توجد اختلافات كثيرة بين الناس في ما يتعلق بعلامة النصر والتي هي رفع إصبعي السبابة والوسطى بينما بقية الأصابع مضمومة، سواء من حيث أصلها أو من حيث المعاني التي توحي بها أو حتى من حيث جواز أو عدم جواز استخدامها من قبل المسلمين.
حسب المتوفر من معلومات فإن هذه العلامة في اللغة الإنجليزية اختصار للحرف «V» والذي هو الحرف الأول من كلمة VICTORY وتعني النصر، ومعنى النصر جاء حسب البعض من خلال استخدام رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل لهذه العلامة في الحرب العالمية الثانية، بينما جاء حسب بعض آخر من أسطورة شعبية إنجليزية ملخصها أنه في حرب الـ100 عام توعد الفرنسيون الرماة في الجيش الإنجليزي بقطع أصابعهم إن وقعوا في الأسر، إلا أن الإنجليز خرجوا من المعركة منتصرين فصار الرماة يرفعون أصابعهم بتلك الطريقة للتباهي والقول إن الفرنسيين لم يتمكنوا من قطع أصابعهم وإنها لاتزال سليمة، في إشارة إلى انتصارهم.
حسب بعض ثالث فإن البداية الفعلية لهذه العلامة كانت في العام الأول من القرن العشرين عندما تم تصوير عامل في إنجلترا وهو يرفع إصبعيه قاصداً أنه لا يريد أن يتم تصويره.
الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أيضاً استخدم هذه الإشارة بمعنى النصر، وأصبح شيئاً يعرف به الرئيس واشتهر به، وقد استخدمها أيضاً عند مغادرته مكتب الرئاسة في 1974.
أما في اليابان فيقال إن استخدامها بدأ في العام 1972 عندما سقطت متزلجة يابانية على الثلج في الأولمبياد الشتوي فابتسمت ورفعت يدها بتلك العلامة وصار اليابانيون يستخدمونها تعبيراً عن فرحهم بها وبتصرفها، ثم زادت شعبية هذه العلامة عندما استخدمتها ممثلة يابانية في إعلان لنوع من الكاميرات.
وبغض النظر عن صحة الروايات السابقة وغيرها كثير إلا أن الأكيد أن أصل ومعنى وبدء استخدام هذه الإشارة لم يكن عربياً ولا إسلامياً ولكن «غربياً.. كافراً»! ما يدعو إلى التساؤل عن سبب اعتمادها من قبل العرب والمسلمين باستثناء جماعة الإخوان في مصر الذين اعتمدوا شكلاً آخر للتعبير عن انتصارهم هو رفع أربعة من الأصابع وثني الإبهام في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية وما حدث فيه من مواجهات وفي إشارة أيضاً إلى أن محمد مرسي هو الرئيس الرابع لمصر بعد عبدالناصر والسادات ومبارك.
البعض من المسلمين يرى أن استخدام الإشارة نفسها التي يستخدمها الغرب «الكافر» للتعبير عن النصر فيه إساءة للمسلمين وللإسلام خصوصاً وأن هناك من يرى أن هذه الإشارة يمكن أن تحسب على أنها تعبر عن قرني الشيطان وبالتالي فإن الأفضل والأصح هو رفع السبابة باعتبارها علامة النصر عند المسلمين ورمز التوحيد.
بعض المصادر تقول إنه كان في القديم يتم استخدام السبابة والوسطى بالطريقة التي يستخدمها الغرب اليوم للتعبير عن أمر مختلف هو القول إن فلاناً تخونه زوجته وأنه كمن طلعت له قرون، وتقول إن هذا المعنى ظل سائداً في روسيا وشعوب جنوب البحر الأبيض المتوسط حتى الحرب العالمية الثانية حيث استخدم للتعبير عن النصر ضد النازية خصوصاً بعدما استخدمه تشرتشل بذكاء على نطاق واسع في المحافل الدولية.
بغض النظر عن الاختلاف مع «الإخوان المسلمين» إلا أنه ينبغي الاعتراف بأنهم نجحوا في التوصل إلى رمز مختلف عن الرمز الغربي يعبر عن قناعاتهم ويؤدي نفس الغرض، فلماذا لا يتمكن الآخرون من التوصل إلى رمز يعبر عنهم بدلاً عن الرمز الغربي.. الكافر الذي كان قد نبع منهم ليعبر عنهم هم وعن قضاياهم؟
في البحرين يرفع من اعتبر نفسه معارضة السبابة والوسطى بطريقة الغرب الذي ينتقده ويسبه وبنفس المعنى ولكن بتغيير تفسيره واعتباره علامة «صمود». اشلون كيف يعني؟!