اليوم نرثي شخصاً عزيزاً على قلوبنا في الشارع الرياضي البحريني فهاهو اليوم الثالث يمر على رحيله بكل هدوء ودون إزعاج عن هذه الحياة حيث عاش بسيطاً ومات بسيطاً على الرغم من مشاغباته الجميلة في مدرجات الصالات المغلقة حيث عرف عاشقاً للحصان الأبيض منذ أيام الوحدة حتى النجمة على الرغم من عدم اقتناعه رحمه الله بالدمج وتمسكه بشعار نادي الوحدة الشهير «الحصان العربي» فقد عرف العاشق الأكبر لهذا الكيان المكون من أربعة أندية في العاصمة هي «العربي، اليرموك، الولعة والوطني» باندماجهم في جسم الوحدة الذي شكل ثقلاً في الساحة الرياضية في جميع الألعاب على الرغم من إمكاناته المتواضعة فكان أول نادٍ يحصد بطولة خارجية للبحرين في لعبتي كرة اليد والكرة الطائرة.
خليفة القادم من اليرموك للوحدة أحس ببساطة النادي وإمكاناته التي كانت تعبر عن شخصيته البسيطة ظاهرياً والكبيرة في المقام والتعبير فعلى الرغم من بساطته «خليفة» إلا أن كلماته كانت تحمل من المعاني ما يعجز عنها المثقفون فهو المرح بكلماته وحركاته التي أخفت معاناة وآلام سنين.
من يعرف خليفة يدرك مدى بساطته ويدرك معاناته وهو أحد رجال الزمن الجميل المليء بالإنجازات والذكريات الجميلة، فمن يعرف خليفة يعرف من هو عاشق «الجنرال نبيل طه» فكم كان يعشق نبيل وكم حمله على أكتافه بعد كل بطولة وكم نزلت دموعه فرحاً بعد كل بطولة يحرزها الوحدة آنذاك وكم تساقطت دموعه حزناً لكل سقطات النجمة وخسارة يقع فيها أي فريق نجماوي، رغم عدم تقبله لاسم النجمة حتى آخر أيامه لكن عشقه للكيان يجعل ارتباطه التلقائي به يسقط دموع الحزن والأسى.
رحلت وتركت حلمك بعودة الحصان العربي الأصيل للبطولات، رحل وستخلد ذكراه عند كل نجماوي غيور، فوداعاً «بوخليفة» فقد توقفت ساعتك وارتحت من معاناتك لكنها مستمرة حتى العودة للأضواء من جديد والصعود لمنصات الذهب وتأبينك لن يكون إلا بالذهب يهدى لروحك.
رحمك الله يا خليفة وإلى جنان الخلد إن شاء الله...