هل كثرة الإنجاب يجنب دول العالم مخاطر النكبات؟ وهل كثرة العدد تقوي اقتصاد أو تزيد من قوة البلاد؟ ثم أي نبي من أنبياء الله غلب بكثرة العدد كي يظهر لنا اليوم علي سلمان بدعوى ظاهرها رحمة وباطنها عذاب؟ اليوم يظهر لنا بثوب المحب الودود لأهل السنة ويوجه نداءً مشتركاً بينهم وبين الشيعة يدعوهم لزيادة الإنجاب والإنتاج بزعم مواجهة مشروع التجنيس.واليوم نفتح ملف زيادة الإنتاج والإنجاب الذي يريد منه علي سلمان أن يحكم البلد ويغلب الدولة، هذه الإنتاجية التي كان يتبعها مشروع الولي الفقيه للسيطرة والتمدد في أي دولة يكون فيها، وهي من أسباب الفاقه التي يعيشها بعض المواطنين عندما ينجب أربعين من الأبناء، وهذا موجود في البحرين، ولكن ماذا قدم هؤلاء للبحرين عندما كبروا؟ هنا يأتي دور البركة عندما تكون النوايا صافية في زيادة الأبناء لتقوية الأمة لا لخرابها ونشر الفساد في أرضها، وقد عشنا المؤامرة وشاهدنا كم الأطفال والأبناء الذين شاركوا في المظاهرات، حيث تركوا روضاتهم ومدارسهم وطيف بهم في الشوارع يهتفون بإسقاط النظام، هذه هي السواعد التي سيهدم بها حاضر البلاد ومستقبلها، وذلك عندما يتربى الأبناء على عقيدة هدم الدولة، وهي أساس الدعوة التي أطلقها علي سلمان.ثم نسأل علي سلمان ونقول له؛ الآن صار السنة من أهل البلد الطيبين، وبالأمس كانوا بالنسبة لك بلطجية عندما خرجوا ضد مؤامرتك الانقلابية، الآن تريد منهم زيادة الإنجاب بعدما تصديت لأبنائهم في البعثات والتوظيف وخدمات الإسكان، والآن صارت العوائل العربية كريمة وتطالبها بعدم الهجرة كي يواجهوا الدولة.نعم؛ إنه المكر والخبث الذي يريد منه أن يصل إلى قلوب أهل السنة وينتهز فرصة هجرة بعض العوائل العربية من البحرين، هذه الهجرة التي لم تدر في بالهم يوماً، إلا بعدما عثت فساداً أنت ومليشياتك وحرقت شوارعهم وحرمت عليهم الفرح والسرور في أعيادهم، وهاجمت مدارسهم، وحبستهم في منازلهم، هؤلاء الذين استحللت أعراضهم وأموالهم عندما حاصرت نساءهم في الشوارع وهاجمت مليشياتك بناتهم في الجامعات والمدارس، ولا زال هذا الإرهاب الذي يستهدفهم حتى اليوم.ونذكرك أيضاً عندما سرت بمليشياتك المسلحة إلى الرفاع وتصدى لك أبناء هذه العوائل الكريمة فردوك مدحوراً، فهذه العوائل الكريمة ستبقى كريمة وعزيزة ولن تقبل أن يمس البحرين يوماً سوء، سواء كانت فيها أو بعدت عنها، فالبحرين في قلب كل بحريني أصيل، وها هم أبناء القبائل العربية التي نزح بعضها في الخمسينات والستينات والسبعينات لا زالت قلوبهم وقلوب أبنائها تحمل كل الولاء والمحبة للبحرين، وها هم يهبون لنجدتها عندما تستغيث، لأن العوائل العربية الكريمة هي امتداد لبعضها لا تمنعها فواصل جغرافية، فشعوب الخليج شعب واحد، إذاً هي دعوة آثمة عندما تكون فيها النية إنجاب أبناء ليكونوا معاول تهدم بهم الأمة. وهاهي الآية الكريمة في قوله سبحانه وتعالى (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)، إذاً كثرة الأولاد والجاه ليس سعادة ولا يؤتى بها جاه ولا سلطان، وإنما هي الفئة القليلة التي غلبت فئة كبيرة، وبذلك يكسر الله سبحانه وتعالى معادلة الإنجاب بزيادة القوة والسلطان، وها هي الرسل والأنبياء يبعثها الله نبياً نبياً، فلا يبعث الله نبياً بأبنائه ولا بأهله، وأنما يصطفيهم بين عباده ليهدي بهم أمة من الخلق، وها هو نبي الله موسى وأخوه هارون يواجه فرعون وجنوده فينصره الله، وكذلك هم باقي الأنبياء والرسل، وكذلك القادة في الجيوش الإسلامية الذين فتحوا الأمصار وحكموا البلدان، هم أشخاص معدودة أسماؤهم في كل خلافة إسلامية مرت بالأمة.وها هو الماضي القريب للقائد صلاح الدين الأيوبي الذي استطاع أن يقضي على الدولة الفاطمية في مصر وأن يحرر فلسطين، هو وحده لم يكن معه أخوانه ولا عشيرته، بل هو الجهاد في سبيل الله من أجل خير الأمة، وهو الذي يجعل من الرجل الواحد ليس ألفاً بل مليوناً، وها هو ابن العلقمي شخص واحد وبنيته الخبيثة استطاع بمكره وخبثه أن يغدر بالأمة، إذاً فالمشكلة ليس العدد وإنما هي همة النفوس، فإن كانت طيبة فازت بها الأمة وإن كانت شريرة كانت وبالاًعلى الأمة.وهذه الدعوة بزيادة الإنجاب والإنتاج ما هي إلا دعوة شريرة، عندما تكون صادرة من خادم إيران ومن حرض على سفك الدماء ومن يسعى إلى إسقاط النظام واستبداله بنظام الولي الفقيه، وفي ظنه أنه قد يغلب باطله الحق، كما أنه يريد اليوم أن يتقرب للعوائل العربية ظناً أن هذه العوائل الكريمة قد تعصي الله ورسوله عندما تنضم إلى قافلة المفسدين في الأرض، فبعداً لك أن يتحقق رجاك، وأننا ندعو أهل البحرين الأصيلين أن يزيدوا الإنجاب ليعمروا الأرض بعبادة الله ومواجهة أعداء الأمة، كما ندعو العوائل العربية الكريمة بالصبر والثبات عند النوازل فإنها نوازل التمحيص.