هل جمعية الوفاق هي شيعة البحرين؟ هل هي عنوانهم؟ هل هي ممثلهم والمتحدث الرسمي باسمهم؟ هل لأن كل أعضاء الوفاق من الشيعة يعني أنه صار لها الحق أن تقول إنها تمثل شيعة البحرين وتعبر عنهم وتتسيد عليهم؟ هل أعطى شيعة البحرين هذه الجمعية حق تمثيلهم والتعبير عنهم والتحدث باسمهم؟ هل بإمكان هذه الجمعية أن تدعي أن ما تمارسه من أفعال وتطلقه من أقوال يعبر عن شيعة البحرين جميعاً؟الجواب للوهلة الأولى هو نعم، والجواب للوهلة الأولى أيضاً هو لا. لا يقول بنعم إلا من يعتقد أن كل الشيعة في البحرين أعضاء في جمعية الوفاق، ولا يقول بنعم إلا من يعتقد أن كل شيعي في البحرين هو بالضرورة عضو في هذه الجمعية أو مناصر لها ومؤيد منذ لحظة ولادته، قبل أم لم يقبل. ولا يقول بلا إلا من يرفض هذا التفكير ويرى أن جمعية الوفاق مجرد مؤسسة تضم مجموعة من الأفراد يؤمنون بأفكار معينة ويسعون إلى تحقيق أهداف معينة لا يمكن أبداً فرضها على الآخرين ممن ينتمون إلى نفس المذهب الذي ينتمون إليه، وأن حالها حال أي جمعية سياسية لا تعبر إلا عن نفسها والأعضاء المنتمين إليها والمدونين فعلياً في سجلاتها.يقال -والعهدة على الراوي- إن الوفاق اعتبرت الأسماء التي وردت في العريضة التي وقع عليها في منتصف العقد الأول من هذا القرن (عددهم كما قيل نحو خمس وثلاثين ألف شخص) في المظاهرة الرافضة للشق الجعفري من قانون الأحوال الشخصية أعضاء في الجمعية! ويقال إن هذا الرقم الذي يضاف إليه الرقم الحقيقي لعدد الأعضاء هو أساس تفسير عدم قانونية المؤتمرات التي عقدتها الوفاق، ذلك أن العدد الفعلي الذي حضر تلك الاجتماعات لا يمكن أن يصل إلى 10% من هذا العدد من «الأعضاء» المدونة أسماؤهم في سجل الجمعية. لست متأكداً من هذه المعلومة؛ لكنها إن صحت فإن هذا يعني أن الوفاق تعاني من مشكلة عليها التخلص منها، ويعني أيضاً أن الوفاق تعتقد أن من حقها أن تعتبر كل شيعي عضواً في الجمعية أراد أم لم يرد، ولعلها تدفع عنه رسوم الاشتراك من دون أن يعلم!الوفاق جمعية سياسية تضم مجموعة من الأفراد الذين يؤمنون بأفكار معينة ويعملون ضمن استراتيجية مقرة من قبلهم وينفذون خططاً يتفقون عليها لتحقيق مجموعة من الأهداف، كما هو الأمر مع أي جمعية سياسية تعمل ضمن القانون، لكنها لا تستطيع أن تقول إنها تعبر عن كل شيعة البحرين أو أن كل شيعة البحرين يوافقونها على ما تقول وما تفعل. ليس كل شيعة البحرين أعضاء في هذه الجمعية، وليس كل شيعة البحرين يوافقون هذه الجمعية على ما تقول وتفعل وما تتخذ من مواقف، فهي لا تمثلهم وإنما تمثل نفسها وأعضاءها فقط، بل أنه ليس كل أعضائها يوافقونها على ما تتخذه من قرارات وتمارسه من أفعال وتنفذه من فعاليات. الوفاق لا تمثل الشيعة ولا تعبر عنهم بالضرورة، ولا يمكن أن يقال إن ما تقوله هذه الجمعية هو ما يقوله الشيعة في البحرين. هذا أمر ينبغي أن يكون واضحاً للجميع، وينبغي أن يؤكد عليه رموز الشيعة والعائلات الشيعية المعروفة وتؤكد عليه هذه الجمعية التي أضاعت البوصلة، فلم تعرف كيف تستدل على الطريق الذي يمكن أن ينفعها وينفع الوطن. حتى لو افترضنا أن عدد أعضاء الوفاق هم الخمس والثلاثين ألفاً «أصحاب العريضة»، وأن أعضاءها الحقيقيين خمسة عشر ألفاً فإنه لا يمكن أن يقال إنها تعبر عن كل شيعة البحرين أو تمثلهم.