الحلم الذي يسكن الإعلاميين البحرينيين لا يختلف عن بقية الأحلام المعقولة لأي إنسان، المؤلم أنها قياساً للأحلام الإعلامية للدول المتطورة وحتى المجاورة تعتبر أحلاماً متواضعة، وأقل من المتواضعة، كانوا في فترة الثمانينات من القرن الماضي في تلك الدول يطالبون بها وانتهت تحدياتها عندهم أصلاً.
لذلك لا يمكن إنكار أن حلم الإعلاميين اليوم يشكل مصباحاً يضيء الرؤية الإعلامية المتجهة نحو تطوير حقل الإعلام البحريني والنهوض به، ويحدد خارطة الطريق التي ينبغي المضي فيها وزوايا التطوير التي من شأنها تحقيق أركان هذه الرؤية، وهي أحلام لا تحتاج إلا لـ«مارد» يكون خادماً كفؤاً لهذا المصباح الإعلامي، متفرغاً لأجل تحقيق مطالب من قاموا بمسح الغبار عن المصباح عله يضيء وينير من حوله الدروب الإعلامية التي ينبغي السير فيها، ويكشف الثغرات ومكامن الخلل التي أنارها لأجل تداركها وإصلاحها لتعديل البيئة الإعلامية البحرينية.
إن الأرض الإعلامية الحالية مظلمة ويسودها عدم الاستقرار وتعمها الفوضى، ولن تضيء إلا بهذا المصباح؛ لكن إضاءة هذا المصباح من قبل الإعلاميين المتكاتفين في الحملة لا تكفي، فهناك حاجة لمارد إعلامي يأتي لهم بنفسه ويحققها مستجيباً، لا أن يتجهوا هم له، ألا يحدث هذا في قصص المارد؟ حيث يفاجئهم المارد بالظهور ويخبرهم بنيته تحقيق ما يحلمون به ويريدونه، لدرجة أنه يحدد لهم عدد المطالب التي من الممكن أن يحققها لهم وسريعاً أيضاً؟ ألا تقال عبارة «شبيك لبيك خادمك بين إيديك؟»، الإعلامي البحريني اليوم أصبح هو المارد، لكن للأسف مارد لا يمتلك صلاحيات، والخادم الذي يجاهد لتحقيقها فيما المارد الأصلي أخذ دور الحالم وأصبح يفكر في أحلامه الخاصة التي يريد تحقيقها في فترته وعهده، وكأن الأدوار باتت مقلوبة؟
السياسة المتبعة مع الإعلاميين أمام تجاهل مطالبهم وتنفيذ الرؤى والسياسات الإعلامية وفرضها عليهم وفق قناعات لم تراجعهم ولم تتداول معهم وتتباحث حاجات البيئة الإعلامية تجسد بالضبط عبارة «لا شبيك ولا لبيك ولا خادمك ولا أحلامك بتكون في إيديك وتدري مالت عليك!».
يبدو أن «ماردنا» الإعلامي البحريني قد أراد تخييب ظن الإعلاميين، هذا ما يستقرأ من الوضع الحاصل، وكأن «عمك أصمخ» هي السياسة المتبعة حالياً، خاصة مع إقرار الهيكل الوظيفي دون الرجوع لهم أو أخذ رأيهم حتى من باب العين والنفس «الديمقراطية لا الديكتاتورية»، واضح أن المارد لا يريد أن يخرج من موقعه ويظهر لهم؛ بل الدور المطلوب يأتي «بالمعكوس» فهو ينتظر منهم أن «يتقلصوا ويتزاحموا» ويدخلوا إلى المصباح الضئيل ويكلموه وهو جالس يفكر بالخروج وتنفيذ المطالب أو لا، ماردنا الإعلامي يبدو أنه يخالف النظام الطبيعي لكل ما ورد في القصص التي عرفناها للمارد الذي يخرج ويحقق الأمنيات.
الحق يقال فالإعلامي البحريني «حلمه على قده»، لم يطالب بأمور تتجاوز سقف حقوقه المهنية والوظيفية، كما في الدول المتطورة إعلامياً، حيث شأن الإعلامي هناك لا يختلف عن وجهاء المجتمع وأصحاب مراكز القرار المؤثرة بالدولة.
