مثل عربي تعود قصته لامرأة فيها عيب اتهمت ضرتها السليمة به وعيرتها لتخرج نفسها من الموضوع، فما كان من الضرة السليمة إلا أن قالت: «رمتني بدائها وانسلت» لتذهب عبارتها هذه مثلاً بين العرب.
على الصعيد المعاصر تشهد بعض دول المنطقة مثل لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ثقافة يصدرها سياسيو طائفة بعينها تحاكي قصة هذا المثل وتعرف بالمفهوم المعاصر بثقافة الإسقاط، وهي ثقافة تبنى على إلقاء الأفكار والسلوكيات والأعمال غير المقبولة الصادرة من شخص أو حزب أو طبقة حاكمة أو معارضة على المقابل واتهامه بها والتهرب منها، كنوع من أساليب التبرير والهجوم، وما اتهام أولئك لخصومهم بالطائفية في هذه الدول إلا تحقيقا لهذه الثقافة.
تتفق الأعراف الدولية على أن من حق أي إنسان الانتماء لأي دين ومعتقد وطائفة والتصريح بذلك الانتماء، وعليه فمن غير المعقول والمنطقي اعتبار ذلك الانتماء أمراً طائفياً، كما لا يمكن اعتبار من ينادي بحقوق أمته وطائفته ومنطقته التي يعيش فيها ويطلب رفع الظلم عنهم دون إيذاء، شخصاً طائفياً، وعلى العكس من ذلك فإن من يرفض أمة أو طائفة أخرى ويظلمهم ويغمط حقوقهم ويمنح طائفته تلك الحقوق تعصباً لهم فذلك هو الطائفي بعينه سواء صدر ذلك من حكومة أو أفراد أو أحزاب، والأشد من ذلك أن يتهم من ظلمهم بالطائفية ويتبرأ هو منها ليسقطها على خصومه.
ولعلي أذكر هنا شاهدين على من يتبنى هذه الثقافة، أولهما في العراق متمثلاً بالنظام الحاكم هناك، والثاني هنا في البحرين والذي يصف نفسه بالمعارضة، ففي العراق اعتبر النظام الحاكم وأحزابه أن خروج المتظاهرين المعتصمين المنادين برفع الظلم والحيف وإعادة الحقوق بشكل سلمي، فعلاً طائفياً إرهابياً يريد تدمير وحدة الصف الوطني، ملقياً ما فيه على هؤلاء المسالمين العزل الذين أثبتوا للعالم وطنيتهم وسلميتهم، فيما أثبت هذا النظام عكس ذلك عندما غض الطرف عن ميليشيات طائفية إرهابية وتركها تهدد الأمن والسلم ودول الجوار، لا بل شارك بالحضور في استعراضات عسكرية تقيمها هذه الميليشيات في شوارع بغداد، فلا أدري هل هذه الميليشيات جمعيات ناشطة في مجال حقوق الإنسان أم أنها تعنى بالطفولة! أفلا تعد هذه طائفية، أما الشاهد الثاني فهي أحزاب المعارضة البحرينية التي انتهجت منهجاً طائفياً لتحصل على تأييد جمهورها واتخذت من العنف والإرهاب سبيلاً للتعبير عن رأيها، متهمة النظام بما فيها من طائفية وإرهاب، رغم تعامل النظام معها بالحلم والعدل، والواقع أن الشاهد الأول يريد إقصاء نصف المجتمع وإلغاءه أما الشاهد الثاني فيريد الانقلاب على النظام، وكلاهما يتبنى ثقافة الإسقاط التي تصب في مصلحة جهة واحدة.
الطائفية وصفة ناجعة لإحراق البلدان، يكرسها ساسة ليس لهم التزام ديني هدفهم الوصول إلى السلطة وإقصاء الآخر، واتهامه بما فيهم من ممارسات غير مقبولة، فما عسانا إلا أن نقول.. رمتني بدائها وانسلت.
{{ article.visit_count }}
على الصعيد المعاصر تشهد بعض دول المنطقة مثل لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ثقافة يصدرها سياسيو طائفة بعينها تحاكي قصة هذا المثل وتعرف بالمفهوم المعاصر بثقافة الإسقاط، وهي ثقافة تبنى على إلقاء الأفكار والسلوكيات والأعمال غير المقبولة الصادرة من شخص أو حزب أو طبقة حاكمة أو معارضة على المقابل واتهامه بها والتهرب منها، كنوع من أساليب التبرير والهجوم، وما اتهام أولئك لخصومهم بالطائفية في هذه الدول إلا تحقيقا لهذه الثقافة.
تتفق الأعراف الدولية على أن من حق أي إنسان الانتماء لأي دين ومعتقد وطائفة والتصريح بذلك الانتماء، وعليه فمن غير المعقول والمنطقي اعتبار ذلك الانتماء أمراً طائفياً، كما لا يمكن اعتبار من ينادي بحقوق أمته وطائفته ومنطقته التي يعيش فيها ويطلب رفع الظلم عنهم دون إيذاء، شخصاً طائفياً، وعلى العكس من ذلك فإن من يرفض أمة أو طائفة أخرى ويظلمهم ويغمط حقوقهم ويمنح طائفته تلك الحقوق تعصباً لهم فذلك هو الطائفي بعينه سواء صدر ذلك من حكومة أو أفراد أو أحزاب، والأشد من ذلك أن يتهم من ظلمهم بالطائفية ويتبرأ هو منها ليسقطها على خصومه.
ولعلي أذكر هنا شاهدين على من يتبنى هذه الثقافة، أولهما في العراق متمثلاً بالنظام الحاكم هناك، والثاني هنا في البحرين والذي يصف نفسه بالمعارضة، ففي العراق اعتبر النظام الحاكم وأحزابه أن خروج المتظاهرين المعتصمين المنادين برفع الظلم والحيف وإعادة الحقوق بشكل سلمي، فعلاً طائفياً إرهابياً يريد تدمير وحدة الصف الوطني، ملقياً ما فيه على هؤلاء المسالمين العزل الذين أثبتوا للعالم وطنيتهم وسلميتهم، فيما أثبت هذا النظام عكس ذلك عندما غض الطرف عن ميليشيات طائفية إرهابية وتركها تهدد الأمن والسلم ودول الجوار، لا بل شارك بالحضور في استعراضات عسكرية تقيمها هذه الميليشيات في شوارع بغداد، فلا أدري هل هذه الميليشيات جمعيات ناشطة في مجال حقوق الإنسان أم أنها تعنى بالطفولة! أفلا تعد هذه طائفية، أما الشاهد الثاني فهي أحزاب المعارضة البحرينية التي انتهجت منهجاً طائفياً لتحصل على تأييد جمهورها واتخذت من العنف والإرهاب سبيلاً للتعبير عن رأيها، متهمة النظام بما فيها من طائفية وإرهاب، رغم تعامل النظام معها بالحلم والعدل، والواقع أن الشاهد الأول يريد إقصاء نصف المجتمع وإلغاءه أما الشاهد الثاني فيريد الانقلاب على النظام، وكلاهما يتبنى ثقافة الإسقاط التي تصب في مصلحة جهة واحدة.
الطائفية وصفة ناجعة لإحراق البلدان، يكرسها ساسة ليس لهم التزام ديني هدفهم الوصول إلى السلطة وإقصاء الآخر، واتهامه بما فيهم من ممارسات غير مقبولة، فما عسانا إلا أن نقول.. رمتني بدائها وانسلت.