كثيراً ما نسمع شعار «هيهات منا الذلة»، ولا ندري ماذا يقصد بالذلة في هذه الحال أو ما معناها والمراد منها. لكننا اليوم قد نكون عرفنا شيئاً منها أو بعضها من خطبة الجمعة لوفاقي لخص فيها معنى الذلة بقوله «نستمر في السعي لأن نكون بشراً نتمتع بحقوقنا وكرامتنا أو العيش والقبول بالذلة.. سنختار أن نكون بشراً وأن يكون لنا الحق في اختيار سلطاتنا التشريعية والتنفيذية والقضائية، فليس لنا خيار القبول بالذلة، لذا علينا الاستمرار في حراكنا»؛ إذاً هنا شعور مفقود وحالة من الذلة.
من هذا القول نستشف الحقيقة الكامنة والكاملة بأن هذا الوفاقي لا يشعر بكرامة، وأنه يعيش حالة ولدت لديه قهراً نفسياً، وهو شعور دائم بالذلة رغم حياة الرفاهية التي يعيشها من طيب المأكل وجمال المسكن وفخامة السيارة والحرس الشخصي والحاشية والأتباع، وسفرات حول العالم ووجاهة بين محبيه.
يعيش في كل هذه النعم ومازال شعور الذلة يهيمن عليه ومنه متمكن، لهذا الشعور تفاسير، ومنها ما ذكره الله في كتابه (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا)، أي أينما كانوا وكيفما كانوا تضرب عليهم الذلة التي يتعذر علاجها. وأما التفسير الثاني بأن شعور الذلة كما في تاريخ الأمم سببه أن المستكبرين في الأرض لا يشعرون بالسعادة إلا عندما يتسلطون على رقاب الناس، حينها ترتسم على وجوههم الابتسامة، ليست ابتسامة السعادة والرضا؛ بل ابتسامة التشفي لأنهم مازالوا محرومين منها لأن شعور الذلة متغلغل فيهم أينما ثقفوا، فتتحول هذه الذلة بعد تمكنهم إلى ثأر وهنا تأتي بعدها «يا للثارات» وهي حالة مكملة.
نعود إلى ما ذكره الوفاقي بأن الذلة كما يراها طالما لم يختر سلطته التشريعية والتنفيذية والقضائية، فهو يعيش في حالة من عدم استكمال البشرية، كما ذكرها، ولا بد أن نقول هنا بأنه ليس من المعقول لأجل أن تستكمل بشرية أحد أو أن يزال شعور الذلة والمسكنة أو أي شعور من القهرية والنفسية بأن تسلم له دولة يرأسها ويعين سلطاتها، فلكم أن تتصوروا لو أن كل دولة في العالم أصاب فرداً من شعبها شعور ما وكان شرطه لإزالة هذا الشعور بأن يحكم قوات مسلحة أو يكون على رأس حكومة أو يختار ويعين وزراء ووكلاء، فماذا سيحصل للعالم؟ سيتحول من مجتمعات مدنية متحضرة تحكمها قواعد وأصول وثوابت وأنظمة حكم إلى مجتمعات تحكمها شعور وحالات نفسية ومرضية، طبعاً هذا شيء لا يحصل إلا في دول تحكمها الغوغائية، وها هي دول تجرأ عليها مجموعة غوغائيون والعصابات ومازالت حتى اليوم، ومنذ عشرات السنين، تعيش في دمار وخراب.
نقول لهذا الوفاقي إن شعور العزة هو شعور لا يمكن الوصول إليه إلا عندما يقذفه الله في قلبك، وهو لن يحصل طالما إرادتك هي إخراج أهل العزة من ديارهم، وهو الشيء الذي لم يحصل عليه «ابن سلول» حين توهم أنه الأولى والأعز حين هم بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وهم في عيونه الأذلون، حيث تحدث الله سبحانه وتعالى عن حقيقة هذا الشعور في قوله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) تبعاً للحالة النفسية التي عاشها ابن سلول آنذاك، وحالة ابن سلول هي حالة متوارثة عبر الأجيال وها هي حالة يعيشها اليوم من يحاولون أن يفرضوا إراداتهم على الأمة بإخراجها من دائرة القرار، ولكم بعدها أن تتصوروا حال هذه السلطات عندما تتشكل وتتعين من قبل من يعيشون الحالات النفسية، إنها بالضبط نفس حال أهل العراق، إعدام وقتل وإبادة دون مرافعات ولا محاكمات، إنها هي نفسها السلطات التي يسعى لتحقيقها الوفاقي ليتحقق له الإحساس المفقود الذي أشار إليه في خطبته.