الإعلامي البحريني يود أن يمارس وظيفته بشكلها الصحيح؛ ببيئة إعلامية صحية نظيفة يستنشق فيها إبداعاً وتحفيزاً، وأن يكون سفيراً لوطنه في الخارج ومحامياً لقضاياه، الإعلامي البحريني يريد أن يتجه إلى دورات تدريبية تخصصية تواكب التطور الإعلامي دون أن يأتي إليه مسؤول ويقول له «والله بافكر.. بأسمح أعطيك إجازة من إجازاتك السنوية حق تروح الدورة وعلى حسابك!»، الإعلامي البحريني يريد أن يخرج من كابوس مزاحمته على دوراته التدريبية من كل الدخلاء على الإعلام من سكرتيرات وموظفين إداريين لا علاقة لهم بالعمل الإعلامي، فيما جيوبهم مملوءة بالسفرات الخارجية والدورات الإعلامية التدريبية والحوافز، الحوافز التي هي حقه هو لا حق لهم ينالوها عنه، الإعلامي البحريني يريد إنهاء عهد فساد من نوع «سكرتيرة مكتب تروح دورات إعلامية والإعلامي قاعد وإذا بيروح بيروح على حسابه!».
الإعلامي البحريني يريد هيكلاً وظيفياً ينصفه بدلاً من أن يرجعه للوراء أكثر ويدمره، يريد أن يبني بنفسه مدينة إعلامية بحرينية أسوة بدول الجوار والتي أنشأت مدناً إعلامية بيد أبنائها، الإعلامي يريد أن يكون قيادياً إعلامياً وهو في سن الشباب والطاقة والحيوية لا أن تقبر أحلامه ويعتليها الغبار أمام مسلسل المجاملات والواسطات والمحسوبية حتى يتجاوز العقد الرابع، وهو مايزال لم يصل إلى منصب قيادي حتى ولم يؤهل، فيما يرى زملاءه بالدول المجاورة وصلوا لمواقع متقدمة في دولهم التي تقدرهم وتهتم بهم، والأهم تتمسك بهم لا أن تتركهم يتجهوا للخارج بحثاً عن أمل مفقود وضائع في أوطانهم.
الإعلامي البحريني يريد مساواته بالموظفين الأجانب الذين يؤتى بهم برواتب عالية ليعملوا في الشؤون والأخبار المحلية، فيما هو يعمل تحت إمرتهم دون تدقيق ودون متابعة ودون توجيه، حتى بتأهيله ومده بخبراتهم، ودون مراقبة ما يقومون به من تهميش متعمد خوفاً من أخذ مكانهم لاحقاً، عكس تلك الدول التي حددت لهؤلاء الأجانب فترة عمل معينة يمدون خلالها شبابهم بخبراتهم ويؤهلونهم للمناصب القيادية، وإلا فإن عقدهم سيكون معرضاً لعدم التمديد وإنهائه فوراً.
الإعلامي البحريني يريد حلولاً ملموسة وليس كلاماً إنشائياً مكرراً يسمعه منذ 1994 كمسكنات وحقن مهدئة دون تنفيذ، حلول لا تسير ببطء السلحفاة «والله حتى السلحفاة التي في القصص توصل لهدفها وتسبق الأرنب بالنهاية إلا سلحفاة الإعلام البحريني يا عمرها ما بتوصل يا بتوصل بس في المكان الخطأ ومضيعة»، سلحفاتنا البحرينية ضيعت السباق الإعلامي وتوقفت في منتصف الطريق لتلتهم لنفسها مصالح ومكاسب وتنشغل بأمورها الخاصة وتنسى هدفها الأساسي الذي بسببه أدخلت للسباق.
الإعلامي البحريني يريد مسؤولاً يترك عروش غروره وينزل ميدانياً ويتجول في مكتبه ويجالسه ويستمع له، لا أن يتوجه له ويتسابق على الوصول لمكتبه والحصول على موعد «عل وعسى يفيد»، الإعلامي البحريني يود أن تكون هناك بيئة إعلامية مريحة له حتى يتنافس مع الآخرين، لا أن يتنافس لأخذ حقه مع الآخرين والبقاء للأقوى واسطة ومحسوبية.
