تهتم التقارير التي تصنع في مطبخ «المعارضة» في الداخل وتلك التي اختارت أن تبقى في الخارج بالتركيز على أعداد المحكومين والمحتجزين، خصوصاً من هم في مقتبل العمر ممن تورطوا في أفعال تخل بالأمن وسلامة الوطن، والغالب فإن الأعداد التي تتضمنها تلك التقارير وموجهة بالدرجة الأولى إلى المنظمات الحقوقية كي تستثيرها وتكسب تعاطفها لتشاركها في فعل الإساءة للوطن مبالغ فيها ولا تعبر عن الواقع.
وأياً كانت تلك الأعداد فإن ما ينبغي من تلك المنظمات الدولية ومن العالم كله أن يدركوه ويفهموه جيداً هو أن جلالة ملك البحرين وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد لا يفرحهم وجود أي بحريني في السجن، خصوصاً الشباب الذين هم عماد الوطن وعدته، ولا أتردد عن القول إنهم يتألمون لوجود البحريني في غير مكانه الصحيح، لكنهم في الوقت نفسه لا يستطيعون تجاوز القانون وما قرره الشعب من تشريعات من خلال المؤسسات الدستورية، فالبحرين اليوم تختلف عن البحرين أمس وما قبله، حيث لم تعد الأمور تستجيب للخواطر ولرغبة الأشخاص، ولكن لحكم القانون ومؤسساته، ففي دولة القانون لا يمكن إلا احترام القانون وإلا فما قيمته؟
ومع هذا، فإن شعب البحرين يظل متمسكاً بالأمل وبما يتصف به جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من حكمة وحب لشعبه ورغبة في استكمال مشروعه الإصلاحي، والذي لفت العالم كله إليه، وبما عهد في جلالته من حب للخير وحنان يستوعب الجميع من دون استثناء فلا يصرف -الشعب- عنه فكرة أن يصحو ذات صباح على أخبار سارة تمهد الطريق أمام المرحلة الجديدة التي بشر بها جلالته في زياراته الرمضانية الأخيرة، وأكد عليها بطريقة أو بأخرى صاحب السمو رئيس الوزراء وصاحب السمو ولي العهد في زياراتهما الكثيرة إلى مجالس المواطنين في شهر الخير.
المتابع للتطورات المحلية وما يصدر عن القيادة من تصريحات وما تقوم به من أعمال؛ يسهل عليه التوصل إلى فكرة أن في الجو أخباراً سارة من شأنها أن تغير الأحوال في الساحة المحلية، وتؤكد للعالم أن الكثير مما وصله ويصله من تقارير صار البعض «يتفنن» في صياغتها ليست دقيقة ولا واقعية ويشوبها الكثير من الخلل ومغرضة.
لا تتوفر لدي معلومات مؤكدة عن الخطوات التي تعتزم القيادة الإعلان عنها في المرحلة القريبة المقبلة، ولكني كمتابع للشأن المحلي أتوقع أن الأحوال لن تبقى كما هي، وأن الكثير من التغييرات الإيجابية ستحدث سواء على مستوى وزراء الحكومة أو مجلس الشورى أو بعض ما تتضمنه تلك التقارير التي يراد بها الإساءة إلى مملكة البحرين.
لا أعرف ما يدور في الكواليس؛ لكني أقرأ الساحة فأتوقع أن الدولة مقبلة على الإعلان عن أمور طيبة من شأنها أن توفر كمية كبيرة من الفرح وتخلق حالة من الهدوء الذي ينبغي من الجميع توظيفه لصالح مستقبل البحرين وشعبها.
تعودنا من صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى ومن عضيديه سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد قدرتهم على اتخاذ القرارات في الأوقات الصعبة، وجرأتهم في اللحظات المفصلية التي تشكل انعطافة تضاف إلى سجل تاريخ مملكة البحرين، لذا فإن بلوغ شعب البحرين اللحظة التي أتوقعها ممكن، بل ممكن جداً، ولعل هذا يكون قريباً.
لا أراهن على تطورات الأحداث بقدر ما أراهن على ما تتصف به القيادة من حكمة وسعة أفق وصبر وطولة بال، وعلى ما يتملكها من حب لهذا الوطن الخير الذي هو نتاج رؤيتهم وفعلهم الطيب.
يقول العرب «تفاءلوا بالخير تجدوه»، لذا سأظل بناء على ما أراه من صفات ممدوحة في القيادة الحكيمة متفائلاً، وأتمنى أن يشاركني الآخرون هذا التفاؤل لنجد الخير الذي أودعته سطور هذا المقال قريباً.