تابعت سيناريو «فيلم» تنصل الإنجليزي المغمور «هيدسون» من مسؤولية قيادة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ونقض العقد المبرم بينه وبين اتحاد كرة القدم بحجة تلقيه عرضاً مغرياً من الاتحاد النيوزيلندي، جعله يصر على الرحيل حتى وإن كان ذلك سيكلفه دفع الشرط الجزائي أو الدخول في مناوشات قانونية مع اتحاد الكرة مخولاً محاميه بمتابعة إجراءات فسخ العقد، في الوقت الذي اضطر اتحاد الكرة إسناد مهمة قيادة المنتخب في المرحلة المقبلة إلى مواطنه أدريان مدرب المنتخب الأولمبي مكرراً أسطوانة استبدال تايلور بتلميذه هيدسون.
شخصياً لست حزيناً على قرار هيدسون بترك قيادة الأحمر لأنني كنت أساساً ضمن طابور المعارضين للتعاقد معه خلفاً للأرجنتيني كالديرون، ولم أكن مقتنعاً بما قدمه هذا المدرب للكرة البحرينية ولا يمكن أن أعتبر الفوز بلقب الأولمبية الخليجية أو التأهل إلى نهائيات أمم آسيا معايير لنجاح هذا المدرب نظراً لضعف المشاركة الأولمبية الخليجية في النسخة الخامسة والأداء الفني الباهت الذي قدمه منتخبنا فيها رغم فوزه باللقب الذي تم تهويله إعلامياً لدرجة جعلت هيدسون يشعر وكأنه حقق بطولة العالم، خصوصاً وأنه اللقب الأول في سجله التدريبي بينما لم يكن اللقب الأول بالنسبة لمنتخبنا الأولمبي الذي سبق أن حقق ذهبية دورة الألعاب الخليجية الأولى في عام 2011 بقيادة أستاذ هيدسون المدرب الإنجليزي تايلور.
بينما كان أمر تأهلنا إلى نهائيات أمم آسيا محسوماً منذ اللحظة الأولى التي انتهت إليها القرعة بوضعنا في مجموعة ضعيفة.
إذاً فقرار «فرار» هيدسون إلى نيوزيلندا ليس مأسوفاً عليه، إنما أسفنا على الوقت الذي أهدره اتحاد الكرة مع هذا المدرب المغمور الذي اتخذ من البحرين محطة للترويج لنفسه ووجد من اتحاد الكرة كل التسهيلات بما في ذلك السماح له بالعمل كمحلل فني في قناة «بي ان سبورت» خلال بطولة كأس العالم الأخيرة، تاركاً المنتخب الوطني يتدرب تحت إشراف مساعديه.
ليس هذا فحسب بل إن الرجل تمادى في تعامله مع إدارة الاتحاد التي مدت إليه اليد ومنحته الثقة عندما تجاهل كل الاتصالات لدعوته إلى الاجتماع التشاوري حول رغبته فسخ العقد.
رب ضارة نافعة، فقد يكون «فرار» هيدسون فاتحة خير جديدة للكرة البحرينية بشرط أن يستفيد الاتحاد من الدرس الابتزازي الهيدسوني، وإن كان قرار إسناد المهمة القادمة إلى الإنجليزي الآخر أدريان لا يحمل في طياته الكثير من مساحات التفاؤل، إلا إذا كان الاتحاد ينوي البحث الجاد عن مدرب يفوق في كفاءته وخبرته كلاً من هيدسون وأدريان ويلبي طموحاتنا جميعاً لخوض الاستحقاقين القادمين في الرياض وسيدني، مع تمنياتي بتفعيل دور لجنة المنتخبات الوطنية «المهمشة» وجعلها شريكاً أساسياً في صناعة القرار.