إذا كان المنتخب البرازيلي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس العالم مرشحاً قوياً للمنافسة على الفوز بكأس العالم 2014، فإن الفريق التشيلي قد أعد العدة للإطاحة بالمرشح الأبرز وركب سفينة التألق خاصة بعد فوزه على حامل اللقب الفريق الإسباني.. إذ يرى الكثير من أنصار الفريق البرازيلي والأعداء أيضاً بأن هذا الفريق قادر على إحراز لقبه السادس على أرضه وبين جماهيره بكل يسر وسهولة إذا ما استطاع تخطي عقبة الفريق التشيلي خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار طريقة المدرب «سكولاري» بالاعتماد على الواقعية وعدم المبالغة في الطرق الاستعراضية التي دأب الفريق اللعب بها في السنين الخوالي.
فالمدرب البرازيلي «سكولاري» فرض أسلوبه على الفريق، وجعل منه وحدة مقاتلة تمتلك الكثير من الأسلحة التي تمكنها من التغلب على منافسيها في غمضة عين مثلما جرى للفريق الكرواتي عندما تجرأ على الفريق البرازيلي وبادر بالهجوم فكانت النتيجة كارثية. فالفريق البرازيلي لم يعد يلعب للإمتاع والإبداع، وقد لا يقنع في كثير من الأحيان، لكن الفريق غالباً ما يفوز، وذلك بممارسة اللعب بواقعية، مستلهماً ذلك من أسلوب المدرب «سكولاري» الذي ينص على جعل فريقه مشدوداً بوثاق تكتيكي أكثر تلاحماً جعل منه مرشحاً فوق العادة للفوز باللقب العالمي بالرغم من المنافسة الشديدة من العديد من الفرق.. والملاحظ بأن العديد من الفرق التي كان يخشى بأسها قد غادرت البطولة ومنها الفريق الإسباني حامل اللقب، الفريق الإيطالي صاحب البطولات العالمية الأربع، الفريق الإنجليزي أحد كبار اللعبة، وجميع ذلك يمهد الطريق للفريق الأصفر بمعانقة الكأس السادس.
لكن ما يخشى على الفريق البرازيلي بأنه في كل مرة يكون فيها الفريق بمثل هذه القوة تكون النتيجة كارثية.. فإذا عدنا بالذاكرة إلى العام 1950م في يوم البطولة النهائي إذ غصت مدرجات إستاد «المركانا» بحوالي 200 ألف متفرج جاؤوا ليشهدوا نصر البرازيل المتوقع، فالبرازيل يكفيها التعادل في المباراة للفوز باللقب. فجاءت المباراة على غير ما تمناها الفريق البرازيلي، إذ استطاعت الأوروجواي الفوز بعد أن تخلت عن الحذر الدفاعي وانطلقت إلى الهجوم فكانت الإثارة والندية في المباراة ليعلن الحكم الإنجليزي النهاية المأساوية.. وفي عام 1982م كان منتخب البرازيل المرشح الأوحد، وأحد أفضل المنتخبات في تاريخ كرة القدم. سقط سقوطاً مدوياً أمام ملوك «الكاتاناشو» الطليان.. بكي كل عشاق الكرة الجميلة على اغتيال الفن البرازيلي على يد فريق يمتلك دفاعاً شرساً بقيادة الجزار «جنتلي»، وهجوما محظوظا يقوده الداهية «باولو روسي».
الآن جميعنا على موعد مع الكرة الواقعية المتمثلة في الفريق البرازيلي الذي يتربص به الجميع، والجميع يود اغتياله من جديد مثلما فعل الجزار «جنتلي» ورفاقه.. فهل استوعبت برازيل «سكولاري» الدروس السابقة لتفادي سقوط جديد؟