المنظمة الدولية نادراً ما تناولت الجماعات المتطرفة القريبة من إيران كحزب الله أو أحزاب الدعوة وغيرها ضمن أجندتها

القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بالموافقة على قطع التمويل عن الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا «داعش وجبهة النصرة» قرار مهم، ولكن هناك قرارات أخرى كان بالإمكان اتخاذها وتكون أكثر فائدة لحفظ الأمن والاستقرار.
القرار يستهدف فقط كلاً من «داعش» و«جبهة النصرة»، ولكن هناك مجموعة من الجماعات المتطرفة النشطة في الشرق الأوسط كان بالإمكان اتخاذ قرارات أممية ضدها للحد من تنامي التطرف في المنطقة.
أممياً، فإن المنظمة الدولية نادراً ما تناولت الجماعات المتطرفة القريبة من إيران كحزب الله، أو أحزاب الدعوة وغيرها ضمن أجندتها. وإذا تمت المقارنة بين نطاق اهتمام الأمم المتحدة بالمنظمات السياسية الإسلامية السنية مقارنة بنظيرتها الشيعية فإن هناك بوناً شاسعاً يشكك دوماً في مصداقية هذه المنظمة وقراراتها المسيسة طبعاً.
الشرق الأوسط ليس بحاجة لمعالجات أحادية لاستهداف بعض الجماعات المتطرفة، بل بحاجة لمنظومة أكبر قادرة على استهداف كافة الجماعات الإرهابية والمتطرفة وليس مهماً انتماءات كوادرها أو حتى الأيديولوجيات المتبناة. فالإرهاب والتطرف ليس لديه دين أو مذهب أو عرق، وينبغي محاربته بكافة أشكاله وصوره.
قبل نحو 10 سنوات من اليوم اهتمت المنظمة الدولية بمحاربة القاعدة كتنظيم إرهابي متطرف، واتخذت دول العالم إجراءات مختلفة للقضاء على هذا التنظيم. فهل انتهى الإرهاب؟
كلا، لم ينته الإرهاب، بل ظهرت جماعات أخرى متطرفة على غرار تنظيمات ولاية الفقيه وداعش وجبهة النصرة وغيرها. واليوم رغم الجهود الدولية لمواجهة داعش والنصرة، وهي جهود متوقع أن تستغرق وقتاً طويلاً للقضاء على مثل هذه التنظيمات، فإنه لا توجد ضمانات لعدم ظهور جماعات متطرفة في المنطقة مستقبلاً.
في الماضي كانت القاعدة، واليوم داعش والنصرة، ومستقبلاً ستكون هناك تنظيمات أخرى، والسبب أن المعالجات تقتصر دائماً على استهداف التنظيم من كوادره ومصادر تمويله وخلاياه المتعددة والممتدة جغرافياً. بالمقابل لا يتم استهداف البيئة التي ظهر فيها هذا التطرف، بل تكون المعالجة عندما يظهر التطرف.
البيئة غير المستقرة في مجتمعات الشرق الأوسط عامل مهم في ظهور التطرف، وإذا لم تستهدف هذه البيئة، يظل تحدي ظهور الجماعات المتطرفة قائماً باستمرار ودون توقف.
وهذا لا يعني تجاهل دور العوامل الخارجية في زيادة خصوبة بيئة مجتمعات الشرق الأوسط لظهور الجماعات المتطرفة التي سرعان ما تتحول إلى تنظيمات إرهابية، وتبسط نفوذها على مناطق واسعة من المنطقة التي تعاني من استقرار الفوضى.