الإعلامي البحريني لا يود أن يشعر بأنه «طرار» لحقوقه المهنية والوظيفية والمسؤول يتكرم عليه بها كهبات حسب مزاجه، بل يريد أن تكون هناك جهة إدارية تتكفل بحقوقه المهنية والوظيفية وتريحه من عناء عوار الراس على المطالبة بها باستمرار ومن سنين طويلة بدل التفرغ لعمله فقط، يريد أن يأتي إلى عمله وباله مشغول بتحديات عمله وقضايا وطنه لا بقضاياه الخاصة وحقوقه التي يظلم فيها.
الإعلامي البحريني يود بيئة توجد فرصاً متساوية مع الآخرين بعيداً عن المركزية والمحسوبيات، حيث موهبته وإبداعه من يبرزونه ويظهرونه، الإعلامي يود أن يجد أبواب هيئة الإذاعة والتلفزيون مفتوحة له بدلاً أن يستبعد، فقط لأنه ليس من تلك المافيا أو ذاك الحزب أو لأن المسؤول عن التوظيف «لا يبلعه» أو يجده مصدر تهديد له ولمؤهلاته وشهاداته الإعلامية، أو لأن مزاجه الخاص لا يتقبله لذلك لا يمنحه فرصة حتى لنيل التدريب الذي يستحقه.
الإعلامي البحريني يريد أن تكون أحلامه رائدة تهدف إلى معالجة قضايا وطنه وإبراز الصورة الإيجابية له على مستويات أبعد من المستوى المحلي، وليست أحلاماً متقزمة ضئيلة تتقلص في تطوير وظيفي ودوامة عدالة وظيفية يظل يدور فيها، وتحقيقها هي العتبة الأولى لتقدمه وإنصافه.
الإعلامي البحريني يحمل اليوم مصباحاً إعلامياً مستنيراً أفضل من أي رؤية إعلامية يعدها أشخاص لم يعايشوا تحديات الإعلام البحريني ولم يمارسوا العمل الإعلامي، خاصة الميداني، سنوات طويلة، ثم يأتي بهم ويفرضوا عليه التعامل معهم وإمضاء الوقت في إفهامهم متطلبات البيئة الإعلامية، ثم وقتاً أطول في تحفيزهم لتحقيق ما يطلبه، هذه مأساة وكابوس يبدد أحلامهم الإعلامية الجميلة ويوقظهم على واقع روتيني لا يتغير.
{{ article.visit_count }}
لذلك لا يمكن إنكار أن حلم الإعلاميين اليوم يشكل مصباحاً يضيء الرؤية الإعلامية المتجهة نحو تطوير حقل الإعلام البحريني والنهوض به، ويحدد خارطة الطريق التي ينبغي المضي فيها وزوايا التطوير التي من شأنها تحقيق أركان هذه الرؤية، وهي أحلام لا تحتاج إلا لـ«مارد» يكون خادماً كفؤاً لهذا المصباح الإعلامي، متفرغاً لأجل تحقيق مطالب من قاموا بمسح الغبار عن المصباح عله يضيء وينير من حوله الدروب الإعلامية التي ينبغي السير فيها، ويكشف الثغرات ومكامن الخلل التي أنارها لأجل تداركها وإصلاحها لتعديل البيئة الإعلامية البحرينية.
إن الأرض الإعلامية الحالية مظلمة ويسودها عدم الاستقرار وتعمها الفوضى، ولن تضيء إلا بهذا المصباح؛ لكن إضاءة هذا المصباح من قبل الإعلاميين المتكاتفين في الحملة لا تكفي، فهناك حاجة لمارد إعلامي يأتي لهم بنفسه ويحققها مستجيباً، لا أن يتجهوا هم له، ألا يحدث هذا في قصص المارد؟ حيث يفاجئهم المارد بالظهور ويخبرهم بنيته تحقيق ما يحلمون به ويريدونه، لدرجة أنه يحدد لهم عدد المطالب التي من الممكن أن يحققها لهم وسريعاً أيضاً؟ ألا تقال عبارة «شبيك لبيك خادمك بين إيديك؟»، الإعلامي البحريني اليوم أصبح هو المارد، لكن للأسف مارد لا يمتلك صلاحيات، والخادم الذي يجاهد لتحقيقها فيما المارد الأصلي أخذ دور الحالم وأصبح يفكر في أحلامه الخاصة التي يريد تحقيقها في فترته وعهده، وكأن الأدوار باتت مقلوبة؟
السياسة المتبعة مع الإعلاميين أمام تجاهل مطالبهم وتنفيذ الرؤى والسياسات الإعلامية وفرضها عليهم وفق قناعات لم تراجعهم ولم تتداول معهم وتتباحث حاجات البيئة الإعلامية تجسد بالضبط عبارة «لا شبيك ولا لبيك ولا خادمك ولا أحلامك بتكون في إيديك وتدري مالت عليك!».
