لأننا في البحرين نعلم تمام العلم أن الذرابة والأخلاق العالية والذوق الرفيع صفات أساسية لدى أهلنا في الكويت التي نحبها ونعشقها، ولأن أهل الكويت يعرفون تمام المعرفة بأن الذرابة والأخلاق العالية والذوق الرفيع صفات أساسية لدى أهلهم في البحرين التي يحبونها ويعشقونها، لذا فإن أحداً في البحرين لم يأخذ على أهل الكويت تجاوز نائب بمجلس الأمة وسعيه لإبراز نفسه عبر التطاول على شخصية بحرينية مهمة، لأنهم متأكدون أنه إنما يمثل نفسه فقط ولا يعبر إلا عن شخصية ليس خطأ وصفها بالمريضة.
ولأن أهل الكويت لا يقبلون بمثل هذا السلوك؛ لذا بادرت عوائل عديدة هناك إلى الاحتجاج لدى المسؤولين وطالبوا بوضع حد لتلك التجاوزات التي تسيء إليهم كأفراد وكعائلات وكبلد له وزنه واحترامه واعتباره، وأعلن زملاء له في مجلس الأمة عزمهم محاسبته ومقاضاته (لفتني في هذا الخصوص تصريح لسفير المملكة لدى الكويت الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة حيث قال إنه فوجئ بأن العديد من أهل الكويت سبقوه لتقديم احتجاجهم ضد التطاول على البحرين، كما لفتني قوله إنه لم يذهب إلى لقاء وكيل وزارة الخارجية الكويتية لتقديم شكوى.. فليس بيننا شكاوى).
ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها ذلك النائب حدوده ويتطاول على الآخرين، وليست المرة الأولى التي يتدخل فيها في شؤون البحرين التي لا تعنيه، فقد ظل طوال السنوات الثلاث الأخيرة، وتحديداً منذ قرار البعض هنا القيام بالإنقلاب على الحكم، ضيفاً معتمداً لدى فضائية العالم الإيرانية (السوسة) يشارك يومياً من يماثله مواويل السب والشتم التي تطرب تلك الفضائية وجمهورها وتشفي غليل من يقف وراءها.
ربما الخطأ الذي ارتكبه بعض أهلنا في الكويت وارتكبه البعض منا في البحرين هو أنهم اعتبروا هذا المتطاول إنساناً سوياً بدليل أنهم ردوا عليه، فالنائب المقصود هنا يصعب -بناء على تغريداته وتصريحاته ومواقفه المعروفة- اعتباره سوياً، وإلا ما سر استمراره في السلوك الخطأ وتكرار تجاوزه وتدخله في شؤون الآخرين وانحرافه عن أخلاق أهل الكويت وذرابتهم؟
العاقل لا يلجأ إلى السب والشتم، والملتزم بالآداب الإسلامية وذو الأخلاق الرفيعة لا يمكن أن يمارس هذا السلوك المنحرف، وكذا من يوصف بالمؤدب. السب والشتم سلوك من يعاني من عقدة النقص ويشعر بالضعف حيث القوي لا يمكن أن يتطاول على الآخرين لأن في هذا إهانة له وتقليلاً من قدره ومكانته. الضعيف والمهزوم هو فقط من يلجأ إلى قاموس الشتائم لينهل منه ويرمي بما يستخرجه منه الآخرين ليعوض عن نقصه وضعفه وعن شعوره بالهزيمة.
ليس هذا كلامي ولكنه كلام المتخصصين في علم النفس الذين بإمكانهم لو أخضعوا ذلك الذي هو موضوع الحديث هنا للفحص وشخصوا حالته التوصل إلى تفاصيل أخرى لا نعرفها الآن لأنهم بطبيعة الحال سيبحثون ضمن ما يبحثون فيه طفولته وكيف قضاها وكذلك علاقاته مع أسرته وزملائه أيام الدراسة وأصدقائه في الفريج، فلا يمكن أن يكون سلوكه اليوم إلا نتاج ظروف اجتماعية معينة مر بها وأثرت عليه، فأنتجته على هذه الشاكلة التي لا يتقبله بسببها إلا من هو على شاكلته ويعاني من عقدة النقص التي يعاني منها.
البحرين لا يمكن أن تأخذ على شقيقتها الكويت بسبب سلوك هذا الشخص أو ناقصين غيره، والكويت لا يمكن أن ترضى بالتطاول على البحرين أياً كان المتطاول وأياً كان السبب والمبرر، ويكفي أن الرد على المعني هنا جاء من أهلنا في الكويت قبل أن يأتي من أهل البحرين الذين وإن انزعجوا وضاقوا مما قاله ذلك الشخص إلا أنهم يحسبون أنه إنما يمثل نفسه ولا يمكن أن يعبر عن الكويت وأهلها الطيبين.