في وسط الملعب ومهاجمين لهم القدرة على التكيف مع مختلف أساليب اللعب الهجومي.
صحيح أن ليفربول نجح في الفوز على ساوثهامبتون بتبديل ذكي من المدرب روجرز عندما زج باللاعب لامبرت كمهاجم ثانٍ بدل كوتينيو الذي لم يؤدِ دوره بالشكل المطلوب في الزيادة العددية واستغلال الفراغات التي يعملها ستوريدج، فأعطى هذا التبديل حرية أكبر في التحرك لرحيم أستيرلينغ أمام دفاع منظم لفريق ساوثهامبتون، لكن أعتقد بأن ليفربول سوف تكون لديه خيارات أكثر في المباريات القادمة خاصة بعد التعاقد مع الظهير الأيسر ألبرت مورينيو، وكذلك يجب على روجرز تفعيل لاعبي الارتكاز لوكاس وجيرارد في التحول الهجومي لعمل كثافة عددية واستغلال قوة التسديد. لاتزال مدينة مدريد تتغنى بأمجاد الريال وعنفوان الأتلتي منتظرة لقاء الليلة في ذهاب السوبر الإسباني. دييغو سيميوني جعل من أتلتيكو مدريد فريقاً ذو طابع خاص وشخصية فرضها على أندية الليغا وأوروبا، بينما كل مؤشرات ريال أنشيلوتي تقول بأن الريال أقوى من الموسم الماضي وجاهز لكل البطولات.
سيناريو المباراة المتوقع حسب المعطيات يوحي بسيطرة الريال وبنسب استحواذ أعلى، في المقابل سنرى اندفاعاً بدنياً قوياً من لاعبي الأتلتي، لكن هل سيستمر هذا الاندفاع طوال مجرى اللقاء خاصة في بداية الموسم مع عدم وصول لياقة الفريق للقمة؟ لننتظر.