هل فعلاً سيتم الإفراج عن نبيل رجب بعد عشرة أيام؛ أم سيتم حبسه على ذمة قضية أخرى؟ هل استوفى حكمه بالتمام والكمال؛ أم سيتم التمديد له لسبب أو لآخر؟ لماذا لم يتم الإفراج عنه بعد أن قضى ثلاثة أرباع المدة كمكافأة حسن سيرة وسلوك في السجن؟
هذه هي بعض الأسئلة التي تشغل بال المتحمسين له ممن تربطهم به علاقة أحداث السنوات الثلاث الأخيرة، يضاف إليها سؤال عن كيفية ومكان وزمان الاحتفال به. بينما تشغل أسئلة أخرى بال آخرين أبرزها؛ هل سيستعجل رجب تكرار تجربة السجن أم أنه تعلم فيه ما لم يتمكن من تعلمه خارجه؟ وهل سيعاود الدعوة إلى التظاهر في العاصمة كما كان يفعل من قبل؟ هل لايزال يحلم بالبطولة والرفع على الأكتاف؟ هل سيكون سبباً في تهدئة الأوضاع أم تأجيجها؟ وأسئلة أخرى كثيرة تشغل بال البعض الذي يعتقد أن رجب لاعب أساسي وليس على دكة الاحتياط.
بداية لا بد من الاتفاق على مجموعة من الحقائق؛ الأولى هي أن إطلاق سراح نبيل رجب لا يعني التجاوز عما سيفعله وعدم محاسبته على الأخطاء التي سيرتكبها والتجاوزات، فالفترة التي قضاها في السجن كانت عن أخطاء ارتكبها سابقاً، أما الأخطاء اللاحقة فلها حساب مختلف، فلا يمكن مثلاً إلغاء قرار منع التظاهر في العاصمة من أجل عيني نبيل رجب «علشان خاطره»، والثانية هي أن انتهاء مدة محكومية رجب لا تعني أنه تم نسف طريق السجن لأن العودة إليه متاحة في أي وقت والطريق سالك، ذلك أن سجنه لمدة سنتين بسبب تورطه في قضايا معينة لا يعني أنه صار معصوماً من السجن. والثالثة هي أن سعي البعض لجعل نبيل رجب بطلاً لا يعني أنه صار بطلاً بالفعل؛ بل على العكس، هذا السعي يكشف مقدار الخلل الذي تعاني منه «المعارضة» التي من الواضح أنها تعاني من غياب رمز تلتف حوله وترفعه على الأكتاف وتهتف باسمه. والرابعة هي أن وصف نبيل رجب بـ «مانديلا البحرين» لا يعني أنه صار بالفعل مثل مانديلا الحقيقي ذلك أن الفارق بينهما كبير، بل كبير جداً.
من الطبيعي أن هذا الكلام لا يسر أحباب نبيل رجب وجانباً من «المعارضة» لأنه صادم لهم و«يزعّل»، لكنه كلام واقعي، فنبيل رجب ما هو إلا فرد عادي تجاوز دوره فخلط بين الحقوقي الذي يرفع راية الدفاع عن حقوق الإنسان ومهمته رصد التجاوزات الحقوقية وبين السياسي الذي أقحم نفسه في السياسة فلم يعد حقوقياً ولم يصر سياسياً فنال ما نال مما يبدو أنه لم يتوقعه.
الظروف في الساحة تغيرت؛ وبالتالي فإن الاعتقاد بأن خروج نبيل رجب من السجن مكسب لـ «المعارضة» أو جزء منها اعتقاد ينم عن ضعف في القدرة على قراءة الساحة، فخلال السنتين اللتين قضاهما رجب في السجن حدثت أمور كثيرة يعلم الجمهور بعضها ويغيب عنه بعضها الآخر، لكنها في المحصلة تقول إن الأوضاع مقبلة على تغير يعلم نبيل رجب جيداً أنه لن يتمكن معه من ممارسة الدور المتوقع منه من قبل البعض. أما تفاصيل كل هذا فيعرفه بعض «القياديين» ويعرفه نبيل رجب الذي سيعاني كثيراً في المرحلة القادمة، وهو يسير حذراً من وصفه بصفات جديدة عليه!
حسب قراءتي لتطورات الأحداث في البلاد؛ أكاد أجزم بأن خروج نبيل رجب من السجن الآن لن تكسب منه «المعارضة» على اختلاف درجاتها مفيداً، ولعلي أقول إن رجب سيفاجئ «الجماهير» بالإعلان عن رغبته في الاعتزال أو دعوته لهم للتهدئة تمهيداً للانتقال إلى مرحلة جديدة يصير معها كل ما حدث حتى الآن من الماضي.