يبدو أن «ماردنا» الإعلامي البحريني قد أراد تخييب ظن الإعلاميين، هذا ما يستقرأ من الوضع الحاصل، وكأن «عمك أصمخ» هي السياسة المتبعة حالياً، خاصة مع إقرار الهيكل الوظيفي دون الرجوع لهم أو أخذ رأيهم حتى من باب العين والنفس «الديمقراطية لا الديكتاتورية»، واضح أن المارد لا يريد أن يخرج من موقعه ويظهر لهم؛ بل الدور المطلوب يأتي «بالمعكوس» فهو ينتظر منهم أن «يتقلصوا ويتزاحموا» ويدخلوا إلى المصباح الضئيل ويكلموه وهو جالس يفكر بالخروج وتنفيذ المطالب أو لا، ماردنا الإعلامي يبدو أنه يخالف النظام الطبيعي لكل ما ورد في القصص التي عرفناها للمارد الذي يخرج ويحقق الأمنيات.
الحق يقال فالإعلامي البحريني «حلمه على قده»، لم يطالب بأمور تتجاوز سقف حقوقه المهنية والوظيفية، كما في الدول المتطورة إعلامياً، حيث شأن الإعلامي هناك لا يختلف عن وجهاء المجتمع وأصحاب مراكز القرار المؤثرة بالدولة.
الإعلامي البحريني يود أن يمارس وظيفته بشكلها الصحيح؛ ببيئة إعلامية صحية نظيفة يستنشق فيها إبداعاً وتحفيزاً، وأن يكون سفيراً لوطنه في الخارج ومحامياً لقضاياه، الإعلامي البحريني يريد أن يتجه إلى دورات تدريبية تخصصية تواكب التطور الإعلامي دون أن يأتي إليه مسؤول ويقول له «والله بافكر.. بأسمح أعطيك إجازة من إجازاتك السنوية حق تروح الدورة وعلى حسابك!»، الإعلامي البحريني يريد أن يخرج من كابوس مزاحمته على دوراته التدريبية من كل الدخلاء على الإعلام من سكرتيرات وموظفين إداريين لا علاقة لهم بالعمل الإعلامي، فيما جيوبهم مملوءة بالسفرات الخارجية والدورات الإعلامية التدريبية والحوافز، الحوافز التي هي حقه هو لا حق لهم ينالوها عنه، الإعلامي البحريني يريد إنهاء عهد فساد من نوع «سكرتيرة مكتب تروح دورات إعلامية والإعلامي قاعد وإذا بيروح بيروح على حسابه!».
الإعلامي البحريني يريد هيكلاً وظيفياً ينصفه بدلاً من أن يرجعه للوراء أكثر ويدمره، يريد أن يبني بنفسه مدينة إعلامية بحرينية أسوة بدول الجوار والتي أنشأت مدناً إعلامية بيد أبنائها، الإعلامي يريد أن يكون قيادياً إعلامياً وهو في سن الشباب والطاقة والحيوية لا أن تقبر أحلامه ويعتليها الغبار أمام مسلسل المجاملات والواسطات والمحسوبية حتى يتجاوز العقد الرابع، وهو مايزال لم يصل إلى منصب قيادي حتى ولم يؤهل، فيما يرى زملاءه بالدول المجاورة وصلوا لمواقع متقدمة في دولهم التي تقدرهم وتهتم بهم، والأهم تتمسك بهم لا أن تتركهم يتجهوا للخارج بحثاً عن أمل مفقود وضائع في أوطانهم.
