كنت قد دعوت «المعارضة» في أكثر من مقال إلى أن تضع الشعارات التي ترفعها جانباً وتتخذ لها طريقاً آخر يعرفه أهل البحرين جيداً ويألفونه لتحل الأزمة التي تطورت حتى صار صعباً الخروج منها بالطرق التي تراها الجمعيات السياسية، فقد دعوت المعنيين في هذه «المعارضة»، خصوصاً الوفاق، إلى أن تبادر بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وتطرح ما لديها من ملفات، وقلت حينها إن جل تلك الملفات يمكن حلها مع سموه في جلسة واحدة، فسموه يمتلك القدرة على اتخاذ القرار ولن يتأخر عن كل ما يصب في صالح الوطن والمواطن، كما إنه سيثمن هذه الخطوة وسيرد عليها بأحسن منها. لكن للأسف لم تجد تلك الدعوة قبولاً، وهو أمر كان متوقعاً، والأكيد أنها لن تجد القبول مهما تكررت، فما يسيطر على عقلية هذه «المعارضة» يمنعها من الإقدام على مثل هذه الخطوة، رغم أنها تعلم جيداً أن صاحب السمو لن يردها خائبة. نحن إذاً أمام طريق لا تحبذ «المعارضة» السير فيه حتى وهي متأكدة بأنه سيعود عليها بالكثير من المكاسب، والتي أبسطها توفر أرضية للتواصل المباشر مع من يمكنه أن يدفع في التهدئة ويختصر المسافة إلى الحل النهائي الذي يرضي الجميع. هكذا هي العقلية، أو هكذا هي العقلية في هذه المرحلة، ولا تفسير لها سوى قلة الخبرة وعدم القدرة على اقتناص الفرص والتفكير المنطقي البعيد عن العواطف والأحلام. هذا هو حال «المعارضة»، فكيف هو حال العائلات البحرينية العريقة التي يفترض أنها لا تقبل باستمرار الحال التي صرنا فيها، ولا يرضيها أن تكون تابعة للوفاق؟ لماذا لا يكون لها دور في الحل؟ لماذا لا تبادر هي بخطوة وطنية تسجل لها؟ كل هذه العائلات لها مكانتها وتقديرها عند القيادة، ولأنها الأولى في أن يكون لها الدور الأساس في حل المشكل الوطني؛ فإن المنطق يقول إن عليها ألا تقبل أن تكون مهمشة وتترك القيادة إلى من لا يخلو رأسه من غايات ماكرة ولا تخلو تحركاته من سلوكيات مريبة تودي بها وبالمواطنين وبالوطن إلى التهلكة.حان الوقت لتدفع هذه العوائل المحترمة عنها السلبية التي عاشتها في السنوات الثلاث الأخيرة ليكون لها دور يليق بها وبتاريخها وبعلاقتها المتميزة مع الدولة، فالوفاق ليست هي الممثل «الشرعي والوحيد» لشيعة البحرين. ليس المطلوب من هذه العائلات رفع برقيات تعبر عن الولاء للقيادة، فهذه الخطوة تمت من قبل وهي مقدرة ومشكورة، ولكن المطلوب هو أن تقوم بعمل معين يؤكد أهميتها ومكانتها وقدرتها على المساهمة في حل مشكلات البلاد.ما لم تقم به «المعارضة» يمكن أن تقوم به هذه العوائل التي عليها أيضا أن تمارس ما ينبغي أن تمارسه من دور قيادي في هذا المجتمع، وألا تقبل أن يعبر عنها أفراد صاروا أسارى فكر سياسي معين لم يتمكنوا إلا من أسر عقول الصغار الذين يستهويهم بحكم سنهم ما يقومون به ويعتقدون أنهم بذلك إنما يخدمون وطنهم. قيام ممثلين عن هذه العوائل بزيارة صاحب الجلالة الملك وصاحبي السمو رئيس الوزراء وولي العهد من شأنها أن ترسي العديد من القواعد التي يمكن أن يبنى عليها الكثير من الخطوات.قيام هذه العوائل الكريمة بهذه المبادرة يمكن أن تحقق في ساعة واحدة ما عجزت وتعجز عنه «المعارضة» في سنوات. إن ما يكنه جلالة الملك وعضيداه رئيس الوزراء وولي العهد من حب لهذا الشعب وهذا الوطن وما يتصفون به من أخلاق يضرب بها المثل يدفع نحو الجزم بأنهم لا يمكن أن يردوا من يشاركهم حب الخير للبحرين ويسعى فيه.
{{ article.visit_count }}
مبادرة عوائل بحرينية كبيرة
قطرة وقت
مبادرة عوائل بحرينية كبيرة