ابتكار المشكلة وطرح حلولها صناعة شأنها شأن صناعة النجوم، استراتيجية اعتمدتها المعارضة وأدواتها الإرهابية بتخطيط وتدبير إيراني للسيطرة على البلاد.
لا تختلف صناعة المشاكل في العالم من حيث كونها صناعة عن صناعة نجوم الفن والرياضة وغير ذلك، فكلها تستوجب الإعداد والتخطيط ووجود الأدوات واختيار التوقيت المناسب لطرح المنتج، إلا أن صناعة المشاكل تحتاج إلى صانع وأدوات بمواصفات مختلفة، فهي صناعة لا يمكن للأسوياء إتقانها، وهي مجال لمن يعانون مشاكل نفسية تمكنهم من التدمير والقتل وإضفاء الهموم على الناس وحياتهم، لذا فإن بعض الجهات التي تستخدم إثارة المشاكل للوصول إلى غاياتها تتبنى من البشر النموذج المريض الموالي لها ليصنع المشاكل لتحقيق غاياتها، وفي والوقت ذاته يحقق لنفسه السعادة ويشعرها بلذة النصر، نموذج تم إقناعه بأنه مظلوم ومضطهد على مر الزمان ليمرض نفسياً ويصلح لهذه الصناعة.
استراتيجية صناعة المشاكل في البحرين من قبل المعارضة إحدى الاستراتيجيات التي تستخدمها بعض دول العالم للتعامل مع القضايا المهمة، هذه الاستراتيجية تقوم على اختلاق المشكلة أولاً ثم ردة الفعل المقابلة ثانياً ثم الحل ثالثاً، بكل بساطة تفجير وقتل هنا، حرق وتخريب هناك، أعمال ومشاكل تختلقها زمر إرهابية، ثم انتظار ردة فعل الحكومة على هذه الأعمال ثانياً وتتمنى هذه الجهات أن تكون ردة الفعل قوية متسمة بالبطش ليأتي الحل من الخارج ثالثاً من خلال المطالبة بالتدخل الدولي لحل المشكلة، استراتيجية خطيرة وعدوانية لا تستهدف تحقيق مطالب آنية أو إصلاح في جانب معين بل تستهدف الوجود البحريني بأكمله والسيطرة على البلد، هذه الاستراتيجية لم يعد خافياً وقوف إيران ورائها فهي لا تخفي استقبالها لرموز الفتنة في البحرين وحثهم على تأزيم الأوضاع وتشجيعهم على أعمالهم الإرهابية بتدخل سافر في مفاصل الأزمة المفتعلة ومساهمتهم بإشعال نار الفتنة الطائفية وتدريبهم لمرتكبي الجرائم، استراتيجية استخدمتها في العراق ونجحت في السيطرة على الشعب إلى حد كبير، وتبقى أسئلة مهمة، إلى متى سيستمر هؤلاء بتطبيق هذه الاستراتيجية؟ وكيف تواجه؟ وهل حققت نتائجها؟ والجواب أن إيران تتعامل بسياسة النفس الطويل ولن تتخلى عن هذه الاستراتيجية وستبقى تختلق المشاكل، ومواجهة هذه الاستراتيجية تستلزم النفس الطويل أيضاً والتعامل وفق القانون مع أدوات المشكلة، علماً أن هذه الصناعة لو روجت في دولة أخرى كأمريكا أو بريطانيا لما تعاملت معها بطول النفس ولفتكت بصانعيها، لكنهم يتربصون بغيرهم ويكيلون بمكيالين فهم أول من ابتكر هذه الصناعة.
استراتيجية صناعة المشاكل في البحرين لم تحقق نتائجها إلى الآن والسبب عدم قدرتها على تجاوز المرحلة الثانية المتمثلة بردة فعل الحكومة التي لم تسمح لها بالانتقال إلى المرحلة الثالثة، وعلى الرغم مما خلفته من قتل وتخريب إلا أنها كشفت حقيقة صناعها لكل المخدوعين بهم.