من شتم الدولة وتطاول على رموزها تراه اليوم يركض وراء الرموز ويجلس بين ظهرانيهم! من قال «إسقاط» يقول اليوم «إصلاح»
حينما تتحدث عن السحر فإن البعض قد يقول لك بأن هذا غير حقيقي وما هي إلا خفة يد، رغم أن القرآن الكريم أشار للسحر في عدة مواضع، وقال عن العين والحسد أيضاً وأخبر عنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كذلك ما نسميه اليوم بالأعمال أو بلغتنا الدارجة «الطبوب».
مناسبة الحديث هو ما نشهده في البحرين منذ فترة بشأن حراكها السياسي وتقلبات الأوضاع، وإزاء عدة أمور يقف المتفرس فيها حيرة واستغراباً، فالمنطق يتوه ويضيع، والثوابت تتحول لأمور لا ثابت راسخ معها، وما يفترض أن يكون أمراً راسخاً مدعماً بالقانون وكل شيء، يصبح أمراً هلامياً لا عموداً فقرياً له ولا أساساً صلباً.
يسألني أحدهم وهو محتار: ماذا يحصل يا أخي في البلد، بتنا في حيرة من أمرنا، ولا نعرف بشأن بعض الأمور ما هي الأسباب، ولماذا يحصل هذا؟!
فيما مضى كنت أدخل في نقاش لأوضح -حسب قراءتي المتواضعة- ما يحصل، وما هي أوجه الترابط والتداعيات، وما هي أسباب بعض السياسات، بل نمضي لنحاول استقراء المستقبل وما هو قادم، ونبحث في الأمور التي تدار في الخفاء، هذا في السابق، أقول.
لكن اليوم فإنني أوفر على نفسي وعلى من يسأل هذا اللغط وهذه المجادلات، إذ اللامنطقية في الأوضاع الحاصلة، واللامنطقيــــة في بعــــض السيــــاســات، واللامنطقية في بعض التصرفات التي بات ينفر منها الناس وتقودهم للاستياء، كل هذا تدفعني لأجيب من يسأل بكلمة واحدة تعقبها جملة توضيحية قصيرة، فأقـــول مجيبـــاً: «طبوب». وأضيف قائـلاً: «هذه البلد مسوين لها طبوب!».
ما يحصل في البحرين غريب، وما هو أكثر غرابة من انقلاب الثوابت؟! فمثلاً من كان ضارباً للبلد في ظهرها غدراً هو اليوم يرى في موقع الجالس مع البلد ليحاور أو يفاوض! ومن شتم الدولة وتطاول على رموزها، تراه اليوم يركض وراء الرموز ويجلس بين ظهرانيهم! من قال «إسقاط» يقول اليوم «إصلاح»! والدولة التي قالت «القانون ولا شيء غير القانون» هي من تعطل تطبيق القانون!
بعيداً عن السياسة لأن الناس باتت تشمئز منها ومن تصرفات لاعبيها، حتى على صعيد الحراك المجتمعي، نقول محاربة الفساد فنرى تقارير الرقابة المالية يزيد حجمها! نقول تمكين الشباب وتعزيز وجودهم نجد في المقابل تحطيماً لهم وعدم منحهم الدعم إلا بالكلام! نقول تحسين مستوى المعيشة فلا تجد الرواتب تزيد ولا مستوى الخدمات يتحسن، بل على العكس تجد المواطن يعاني أكثر وأكثر!
الأمور كلها تسير بالمقلوب، الوضع كله مثل وضع دعاية المايونيز بـ»الشقلوب»! بـــات النـــاس لا يصدقـــون أي تصريـــح، ولا ينساقــون وراء أي استنهــــاض أو كــلام حماسي. الخوف دائماً من أعمــال وتصرفات وسياسات تتم بأسلوب «الاتجاه المعاكس».
بالتالي أقولها وقد أكون شبه مقتنع بها، أولاً لأوفر على نفسي «الكلام الكثير الذي لا طائل منه، لأن كثيراً منه لا يسمع»، ولأوفر على من يسأل متاهات إجابات مبنية على افتراضات نتائجها أصلاً ليست ثابتة، لأن وضعنا أصلاً لا منطقي وغير ثابت ولا يمكن التنبؤ به.
بالتالــي أقولها بأن هذه البلد مصابـــة بـ«المس»، البحرين معمول لها «طبوب»، ولربما «سحر أسود» يجعل الحق ينقلب باطلاً، ويجعل الباطل ينقلب وكأنه الحق والطريق الأصح.
عموماً، نطلب من الشيخ النائب «بو أنس»، وهو صاحـب المقطع الشهير حينما تكلم عن السحر في مجلس النواب (أكيد تذكرونه حينما قال: منثوراً، مشروباً، مدفوناً... إلخ)، نطلب منه أن يقرأ على هذه البلد، عل وعسى أن يفك «الطبوب» عنها!
