في مجلسه العامر الإثنين الماضي، قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، كلاماً كثيراً عن الصحافة والصحافيين؛ ملخصه «كل المحبة والتقدير لأبنائنا من الأسرة الصحافية»، وبعدها بيومين أعطى مثالاً عملياً على ما قال، حيث تفضل سموه بتكريم نحو مائة وثلاثين صحافياً من الرواد وقدامى الصحافيين ممن تجاوزت سني عطاءهم العشرين وأعطوا لهذا الوطن.
ولأنني كنت أحد أعضاء اللجنة الاستشارية التي اختارتها جمعية الصحافيين البحرينية لترشيح وإعداد قائمة أسماء المكرمين، لذا أجد أن من واجبي أن أدفع بحقيقتين مهمتين؛ الأولى هي أن اللجنة تواصلت مع مختلف الجهات ذات العلاقة حرصاً على عدم إفلات أي اسم، وأنه تم التدقيق مرات على الأسماء والبحث في السير الذاتية جيداً، والثانية هي أن ديوان صاحب السمو لم يحذف أي اسم من الأسماء التي تم رفعها إليه من اللجنة؛ بل على العكس زاد عليها أسماء أخرى رأى أنهم يستحقون التكريم.
الهاجس المشترك بين جمعية الصحافيين وديوان صاحب السمو كان عدم نسيان أحد من الذين يستحقون التكريم بغض النظر عن كل شيء، فلم ينظر حتى إلى المواقف السلبية التي «ارتداها» بعض الصحافيين لسبب أو لآخر في سنوات الأزمة الأخيرة.
قائمة المكرمين احتوت أسماء فرضتها المعايير وفرضها توجيه صاحب السمو بأن يشمل التكريم كل الرواد وكل من خدم من خلال الصحافة لعشرين سنة وأكثر من الأحياء والأموات، فيما يوحي بالعزم على تنظيم حفل تكريم سنوي كي ينال كل مستحق للتكريم حقه منه على ما قدم من عمل على مدى السنوات.
أما ما لا يعرفه الجمهور فهو أن البعض ممن تم إدراج أسمائهم في القائمة بناء على المعايير المعتمدة والتوجيهات الكريمة، ما لا يعرفونه هو أن هذا البعض قرر أن يكون رهينة للفكر السالب، فلم يحضر حفل التكريم واعتذر بطريقة أو بأخرى ولسبب أو لآخر، وهذا يعني أن هذا البعض ربط بين مسألتين مختلفتين؛ حقه في التكريم، وموقفه السياسي، وهو ما يراه البعض قصر نظر، فليس من المنطق أن يقبل هذا الصحافي بتضييع السنوات التي خدم فيها الوطن، وليس من العدل ربط المسألتين ببعضهما.
أما المفارقة فهي أنه لو تم استثناء هذا البعض من التكريم وتم شطب أسمائهم من القائمة لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولفسروا الأمر مليون تفسير ولأولوه ولأعطوه حجماً لا يستحقه، ولما كان مستغرباً أن تصدر المنظمات الحقوقية التي صارت «في المخبى» بيانات الشجب والاستنكار والإدانة ولعلها قادت تحركاً لتسليم الأمم المتحدة رسالة احتجاج تتهم فيها حكومة البحرين بالتمييز وبالطائفية ولوصفتها بكل الصفات السيئة.
التبريرات التي قدمها البعض الذي اعتذر عن الحضور أو بالأحرى تهرب وآثر الإنزواء كانت ضعيفة وغير مقنعة، لكنها كشفت عن انحراف في فكر البعض من الصحافيين الذين يفترض أنهم من طليعة المجتمع وقادته. فالصحافي الحقيقي لا يمكن أن يخرج عن إطاره الذي أساسه هو حب الوطن وخدمته والإسهام في الارتقاء بأهله.
هذه المعلومات تعودنا على عدم إخراجها من «المطبخ» ولكن من المهم سد الطريق على الجهات التي «ستأخذ السالفة من ذيلها» وستدبج المقالات والبيانات من دون أن تعرف التفاصيل التي هي باختصار أن البعض الذي غاب عن التكريم غاب بقرار منه لأنه اختار أن يفهم العمل الصحافي ودور الصحافة فهماً مغايراً.. واختار أن يشطب تاريخه وجهده على مدى سنوات طويلة لا لشيء إلا ليقال عنه إنه ثابت على موقفه و»صمود» وأنه «ضحى» بالتكريم وبتاريخه الصحافي من أجل «المعارضة»!
