مع تعليق جمعيات ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية (الفاتح) مشاركتها في جلسات حوار التوافق الوطني، وهو ما جاء بعد تعنت قوى المعارضة في مقاطعة الحوار وعدم الرجوع إلى طاولته التي لن تخرج البلد من ما تمر فيه إلا من خلال هذا الحوار الذي يجب على جميع الأطراف المشاركة فيه أن يكونوا صادقين في نواياهم في الولوج من عنق الزجاجة والأزمة التي لازلنا نعيش إرهاصاتها، وهو ما كان الأولى بالمعارضة أن تكون حريصة على الدخول في الحوار وعدم الانسحاب لأسباب واهية، وبعدها تتهم الحكومة والقوى الوطنية المشاركة بأنها هي من تضع العصا وسط العجلة.
لقد استبشرنا خيراً بعد دعوة جلالة الملك استكمال حوار التوافق الوطني في شقه السياسي، خصوصاً بعد أن انسحبت المعارضة من الحوار الأول بقيادة جمعية الوفاق، التي كعادتها في المقاطعة التي يبدو أنها أصبحت عادة لديها، فقد قاطعت الانتخابات وانسحبت من البرلمان والحوار، وها هي وباقي الجمعيات المعارضة تصر على ثقافة المقاطعة والمطالبة والانتقاد لأجل الانتقاد فقط، في حين أنها لا تريد الانخراط والمشاركة في العمل السياسي من داخل البرلمان، والذي كانوا هم من ينادون به إبان فترة التسعينات، في الحقيقة المعارضة متخبطة لا تعرف ماذا تريد ولا يوجد لديها أي بعد نظر للوضع السياسي في البلاد، فبدلاً من قيامها بالدعوة الى الهدوء والاستقرار في الشارع نراها لا تدين أعمال العنف التي تحصل يومياً واستهداف لرجال الأمن، في الوقت الذي تؤكد بأنها سلمية سلمية ولكن الواقع يخالف ذلك.
موقف جمعيات الفاتح والذي أوضحته في بيانها الذي أصدرته قبيل جلسة الحوار يوم الأربعاء الماضي أكدت أنها كانت جادة في الدخول بحوار يفضي إلى التوافق على نقاط مشتركة مع قوى المعارضة وممثلي السلطة التشريعية، ليس من أجل شي سوى مصلحة الوطن واستقراره، إلا أن عناد المعارضة السياسي أو كما يسميه البعض «الدلع» السياسي من خلال وضع شروط مسبقة على الحوار، وكأن لها نية مبيتة في إفشال الحوار قبل أن يبدأ وإثارة باقي الأطراف المشاركة في جلسات الحوار، أهذه هي المصلحة الوطنية التي تريدها المعارضة؟ اليوم توقف الحوار الوطني في البحرين فمن المستفيد؟ وهل بذلك ستحل قضايا الوطن والوضع الأمني والسياسي؟ لا سبيل ولا مناص من الحوار والجلوس على طاولته المستديرة وطرح جميع القضايا وفتح الملفات دون استثناء من أجل البحرين وشعبها وليس لأي شيء آخر.
ما يهمنا في الحقيقة هو الحوار الوطني الذي تأملنا به خيراً متى سيستأنف من جديد بوجود جميع الأطراف من قوى سياسية وممثلين للسلطة التشريعية والمجتمع المدني، والاتفاق على نقاط تكون منطلقاً للدخول في حوار وطني جاد وبروح ملئها حب الوطن وتقبل الآخر وعدم وضع شروط مسبقة ووضع العراقيل قبل البدء بهذا الحوار، كما يجب على من يجلس على طاولة الحوار أن ينبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، وأن لا يقبل بإقحام أطراف خارجية في الشؤون الداخلية الوطنية للبحرين من أجل تحقيق توافق وطني ومصالحة صحيحة وإعادة اللحمة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع البحريني الطيب.
- همسة..
كتبت سابقاً وسأعيد؛ أن باب الحوار الوطني كان ولازال وسيظل مفتوحاً على مصراعيه للجميع دون استثناء، وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك حفظه الله، فهل تعي قوى المعارضة هذه الكلمات أم أنها ستكابر وتفوت الفرصة تلو الأخرى؟