حينما تتحدث عن السحر فإن البعض قد يقول لك بأن هذا غير حقيقي وما هي إلا خفة يد، رغم أن القرآن الكريم أشار للسحر في عدة مواضع، وقال عن العين والحسد أيضاً وأخبر عنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كذلك ما نسميه اليوم بالأعمال أو بلغتنا الدارجة «الطبوب».
مناسبة الحديث هو ما نشهده في البحرين منذ فترة بشأن حراكها السياسي وتقلبات الأوضاع، وإزاء عدة أمور يقف المتفرس فيها حيرة واستغراباً، فالمنطق يتوه ويضيع، والثوابت تتحول لأمور لا ثابت راسخ معها، وما يفترض أن يكون أمراً راسخاً مدعماً بالقانون وكل شيء، يصبح أمراً هلامياً لا عموداً فقرياً له ولا أساساً صلباً.
يسألني أحدهم وهو محتار: ماذا يحصل يا أخي في البلد، بتنا في حيرة من أمرنا، ولا نعرف بشأن بعض الأمور ما هي الأسباب، ولماذا يحصل هذا؟!
فيما مضى كنت أدخل في نقاش لأوضح -حسب قراءتي المتواضعة- ما يحصل، وما هي أوجه الترابط والتداعيات، وما هي أسباب بعض السياسات، بل نمضي لنحاول استقراء المستقبل وما هو قادم، ونبحث في الأمور التي تدار في الخفاء، هذا في السابق، أقول.
لكن اليوم فإنني أوفر على نفسي وعلى من يسأل هذا اللغط وهذه المجادلات، إذ اللامنطقية في الأوضاع الحاصلة، واللامنطقيــــة في بعــــض السيــــاســات، واللامنطقية في بعض التصرفات التي بات ينفر منها الناس وتقودهم للاستياء، كل هذا تدفعني لأجيب من يسأل بكلمة واحدة تعقبها جملة توضيحية قصيرة، فأقـــول مجيبـــاً: «طبوب». وأضيف قائـلاً: «هذه البلد مسوين لها طبوب!».
ما يحصل في البحرين غريب، وما هو أكثر غرابة من انقلاب الثوابت؟! فمثلاً من كان ضارباً للبلد في ظهرها غدراً هو اليوم يرى في موقع الجالس مع البلد ليحاور أو يفاوض! ومن شتم الدولة وتطاول على رموزها، تراه اليوم يركض وراء الرموز ويجلس بين ظهرانيهم! من قال «إسقاط» يقول اليوم «إصلاح»! والدولة التي قالت «القانون ولا شيء غير القانون» هي من تعطل تطبيق القانون!
بعيداً عن السياسة لأن الناس باتت تشمئز منها ومن تصرفات لاعبيها، حتى على صعيد الحراك المجتمعي، نقول محاربة الفساد فنرى تقارير الرقابة المالية يزيد حجمها! نقول تمكين الشباب وتعزيز وجودهم نجد في المقابل تحطيماً لهم وعدم منحهم الدعم إلا بالكلام! نقول تحسين مستوى المعيشة فلا تجد الرواتب تزيد ولا مستوى الخدمات يتحسن، بل على العكس تجد المواطن يعاني أكثر وأكثر!
الأمور كلها تسير بالمقلوب، الوضع كله مثل وضع دعاية المايونيز بـ»الشقلوب»! بـــات النـــاس لا يصدقـــون أي تصريـــح، ولا ينساقــون وراء أي استنهــــاض أو كــلام حماسي. الخوف دائماً من أعمــال وتصرفات وسياسات تتم بأسلوب «الاتجاه المعاكس».
بالتالي أقولها وقد أكون شبه مقتنع بها، أولاً لأوفر على نفسي «الكلام الكثير الذي لا طائل منه، لأن كثيراً منه لا يسمع»، ولأوفر على من يسأل متاهات إجابات مبنية على افتراضات نتائجها أصلاً ليست ثابتة، لأن وضعنا أصلاً لا منطقي وغير ثابت ولا يمكن التنبؤ به.
بالتالــي أقولها بأن هذه البلد مصابـــة بـ«المس»، البحرين معمول لها «طبوب»، ولربما «سحر أسود» يجعل الحق ينقلب باطلاً، ويجعل الباطل ينقلب وكأنه الحق والطريق الأصح.
عموماً، نطلب من الشيخ النائب «بو أنس»، وهو صاحـب المقطع الشهير حينما تكلم عن السحر في مجلس النواب (أكيد تذكرونه حينما قال: منثوراً، مشروباً، مدفوناً... إلخ)، نطلب منه أن يقرأ على هذه البلد، عل وعسى أن يفك «الطبوب» عنها!