هذه الأصوات التي تحرم على الدولة التجنيس؛ هي تلك الأصوات التي باركت البدون من الأصول الإيرانية من 2001 - 2003، وباركت تجنيس من يسمون بالمبعدين الذين خرجوا من البحرين 100 فرجعوا عشرات الآلاف، قامت الدولة بتجنيسهم، والأمر لم يتم عند التجنيس؛ بل التدليل فقدمت لهم الوظائف والمعاشات التقاعدية والإعانات والوحدات السكنية، هذه الأصوات التي تستنكر عملية التجنيس هي أغلبها من قامت الدولة تجنيسهم منهم في الماضي البعيد والقريب، وهم من أصول إيرانية وبعض منهم باكستانية وكازخستانية، ليس لهم علاقة بالعروبة لا خال ولا عم، وعلاوة أنهم أضروا بالتركيبة السكانية البحرينية الأصيلة، احتفظ بعضهم بولائه المطلق لإيران ومازالوا عليه لهذا اليوم.هذه الأصوات التي تقول اليوم إن التجنيس هو مشروع تدميري للهوية الوطنية وأنه أسوأ مشروع شهدته البحرين خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة؛ نقول لها بأن تدمير الهوية الحقيقي بدأ عندما تم استقدام الإيرانيين وأهالي المحمرة والنجف في العقود الماضية، والتي أخلت بالنسيج العربي القح، وذلك حين قامت الدولة بتجنيسهم آنذاك وحصلوا على كل ميزات المواطن، بل خطفوا منه مناطقه ومزارعه وسيطروا على اقتصاده ومؤسساته، وها قد شهدنا آثار هذا التجنيس عندما قام أبناؤهم وأحفادهم بالعصيان المدني وخربوا المنشآت وعطلوا المصانع، وشاركوا في المؤامرة الانقلابية، وذلك عندما لم يراع التجنيس ولاء هذه الفئات للدولة، ولم يشعر يوماً بانتمائه إلى الخليج العربي، بل ظل انتماؤه الذي تناقله الأجداد إلى الأحفاد ولاءً مطلقاً لإيران.دولة البحرين هي دولة عربية تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً شعباً وحكاماً، ولم يمكن أن تكون غير ذلك، فالتاريخ لا يستطيع أحد طمسه وتبديله على الأهواء وعلى مطالبات شعبية كانت أو دولية، لأنها الحقيقة التي بنيت عليها وقامت عليها حضارة البحرين، وأن الادعاء الذي تروجه الوفاق بأنه تجنيس سياسي لتغيير التركيبة السكانية، فهو ادعاء باطل، خاصة أن هذه الجمعية عرفت معارضتها ورفضها لكل خدمة تقدم لأهل البحرين سواء كان مواطناً أصلياً أو مواطناً باكتساب الجنسية، وخاصة عندما تصنف هذه المعارضة المواطنين بين بلطجية ومرتزقة وغيرها من تسميات عنصرية، تدل عن العقلية الطائفية المترسخة التي لم تتغير لدى هؤلاء منذ عهود أجدادهم الذين ربوا أبناءهم على الولاء لإيران، وهذه حقيقتهم التي لا يمكن نكراها عندما تشهد أقوالهم وأفعالهم، وها هي تقاريرهم وخطبهم تشهد على هذا الولاء الخالص.أما ادعائهم بأن مشروع التجنيس هو مشروع تدميري، فنقول إنهم من الذين دمروا وخربوا البحرين؟ وقولهم بأنه يضرب في نسيجها الوطني وهويتها الوطنية، نقول إن من ضرب بالنسيج الوطني هو الذي من يقطع الطريق ويقتل رجال الأمن، فكم من مواطن ورجل أمن بحريني قتل وأصيب على يدهم؟ وكم من موظفين قطعت أرزاقهم في المؤسسات التي يسيطرون عليها؟ وها هي مطالبهم في الحوار تثبت هذه العنصرية والكراهية لأهل البحرين عندما يرفضون مشاركتهم في الحوار عندما طالبوا الحوار أن يكون الحوار بينهم وبين الدولة.وما مناشدتهم للمجتمع الدولي اليوم بأن يقف مع مطالب المعارضة لوقف التجنيس، إلا دليل عدم وطنيتهم وعدائهم للبحرين وسعيهم الدائم أن تكون البحرين تحت وصاية الأمم المتحدة، والذي بدورها تسلم لهم الحكم كما سلمت حكم العراق لأتباع إيران، والذي لو تحقق لهم ذلك لفعلوا كما فعلت الحكومة العراقية التي قامت باستبدال الشعب العراقي العربي بإيرانيين، حيث قامت بتجنيس الملايين منهم مقابل إبادة الملايين من أهل العراق، وتهجير الملايين واعتقال الملايين منهم، فهذه هي العنصرية والطائفية التي تبدأ برفض المكون الآخر بمختلف المبررات إذا لم يتمكنوا من حكم الدولة، ولكن بعد أن يتمكنوا من الحكم سيتحول الرفض إلى استئصال وإبادة، ولا نقول هذا عبثاً إنما من أحداث عشناها ولا نزال نعيشها عندما شاهدنا كيف تستهدف حياة الأبرياء من المواطنين ورجال الأمن من قبل مليشياتهم وتحريض رجال دينهم، الذين سيفتون بعدها بسفك دمائنا كما أفتى مرجعياتهم في العراق وإيران بسفك الدماء.- إلى شعب البحرين..ليس هناك أكبر من نعمة الأمن؛ فلندعُ الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، الذي لا يمكن أن يكون إلا بالتفافنا حول قيادة هذا البلد، وعدم فسح المجال لأولئك الذين يحاولون فصل أهل البحرين عن حكامهم، حتى يتمكنوا من سدة الحكم، الذي قسماً بالله لن يرحموا فيكم طفلاً رضيعاً ولا شيخاً كبيراً وها أنتم تشاهدون ما حل بالعراق وسوريا.