كانت لحظات رائعة الخميس الماضي عندما أقامت شركة بابكو احتفالاً صغيراً بشكله كبيراً جداً بمضمونه، ولا أعتقد أن البحرين شهدت في تاريخها الحديث احتفالات من هذا النوع.
قصة الحفل بدأت عندما تلقت الشركة رسالة إلكترونية من السيد دوغ ليب يطلب فيها لقاء المسؤولين بالشركة، حيث فاجأهم برغبة عائلته تسليم بابكو مجموعة ضخمة من المستندات والوثائق والأفلام التي تملكها العائلة وتوارثتها وانتقلت لها عبر ثلاثة أجيال متواصلة.
أدركت إدارة بابكو أهمية الإرث التاريخي الذي تمثله مقتنيات عائلة السيد دوغ ليب، فهي في الأصل مقتنيات السيد ميلتون ليب الذي جاء إلى البحرين من الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينات القرن العشرين ليعمل في قطاع النفط الذي اكتشف آنذاك، وترقى في الشركة إلى أن وصل لمنصب نائب الرئيس المقيم لشركة بابكو خلال الفترة من 1957 إلى 1960 عندما تقاعد وعاد إلى مسقط رأسه بأمريكا. من حاول الاتصال بالشركة الآن هو دوغ ليب حفيد السيد ميلتون ليب، الذي قرر بعد مشاورات مع والديه إعادة هذا الإرث التاريخي إلى الشركة التي عمل فيها طويلاً، وقررت العائلة بأن هذا الإرث يجب أن يعود لأصله في البحرين.
حضر الحفل الحفيد دوغ ليب وزوجته وابنه، وكبار المسؤولين الحاليين والسابقين في بابكو الذين حرصوا على أن يشهدوا لحظات استلام الإرث التاريخي.
لم يخل الحفل من الدموع عندما ألقى دوغ وزوجته كلمات قصيرة بالمناسبة، وهو ما يعكس رمزية إرث جدهم الذي خدم القطاع النفطي في البحرين خلال عقود التأسيس. وكان مفاجئاً اللقطات المصورة لبحرين الثلاثينات التي تعود إلى العام 1937، وفيها ظهر السيد ليب الجد وزوجته مع المغفور له بإذنه تعالى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين الأسبق رحمه الله في يخته الشهير حول البحرين.
خلال عرض الصور، شوهدت لقطة للجد مع سائقه أمام سيارته الخاصة ورقمها 1500، وفوجئ الحضور برقم السيارة الذي مازالت تحتفظ به الشركة في إحدى سياراتها الخاصة حتى الآن. صناديق عائلة ليب ظلت مغلقة أكثر من 40 عاماً، إلى أن قرر دوغ الحفيد فتحها وتوثيق جميع ما فيها وتصويره ودراسته على مدى 5 شهور.
الحفيد كشف سر اهتمام جده بالبحرين، وقال: «زار وعاش في العديد من دول العالم وأبرزها أستراليا وألاسكا ولكنه لم يحتفظ إلا بصور قليلة لحياته هناك، باستثناء البحرين الذي حرص أن يوثق حياته هنا أكثر من أي مكان».
سلمت عائلة ليب الأمريكية إرث جدها ليبقى في متحف بابكو، ولتحتفظ به البحرين لأنه ملك لتاريخها. ولكن السؤال؛ كم مسؤول أجنبي عمل في البحرين خلال القرن العشرين وحمل معه الكثير من المستندات والوثائق التي باتت في طي الكتمان حتى الآن؟
شكراً لعائلة دوغ ليب على اهتمامها بتاريخ البحرين، وشكر خاص لرئيس مجلس إدارة بابكو عادل المؤيد الذي قدر هذا الإرث التاريخي، وحرص على أن يعود لوطنه.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}