هل ما يحدث في البحرين هو نفسه ما حدث في اليمن؛ وإن اختلفت الطريقة والطبيعة؟ هل ما يحصل في البحرين هي نفسها عملية «حرث الأرض» الإيرانية؟ وذلك كما ذكر تقرير نشره «مركز التأصيل للدراسات والبحوث»، وهي عملية تقوم على إزالة كل ما على الأرض تمهيداً لزراعتها من جديد بتحويلها إلى ولاية اثنى عشرية فارسية.
كما ذكر التقرير أيضاً أن الحوثيين يقومون بنشر المدارس الخاصة في كافة المحافظات اليمنية بأسماء مستعارة لغرس بعض الأفكار بين الأطفال، كما إن المدارس الحكومية المختلطة تؤسس علاقات اجتماعية وودية بين الطوائف، مما يحد من عملية غرس الحقد الطائفي، حتى تتخرج أجيال بنسخة الحرس الثوري الإيراني وميلشيات المالكي وتتولى عمليات الإبادة ضد أهل السنة دون رحمة، نتساءل هنا؛ كم من المدارس الخاصة التي انتشرت في البحرين مثلها؟
نعود إلى صنعاء؛ حيث ذكر التقرير نفسه أنه لا يوجد شارع أو حي في صنعاء إلا وفيه منزل حوثي تحتوي كافة الأسلحة، وهنا نأتي إلى البحرين حين يشهد الواقع كيف تغيير وجه المنامة وتحول أهله الأصليين وحل مكانهم آخرون، وهي عملية مدروسة تم تنفيذها على مراحل ومنذ عقود، حينما غفلت الدولة عن العاصمة وتركتها، ومازالت، دون ملاحظة التداول، وعملية الحرث هذه لا تقتصر على المنامة؛ بل كافة المناطق التي يتم فيها تهجير أهلها الأصليين، بعد أن أصبحت مناطقهم وأحياؤهم هدفاً للعمليات الإرهابية اليومية لإجبارهم على النزوح منها، كذلك تعمد تشغيل مكبرات الصوت والتي تبدأ منذ الفجر إلى منتصف الليل بمناسبة وبدون مناسبة، خاصة في المناطق المختلطة ومنها مدينة حمد، فهذا جزء من عملية «حرث الأرض».
نأتي إلى الأسلحة التي يمتلكها الحوثي، حيث يشير التقرير أن أسلحة ميلشيات الحوثي منها ما ظهر ومنها لايزال في السراديب والمعسكرات المغلقة، ومن هذه الأسلحة ما سربه بعض القادة في الجيش اليمني، والذين لايزالون يديرون مناصب عليا في الجيش، ونأتي إلى هذه المسألة التي نتأكد منها سر إصرار الوفاق في فتح المؤسسة العسكرية ومطالبتها أن يكون أتباعها في مناصب عليا، بعد أن استطاعوا فتح المؤسسة الأمنية وسيطروا على إدارات، ومنها إدارة المرور، وهي من أهم الدوائر الأمنية حين تجوب مركباتها وأفرادها كل المناطق ولديها كافة المعلومات عن المواطنين، ولديها صلاحياتها أكبر من صلاحيات الدوريات الأمنية، ومنها توقيف أي سيارة بأي حجة أو ملاحقتها، ولديها الكثير من المعلومات حول أوقات المواكب الرسمية وخطوط مروها.
العلاقة الوطيدة التي تم تأسيسها بين كافة إدارات الوزارات بحكم أن إدارة المرور إدارة خدمية هي جزء من عملية «حرث الأرض»، والتي يتم تنفيذها عبر المطالبات والضغط بدعوى التمييز والتهميش، حتى يتحقق لهم ما يمكنهم من إتمام عملية «الحرث»، والتي لن تتم إلا عن طريق تطويق المناطق الرئيسة والتغلغل فيها، كذلك بالنسبة لمؤسسات الدولة التي استطاعوا أن يتغلغلوا فيها ومنها الشركات الحيوية الكبرى، كذلك سيطرتهم على كافة الأنشطة الاقتصادية والإنشائية والغذائية، وسيطرتهم على قطاع التعليم والتدريب وكل ما يمكن لتسريع عملية الحرث وإتمامها بنجاح.
إن وصول الحوثيين إلى صنعاء هو تتويج لعملية «حرث الأرض» بعد أن سهلت لهم الدولة ذلك أبان حكم علي صالح، والذي حاول أن يسترضيهم بتمكينهم حتى نزعوا الحكم منه، وكذلك ما حدث في البحرين منذ 14 فبراير 2011 إلى اليوم هو أيضاً تتويج لعملية «حرث الأرض»، وقد شهدنا كيف كانت الأرض محروثة عندما تمكنوا من تعطيل مؤسسات الدولة وشركاتها، وما حدث في قطاع التعليم واحتلال المراكز الصحية ومستشفى السلمانية والشوارع الرئيسة في البحرين، وها هم يواصلون عملية الحرث، لذلك نشاهد تركيزهم الإعلامي وتقاريرهم عن الدولة في القضايا الحقوقية عن التهميش والإقصاء والتمييز، وذلك كي تكون جميع الخدمات الإسكانية وفرص التوظيف في كافة مؤسسات الدولة وشركاتها في فترة ما بعد المصالحة محصورة فيهم، هي نفسها العملية التي تمت في اليمن وتوطيد الحوثيين نفوذهم بعد المصالحة مما هيأ لهم الطريق من صعدة إلى صنعاء.
إنها عملية حرث من صنعاء إلى البحرين، وإن اختلفت الطريقة باختلاف الطبيعة إلا أنها تسير إلى هدف واحد وهو دولة اثنى عشرية في اليمن والبحرين، إنها عملية لتغيير وجه الخليج، بعد أن سكتت دوله عن التغلغل الحوثي في اليمن والصفوي في البحرين.
- للدولة..
يتداول في الأخبار قيام بعض اليمنيين في الخليج، ومنهم في البحرين، بتقديم جوائز للقبض على إرهابي في مذبحة جنود حضرموت، وهو ما يدخل ضمن مخالفة الإقامة، والحكومة اليمنية هي كفيلة بما يجري في أراضيها، وأن مثل هذا التصرف المشبوه قد يكون خلفه يد إيرانية، وعلى الدولة أن تتدخل لمنع مثل هذه التصرفات.