بعد تجربة برلمانية دامت لثلاثة فصول تشريعية، يغفل كثير من الناس، بالأخص النواب ومن يعلن عزمه الترشح، عن نقطة هامة تتمثل بمعرفة مزاج الناخب، وبتبسيط الكلام، معرفة رأي المواطن الذي هو محور العملية الانتخابية؛ إذ بدون صوته لا يمكن للمرشح أن يصل للمقعد النيابي.
اقتصر الحديث عن الانتخابات النيابية هنا رغم الدور المهم الذي تلعبه المجالس البلدية، والسبب يعود للفكرة التي ترسخت بأن المقعد النيابي هو ما يمثل «الجاك بوت» أو «الجائزة الأعلى» للمترشحين.
عموماً، سنضع أولاً المشرع خارج العملية، فالبرلمان تأسس وترك للناس حتى يحددوا نوابهم، وبعيداً عن «الكلام المرسل» من البعض بأن هناك دعماً وتوجيهاً لبعض الشخصيات، إلا أنه يظل كلاماً في الهواء لانعدام الأدلة القاطعة المثبتة.
السؤال -وهو العنوان أعلاه- طرحته بالأمس في حساباتي الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، بغية معرفة آراء الناس وتوجهاتهم، وهو مؤشر بالغ الأهمية، يخطئ كثيراً من يغفله.
بالتالي هنا نتساءل بشأن ما يقوله الناس، وأدناه سأطرح عينات من الردود دون ذكر الأسماء، والتي هي موجودة في «الانستغرام» الشخصي وحساب «الفيسبوك».
هناك رأيان في المسألة، بديهياً هناك من يقول «نعم» وفي المقابل من يقول «لا»، لكن الفيصل في الموضوع هو إكمال إجابة التساؤل المتمثل بـ«لماذا»؟!
نستعرض الردود بـ «نعم» وأسبابها، فالمتفاعلون قالوا التالي:
- هي دعوة من ملكنا العزيز ودعوته لا ترد فهو صمام الأمان للبلد.
- هو حق للشعب ومكفول دستورياً، وهي ثقافة ديمقراطية من الخطأ التخلي عنها.
- سنصوت لأجل البحرين لا لأشخاص، وسنحاول إيصال الأفضل الذي يمكنه تمثيلنا خير تمثيل.
- من أجل البحرين الغالية ولاستمرار عجلة التنمية والتطوير، وهو واجب وطني.
- لا تراجع عن نصرة الوطن، بدأناها قبل ثلاثة أعوام وسنواصل للأبد.
- لا فائدة من المقاطعة لأن الكراسي ستمتلئ بكل الأحوال، سنحاول إيصال المثقفين والأكفاء والمعتدلين بفكرهم.
- طاعة الله والرسول بطاعة ولي الأمر، وهو حقي الدستوري وإن لم أجد المرشح المناسب.
- لا أستطيع العيش برأس من غير جسد كامل، وبعض أضلاع الجسد قد يضربها الفساد، لكن ينبغي أن تعالج، ويفترض أن يختار الناخب الطبيب المناسب لاستئصال الورم.
هذه عينة مدمجة لبعض الردود التي تؤيد التصويت وتورد السبب، في المقابل عينة مدمجة أيضاً لردود تقول بأنها لن تصوت وذكرت الأسباب، وهي كالتالي:
- لا توجد إنجازات تذكر لهم، كل مشاريعهم وخططهم ووعودهم لم ينفذوا شيئاً منها.
- هم من استفادوا من المزايا والتقاعد والسيارات والسفرات والحصانة على حساب المواطن الذي لم يستفد شيئاً.
- نريد رجال يثبتون على المواقف لا أشخاص يرتعدون أمام الأوامر أو الردود.
- لا يتحدثون عن الشعب وهمومه كالإسكان والرواتب والخدمات والفساد، ومن لا يتكلم عن الشعب هو أخطر عدو له.
- يشرعون قوانين ولا يقاتلون من أجل تطبيقها بالأخص القوانين الحامية للوطن، وتقارير ديوان الرقابة تكدست ولم يحركوا إزاءها ساكناً.
- نسوا المواطن، وكلمتهم غير مسموعة، رواتبهم ومزاياهم خسائر لميزانية الوطن.
- التصويت لأشخاص لا يستحقون ولا يحلون المشاكل الأساسية كيف يكون واجباً وطنياً؟!
- أعطيناهم فرصة 12 عاماً وسكتنا عن السلبيات فقدموا مصلحة الحكومة على المواطن.
هذه أيضاً عينة من الرأي الآخر نوردها فقط لنقف على آراء الناس، خاصة وأنه يبدو بأن انتقادهم لأداء المجلس لا يؤخذ بعين الاعتبار من قبل الواصلين للكراسي، في حين أنه لو أخذ به لكان أفضل خارطة طريق ترسم لمجلس قوي وفعال أساس عمله خدمة الناس والدفاع عن مطالبهم وحل همومهم.
الآن، هل الحل بالتصويت أم لا؟!
وجهات نظر متباينة وفيها من المبررات ما يقنع ويحترم، لكن يبقى المعيار الرئيس هنا والذي يمكنه أن يغير النظرة أو أقلها يجعل الناس تقدم مصلحة أهم على مصالح أخرى.
شخصياً أقول وأنا من بين أكثر الناس انتقاداً للبرلمان وكثير من أعضائه على سوء الأداء، أقول بأن الخلل ليس في البرلمان ككيان بل في الأدوات التي تصل له، إضافة لوعي غائب لدى كثير من الشرائح والذي لو كان موجوداً وتأصل وتعزز لما وجدنا المعوج والوصولي والضعيف والأفاق يصل لتمثيل الناس.
لكن الخلاصة في القول هنا بأن التخلي عن أبرز مقومات الحركة الإصلاحية الديمقراطية التي يقودها ملكنا الحبيب خطأ كبير، ولأجل البحرين وثقة بقائدنا شخصياً أقول «لأجل عين تكرم ألف عين»، وما هو أغلى لدينا من عيون أمنا البحرين؟!