قوانين البازار الإيراني ستقود عملية التفاوض الدبلوماسي السعودي-الإيراني في لقاء وزيري الخارجية المترقب، وهي قوانين تعتمد على (البراغايننغ) أو (المقاصص) بلهجتنا البحرينية، مثلما سادت هذه القوانين عملية التفاوض الأوروبي-الإيراني في الملف النووي، حيث عمدت إيران إلى التوغل في البرنامج حتى إذا ما اضطرت إلى المساومة فإنها ستعيدها إلى نصف الطريق لا إلى أن تعود صفر اليدين.
بذات القوانين البازارية توغلت إيران في التدخل في الشأن العربي الداخلي حتى حين تضطر على التراجع فستخرج من التفاوض بمكسب لجزء من كل، وليس سراً أن اللقاء السعودي-الإيراني سيكون مرتكزاً على القدر الذي ستقضمه إيران من مساحات النفوذ في العالم العربي، في حين أن لا الدول العربية ولا الإسلامية استخدمت قوانين البراغايننغ في التدخل في شؤونها معها.
تتحدث إيران على أنها الراعي والأب الروحي للشيعة العرب في المحافل الدولية وفي اللقاءات الثانوية مع الزعماء العرب، و العكس لم يحدث إلى الآن، في حين أن توازن القوى بين أطراف التفاوض يصفر أي ورقة ضغط يمكن أن يستخدمها أي طرف ضد الآخر. فالصواريخ حاملة الرؤوس النووية التي عرضت في «سيف عبدالله» كان رسالة مساومة وإشارة إلى توازن للقوى، وإعلام بأنها قادرة إلى التحرك بعيداً عن المعادلة التي ترسمها الولايات الأمريكية لشكل وطبيعة التوازن النووي في المنطقة ويمكن أن يميل الميزان لصالح الدول الخليجية لو أرادت.
هذا العرض النووي المفاجئ ورقة تحتاجها السعودية في أي مفاوضات مع إيران، وبإمكان المملكة العربية السعودية أن تملك الورقة الثانية بالتساوي مع إيران وسيكون مفعولها أكثر قوة من التوازن النووي وهي ورقة التدخل في الشأن الداخلي.
أهل السنة في إيران لا يقل عددهم عن 15 مليون نسمة أي 25% السكان ومع ذلك لم يحدث أبداً أن طلب مسؤول إيراني من مسؤول عربي أو إسلامي بالتوقف عن اللعب بالورقة الطائفية في إيران، لأن العرب وبقية المسلمين لم يضعوا إصبعهم بعد في الشأن الإيراني الداخلي حتى اللحظة، وإيران تعرف ذلك جيداً.
في لقائه مع جريدة الشرق الأوسط في 6 يناير 2010 سئل المرجع الديني لسنة إيران عبد الحميد الزهي: هل تتلقون أي دعم عربي وإسلامي؟ فأجاب ( نحن كأهل السنة الإيرانيين لم نتلق أي نوع من الدعم عربياً كان أو إسلامياً إلى الآن، إلا أن هناك جهات متطرفة تتهم أهل السنة بتلقي الدعم من البلاد الإسلامية والعربية، وهذه تهم باطلة لا أساس لها من الصحة).
فهل ستعيد المملكة العربية السعودية النظر في سياستها الخارجية تجاه هذا (السلاح) المجمد، هذه الورقة المهملة، لتحقق التوازن المطلوب كما فعلت حين فاجأت العالم في عرض سيف عبدالله بتوازنها النووي؟
أتعرفون متى بدأت إيران برنامجها النووي؟ بدأته في الخمسينات أيام الشاه بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، ومتى أعلنت السعودية أول مرة أنها تملك صواريخ بإمكانها حمل رؤوس نووية؟ في 2014، بمعنى أن السعودية تأخرت ستين عاماً عن استخدام ذات الورقة الإيرانية لتحقق التوازن الرادع معها، فما الذي يؤخرها عن امتلاك الورقة التفاوضية الثانية؟
التوغل العربي والإسلامي داخل الأراضي الإيرانية ممكن وبسهولة جداً، فالسنة الإيرانيون يتوزعون على أطراف إيران بعيداً عن المركز الذي تشيع أثناء الحكم الصفوي. أكثرهم من الأكراد (شافعية) والبلوش (حنفية) والتركمان (حنفية) والطوالش (الديلم، غرب بحر قزوين في محافظة غيلان ومحافظة اردبيل)، ثم يليهم العرب (خاصة في لنجة) وبعض الأذريين (حنفية نقشبندية). أما الفرس الشافعية فكثير منهم في محافظة فارس وبعضهم في طهران. وأهل السنة يشكلون الغالبية في كردستان (من مدينة قصر شيرين شمال الأحواز إلى حدود أرمينية على طول حدود تركيا) وبلوشستان وبندر عباس والجزر الخليجية وبو شهر وتركمن صحرا (من بحر قزوين إلى حدود تركمانستان) وشرقي خراسان (تحدها من الشمال تركمانستان، ومن ناحية الشرق أفغانستان). كما يتواجدون كأقليات في كرمنشاه وخوزستان، ومناطق في محافظة لرستان إضافة لمن هاجر منهم للمدن الكبرى كطهران وأصفهان ومشهد، يعانون الاضطهاد والعوز والفقر والتمييز الطائفي. فأين عنهم المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج؟ التاجر الخليجي ليس أقل شطارة من التاجر الإيراني .. لكنه تاجر كسول ومثالي جداً!!