الإعلامي البحريني يريد مساواته بالموظفين الأجانب الذين يؤتى بهم برواتب عالية ليعملوا في الشؤون والأخبار المحلية، فيما هو يعمل تحت إمرتهم دون تدقيق ودون متابعة ودون توجيه، حتى بتأهيله ومده بخبراتهم، ودون مراقبة ما يقومون به من تهميش متعمد خوفاً من أخذ مكانهم لاحقاً، عكس تلك الدول التي حددت لهؤلاء الأجانب فترة عمل معينة يمدون خلالها شبابهم بخبراتهم ويؤهلونهم للمناصب القيادية، وإلا فإن عقدهم سيكون معرضاً لعدم التمديد وإنهائه فوراً.
الإعلامي البحريني يريد حلولاً ملموسة وليس كلاماً إنشائياً مكرراً يسمعه منذ 1994 كمسكنات وحقن مهدئة دون تنفيذ، حلول لا تسير ببطء السلحفاة «والله حتى السلحفاة التي في القصص توصل لهدفها وتسبق الأرنب بالنهاية إلا سلحفاة الإعلام البحريني يا عمرها ما بتوصل يا بتوصل بس في المكان الخطأ ومضيعة»، سلحفاتنا البحرينية ضيعت السباق الإعلامي وتوقفت في منتصف الطريق لتلتهم لنفسها مصالح ومكاسب وتنشغل بأمورها الخاصة وتنسى هدفها الأساسي الذي بسببه أدخلت للسباق.
الإعلامي البحريني يريد مسؤولاً يترك عروش غروره وينزل ميدانياً ويتجول في مكتبه ويجالسه ويستمع له، لا أن يتوجه له ويتسابق على الوصول لمكتبه والحصول على موعد «عل وعسى يفيد»، الإعلامي البحريني يود أن تكون هناك بيئة إعلامية مريحة له حتى يتنافس مع الآخرين، لا أن يتنافس لأخذ حقه مع الآخرين والبقاء للأقوى واسطة ومحسوبية.
الإعلامي البحريني لا يود أن يشعر بأنه «طرار» لحقوقه المهنية والوظيفية والمسؤول يتكرم عليه بها كهبات حسب مزاجه، بل يريد أن تكون هناك جهة إدارية تتكفل بحقوقه المهنية والوظيفية وتريحه من عناء عوار الراس على المطالبة بها باستمرار ومن سنين طويلة بدل التفرغ لعمله فقط، يريد أن يأتي إلى عمله وباله مشغول بتحديات عمله وقضايا وطنه لا بقضاياه الخاصة وحقوقه التي يظلم فيها.
الإعلامي البحريني يود بيئة توجد فرصاً متساوية مع الآخرين بعيداً عن المركزية والمحسوبيات، حيث موهبته وإبداعه من يبرزونه ويظهرونه، الإعلامي يود أن يجد أبواب هيئة الإذاعة والتلفزيون مفتوحة له بدلاً أن يستبعد، فقط لأنه ليس من تلك المافيا أو ذاك الحزب أو لأن المسؤول عن التوظيف «لا يبلعه» أو يجده مصدر تهديد له ولمؤهلاته وشهاداته الإعلامية، أو لأن مزاجه الخاص لا يتقبله لذلك لا يمنحه فرصة حتى لنيل التدريب الذي يستحقه.
الإعلامي البحريني يريد أن تكون أحلامه رائدة تهدف إلى معالجة قضايا وطنه وإبراز الصورة الإيجابية له على مستويات أبعد من المستوى المحلي، وليست أحلاماً متقزمة ضئيلة تتقلص في تطوير وظيفي ودوامة عدالة وظيفية يظل يدور فيها، وتحقيقها هي العتبة الأولى لتقدمه وإنصافه.
الإعلامي البحريني يحمل اليوم مصباحاً إعلامياً مستنيراً أفضل من أي رؤية إعلامية يعدها أشخاص لم يعايشوا تحديات الإعلام البحريني ولم يمارسوا العمل الإعلامي، خاصة الميداني، سنوات طويلة، ثم يأتي بهم ويفرضوا عليه التعامل معهم وإمضاء الوقت في إفهامهم متطلبات البيئة الإعلامية، ثم وقتاً أطول في تحفيزهم لتحقيق ما يطلبه، هذه مأساة وكابوس يبدد أحلامهم الإعلامية الجميلة ويوقظهم على واقع روتيني لا يتغير.