من هذا القول نستشف الحقيقة الكامنة والكاملة بأن هذا الوفاقي لا يشعر بكرامة، وأنه يعيش حالة ولدت لديه قهراً نفسياً، وهو شعور دائم بالذلة رغم حياة الرفاهية التي يعيشها من طيب المأكل وجمال المسكن وفخامة السيارة والحرس الشخصي والحاشية والأتباع، وسفرات حول العالم ووجاهة بين محبيه.
يعيش في كل هذه النعم ومازال شعور الذلة يهيمن عليه ومنه متمكن، لهذا الشعور تفاسير، ومنها ما ذكره الله في كتابه (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا)، أي أينما كانوا وكيفما كانوا تضرب عليهم الذلة التي يتعذر علاجها. وأما التفسير الثاني بأن شعور الذلة كما في تاريخ الأمم سببه أن المستكبرين في الأرض لا يشعرون بالسعادة إلا عندما يتسلطون على رقاب الناس، حينها ترتسم على وجوههم الابتسامة، ليست ابتسامة السعادة والرضا؛ بل ابتسامة التشفي لأنهم مازالوا محرومين منها لأن شعور الذلة متغلغل فيهم أينما ثقفوا، فتتحول هذه الذلة بعد تمكنهم إلى ثأر وهنا تأتي بعدها «يا للثارات» وهي حالة مكملة.
نعود إلى ما ذكره الوفاقي بأن الذلة كما يراها طالما لم يختر سلطته التشريعية والتنفيذية والقضائية، فهو يعيش في حالة من عدم استكمال البشرية، كما ذكرها، ولا بد أن نقول هنا بأنه ليس من المعقول لأجل أن تستكمل بشرية أحد أو أن يزال شعور الذلة والمسكنة أو أي شعور من القهرية والنفسية بأن تسلم له دولة يرأسها ويعين سلطاتها، فلكم أن تتصوروا لو أن كل دولة في العالم أصاب فرداً من شعبها شعور ما وكان شرطه لإزالة هذا الشعور بأن يحكم قوات مسلحة أو يكون على رأس حكومة أو يختار ويعين وزراء ووكلاء، فماذا سيحصل للعالم؟ سيتحول من مجتمعات مدنية متحضرة تحكمها قواعد وأصول وثوابت وأنظمة حكم إلى مجتمعات تحكمها شعور وحالات نفسية ومرضية، طبعاً هذا شيء لا يحصل إلا في دول تحكمها الغوغائية، وها هي دول تجرأ عليها مجموعة غوغائيون والعصابات ومازالت حتى اليوم، ومنذ عشرات السنين، تعيش في دمار وخراب.
نقول لهذا الوفاقي إن شعور العزة هو شعور لا يمكن الوصول إليه إلا عندما يقذفه الله في قلبك، وهو لن يحصل طالما إرادتك هي إخراج أهل العزة من ديارهم، وهو الشيء الذي لم يحصل عليه «ابن سلول» حين توهم أنه الأولى والأعز حين هم بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وهم في عيونه الأذلون، حيث تحدث الله سبحانه وتعالى عن حقيقة هذا الشعور في قوله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) تبعاً للحالة النفسية التي عاشها ابن سلول آنذاك، وحالة ابن سلول هي حالة متوارثة عبر الأجيال وها هي حالة يعيشها اليوم من يحاولون أن يفرضوا إراداتهم على الأمة بإخراجها من دائرة القرار، ولكم بعدها أن تتصوروا حال هذه السلطات عندما تتشكل وتتعين من قبل من يعيشون الحالات النفسية، إنها بالضبط نفس حال أهل العراق، إعدام وقتل وإبادة دون مرافعات ولا محاكمات، إنها هي نفسها السلطات التي يسعى لتحقيقها الوفاقي ليتحقق له الإحساس المفقود الذي أشار إليه في خطبته.