كل كلمات الشكر والثناء تعجز عن الوفاء بحقك يا صاحب السمو.. فأنت من يستحق التكريم.
{{ article.visit_count }}
ولأنني كنت أحد أعضاء اللجنة الاستشارية التي اختارتها جمعية الصحافيين البحرينية لترشيح وإعداد قائمة أسماء المكرمين، لذا أجد أن من واجبي أن أدفع بحقيقتين مهمتين؛ الأولى هي أن اللجنة تواصلت مع مختلف الجهات ذات العلاقة حرصاً على عدم إفلات أي اسم، وأنه تم التدقيق مرات على الأسماء والبحث في السير الذاتية جيداً، والثانية هي أن ديوان صاحب السمو لم يحذف أي اسم من الأسماء التي تم رفعها إليه من اللجنة؛ بل على العكس زاد عليها أسماء أخرى رأى أنهم يستحقون التكريم.
الهاجس المشترك بين جمعية الصحافيين وديوان صاحب السمو كان عدم نسيان أحد من الذين يستحقون التكريم بغض النظر عن كل شيء، فلم ينظر حتى إلى المواقف السلبية التي «ارتداها» بعض الصحافيين لسبب أو لآخر في سنوات الأزمة الأخيرة.
قائمة المكرمين احتوت أسماء فرضتها المعايير وفرضها توجيه صاحب السمو بأن يشمل التكريم كل الرواد وكل من خدم من خلال الصحافة لعشرين سنة وأكثر من الأحياء والأموات، فيما يوحي بالعزم على تنظيم حفل تكريم سنوي كي ينال كل مستحق للتكريم حقه منه على ما قدم من عمل على مدى السنوات.
أما ما لا يعرفه الجمهور فهو أن البعض ممن تم إدراج أسمائهم في القائمة بناء على المعايير المعتمدة والتوجيهات الكريمة، ما لا يعرفونه هو أن هذا البعض قرر أن يكون رهينة للفكر السالب، فلم يحضر حفل التكريم واعتذر بطريقة أو بأخرى ولسبب أو لآخر، وهذا يعني أن هذا البعض ربط بين مسألتين مختلفتين؛ حقه في التكريم، وموقفه السياسي، وهو ما يراه البعض قصر نظر، فليس من المنطق أن يقبل هذا الصحافي بتضييع السنوات التي خدم فيها الوطن، وليس من العدل ربط المسألتين ببعضهما.
أما المفارقة فهي أنه لو تم استثناء هذا البعض من التكريم وتم شطب أسمائهم من القائمة لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولفسروا الأمر مليون تفسير ولأولوه ولأعطوه حجماً لا يستحقه، ولما كان مستغرباً أن تصدر المنظمات الحقوقية التي صارت «في المخبى» بيانات الشجب والاستنكار والإدانة ولعلها قادت تحركاً لتسليم الأمم المتحدة رسالة احتجاج تتهم فيها حكومة البحرين بالتمييز وبالطائفية ولوصفتها بكل الصفات السيئة.
التبريرات التي قدمها البعض الذي اعتذر عن الحضور أو بالأحرى تهرب وآثر الإنزواء كانت ضعيفة وغير مقنعة، لكنها كشفت عن انحراف في فكر البعض من الصحافيين الذين يفترض أنهم من طليعة المجتمع وقادته. فالصحافي الحقيقي لا يمكن أن يخرج عن إطاره الذي أساسه هو حب الوطن وخدمته والإسهام في الارتقاء بأهله.
هذه المعلومات تعودنا على عدم إخراجها من «المطبخ» ولكن من المهم سد الطريق على الجهات التي «ستأخذ السالفة من ذيلها» وستدبج المقالات والبيانات من دون أن تعرف التفاصيل التي هي باختصار أن البعض الذي غاب عن التكريم غاب بقرار منه لأنه اختار أن يفهم العمل الصحافي ودور الصحافة فهماً مغايراً.. واختار أن يشطب تاريخه وجهده على مدى سنوات طويلة لا لشيء إلا ليقال عنه إنه ثابت على موقفه و»صمود» وأنه «ضحى» بالتكريم وبتاريخه الصحافي من أجل «المعارضة»!
كل كلمات الشكر والثناء تعجز عن الوفاء بحقك يا صاحب السمو.. فأنت من يستحق التكريم.