{{ article.visit_count }}
هذه هي بعض الأسئلة التي تشغل بال المتحمسين له ممن تربطهم به علاقة أحداث السنوات الثلاث الأخيرة، يضاف إليها سؤال عن كيفية ومكان وزمان الاحتفال به. بينما تشغل أسئلة أخرى بال آخرين أبرزها؛ هل سيستعجل رجب تكرار تجربة السجن أم أنه تعلم فيه ما لم يتمكن من تعلمه خارجه؟ وهل سيعاود الدعوة إلى التظاهر في العاصمة كما كان يفعل من قبل؟ هل لايزال يحلم بالبطولة والرفع على الأكتاف؟ هل سيكون سبباً في تهدئة الأوضاع أم تأجيجها؟ وأسئلة أخرى كثيرة تشغل بال البعض الذي يعتقد أن رجب لاعب أساسي وليس على دكة الاحتياط.
بداية لا بد من الاتفاق على مجموعة من الحقائق؛ الأولى هي أن إطلاق سراح نبيل رجب لا يعني التجاوز عما سيفعله وعدم محاسبته على الأخطاء التي سيرتكبها والتجاوزات، فالفترة التي قضاها في السجن كانت عن أخطاء ارتكبها سابقاً، أما الأخطاء اللاحقة فلها حساب مختلف، فلا يمكن مثلاً إلغاء قرار منع التظاهر في العاصمة من أجل عيني نبيل رجب «علشان خاطره»، والثانية هي أن انتهاء مدة محكومية رجب لا تعني أنه تم نسف طريق السجن لأن العودة إليه متاحة في أي وقت والطريق سالك، ذلك أن سجنه لمدة سنتين بسبب تورطه في قضايا معينة لا يعني أنه صار معصوماً من السجن. والثالثة هي أن سعي البعض لجعل نبيل رجب بطلاً لا يعني أنه صار بطلاً بالفعل؛ بل على العكس، هذا السعي يكشف مقدار الخلل الذي تعاني منه «المعارضة» التي من الواضح أنها تعاني من غياب رمز تلتف حوله وترفعه على الأكتاف وتهتف باسمه. والرابعة هي أن وصف نبيل رجب بـ «مانديلا البحرين» لا يعني أنه صار بالفعل مثل مانديلا الحقيقي ذلك أن الفارق بينهما كبير، بل كبير جداً.
من الطبيعي أن هذا الكلام لا يسر أحباب نبيل رجب وجانباً من «المعارضة» لأنه صادم لهم و«يزعّل»، لكنه كلام واقعي، فنبيل رجب ما هو إلا فرد عادي تجاوز دوره فخلط بين الحقوقي الذي يرفع راية الدفاع عن حقوق الإنسان ومهمته رصد التجاوزات الحقوقية وبين السياسي الذي أقحم نفسه في السياسة فلم يعد حقوقياً ولم يصر سياسياً فنال ما نال مما يبدو أنه لم يتوقعه.
الظروف في الساحة تغيرت؛ وبالتالي فإن الاعتقاد بأن خروج نبيل رجب من السجن مكسب لـ «المعارضة» أو جزء منها اعتقاد ينم عن ضعف في القدرة على قراءة الساحة، فخلال السنتين اللتين قضاهما رجب في السجن حدثت أمور كثيرة يعلم الجمهور بعضها ويغيب عنه بعضها الآخر، لكنها في المحصلة تقول إن الأوضاع مقبلة على تغير يعلم نبيل رجب جيداً أنه لن يتمكن معه من ممارسة الدور المتوقع منه من قبل البعض. أما تفاصيل كل هذا فيعرفه بعض «القياديين» ويعرفه نبيل رجب الذي سيعاني كثيراً في المرحلة القادمة، وهو يسير حذراً من وصفه بصفات جديدة عليه!
حسب قراءتي لتطورات الأحداث في البلاد؛ أكاد أجزم بأن خروج نبيل رجب من السجن الآن لن تكسب منه «المعارضة» على اختلاف درجاتها مفيداً، ولعلي أقول إن رجب سيفاجئ «الجماهير» بالإعلان عن رغبته في الاعتزال أو دعوته لهم للتهدئة تمهيداً للانتقال إلى مرحلة جديدة يصير معها كل ما حدث حتى الآن من الماضي.