بذات القوانين البازارية توغلت إيران في التدخل في الشأن العربي الداخلي حتى حين تضطر على التراجع فستخرج من التفاوض بمكسب لجزء من كل، وليس سراً أن اللقاء السعودي-الإيراني سيكون مرتكزاً على القدر الذي ستقضمه إيران من مساحات النفوذ في العالم العربي، في حين أن لا الدول العربية ولا الإسلامية استخدمت قوانين البراغايننغ في التدخل في شؤونها معها.
تتحدث إيران على أنها الراعي والأب الروحي للشيعة العرب في المحافل الدولية وفي اللقاءات الثانوية مع الزعماء العرب، و العكس لم يحدث إلى الآن، في حين أن توازن القوى بين أطراف التفاوض يصفر أي ورقة ضغط يمكن أن يستخدمها أي طرف ضد الآخر. فالصواريخ حاملة الرؤوس النووية التي عرضت في «سيف عبدالله» كان رسالة مساومة وإشارة إلى توازن للقوى، وإعلام بأنها قادرة إلى التحرك بعيداً عن المعادلة التي ترسمها الولايات الأمريكية لشكل وطبيعة التوازن النووي في المنطقة ويمكن أن يميل الميزان لصالح الدول الخليجية لو أرادت.
هذا العرض النووي المفاجئ ورقة تحتاجها السعودية في أي مفاوضات مع إيران، وبإمكان المملكة العربية السعودية أن تملك الورقة الثانية بالتساوي مع إيران وسيكون مفعولها أكثر قوة من التوازن النووي وهي ورقة التدخل في الشأن الداخلي.
أهل السنة في إيران لا يقل عددهم عن 15 مليون نسمة أي 25% السكان ومع ذلك لم يحدث أبداً أن طلب مسؤول إيراني من مسؤول عربي أو إسلامي بالتوقف عن اللعب بالورقة الطائفية في إيران، لأن العرب وبقية المسلمين لم يضعوا إصبعهم بعد في الشأن الإيراني الداخلي حتى اللحظة، وإيران تعرف ذلك جيداً.
في لقائه مع جريدة الشرق الأوسط في 6 يناير 2010 سئل المرجع الديني لسنة إيران عبد الحميد الزهي: هل تتلقون أي دعم عربي وإسلامي؟ فأجاب ( نحن كأهل السنة الإيرانيين لم نتلق أي نوع من الدعم عربياً كان أو إسلامياً إلى الآن، إلا أن هناك جهات متطرفة تتهم أهل السنة بتلقي الدعم من البلاد الإسلامية والعربية، وهذه تهم باطلة لا أساس لها من الصحة).
فهل ستعيد المملكة العربية السعودية النظر في سياستها الخارجية تجاه هذا (السلاح) المجمد، هذه الورقة المهملة، لتحقق التوازن المطلوب كما فعلت حين فاجأت العالم في عرض سيف عبدالله بتوازنها النووي؟
أتعرفون متى بدأت إيران برنامجها النووي؟ بدأته في الخمسينات أيام الشاه بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، ومتى أعلنت السعودية أول مرة أنها تملك صواريخ بإمكانها حمل رؤوس نووية؟ في 2014، بمعنى أن السعودية تأخرت ستين عاماً عن استخدام ذات الورقة الإيرانية لتحقق التوازن الرادع معها، فما الذي يؤخرها عن امتلاك الورقة التفاوضية الثانية؟
التوغل العربي والإسلامي داخل الأراضي الإيرانية ممكن وبسهولة جداً، فالسنة الإيرانيون يتوزعون على أطراف إيران بعيداً عن المركز الذي تشيع أثناء الحكم الصفوي. أكثرهم من الأكراد (شافعية) والبلوش (حنفية) والتركمان (حنفية) والطوالش (الديلم، غرب بحر قزوين في محافظة غيلان ومحافظة اردبيل)، ثم يليهم العرب (خاصة في لنجة) وبعض الأذريين (حنفية نقشبندية). أما الفرس الشافعية فكثير منهم في محافظة فارس وبعضهم في طهران. وأهل السنة يشكلون الغالبية في كردستان (من مدينة قصر شيرين شمال الأحواز إلى حدود أرمينية على طول حدود تركيا) وبلوشستان وبندر عباس والجزر الخليجية وبو شهر وتركمن صحرا (من بحر قزوين إلى حدود تركمانستان) وشرقي خراسان (تحدها من الشمال تركمانستان، ومن ناحية الشرق أفغانستان). كما يتواجدون كأقليات في كرمنشاه وخوزستان، ومناطق في محافظة لرستان إضافة لمن هاجر منهم للمدن الكبرى كطهران وأصفهان ومشهد، يعانون الاضطهاد والعوز والفقر والتمييز الطائفي. فأين عنهم المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج؟ التاجر الخليجي ليس أقل شطارة من التاجر الإيراني .. لكنه تاجر كسول ومثالي جداً!!