ليست هذه هي المرة الأولى التي نتعرض فيها للإشارة إلى وجوب تخصيص بطاقات موسمية مجانية للرياضيين الذين قدموا خدمات تطوعية إدارية أو فنية للاتحادات الرياضية والأندية الوطنية لفترات طويلة تتعدى العشر سنوات، ومع ذلك ما نزال نلاحظ العديد من هؤلاء الرياضيين المعنيين يتعرضون للإحراجات من المنظمين أمام بوابات الملاعب الرياضية ويضطرون للاصطفاف في طوابير الجماهير عند كبائن بيع التذاكر وهو الأمر الذي يحز في نفوسهم و يشعرهم بأنهم أصبحوا في طي النسيان وأن كل ما قدموه لرياضة الوطن لم يعد له أي تقدير!
ما دفعني للعودة إلى الكتابة في هذا الشأن هو ما نقله لي أحد الأصدقاء العاشقين للرياضة البحرينية والغيورين عليها وعلى نجومها حين أبدى استغرابه وهو يشاهد اللاعب الدولي السابق سالم مبارك الشهير بـ«سليم» وهو يهم بشراء تذكرة دخول إحدى مباريات الدوري العام لكرة القدم حاله كحال أي متفرج عادي!
ومن لا يعرف «سليم» من أبناء هذا الجيل نذكرهم بأنه واحد من ألمع نجوم كرة القدم البحرينية في الستينيات والسبعينيات وهو صاحب هدف منتخب البحرين الوحيد في مرمى فريق سانتوس البرازيلي في مطلع السبعينيات من القرن الماضي كما أنه أحد أفراد أول منتخب بحريني في دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم وهو نجم نجوم كرة القدم بنادي الرفاع الغربي قبل الدمج والتحول إلى مسمى الرفاع.
«سليم» من الذين يعشقون كرة القدم حتى النخاع فهو سليل عائلة كروية معروفة يقف على رأسها شقيقاه عبدالله مبارك الشهير بـ«النجدي» وفرحان مبارك يرحمه الله الشهير بالصخرة ومن شدة ولعه بالكرة يحرص على متابعة مباريات الدوري المحلي وخصوصاً تلك التي يكون الرفاع فيها طرفاً ولا يجد حرجاً في الاصطفاف مع رابطة النادي وتشجيع الفريق السماوي وهو ما يدلل على ولائه و إخلاصه لهذا النادي الذي تربى بين جدرانه و تألق بين صفوفه لسنوات طويلة.
سالم مبارك ليس الرياضي الوحيد الذي خدم الرياضة في عصر الهواية والعمل التطوعي الذي يشعر بالنسيان بل هناك طابور طويل ممن خدموا الرياضة البحرينية على كافة الأصعدة ويشعرون بنفس الشعور الذي ينتاب «سليم» في الوقت الذي نرى فيه الدول المتقدمة بل وحتى عدداً من دول الجوار تولي رياضييها المتقاعدين أو المعتزلين اهتماماً كبيراً تقديراً لخدماتهم التي كانت نبراساً لمن جاؤوا بعدهم ليواصلوا المسيرة الرياضية.
لا أعتقد بأن اتحاداتنا الرياضية عاجزة عن تخصيص بطاقات موسمية لهؤلاء الذين صنعوا جزءاً من تاريخ الرياضة البحرينية بل إنني أرى بأن مثل هذه البطاقات هي أقل ما يمكن أن يقدم لهم تقديراً لتلك الخدمات المحفوظة في سجل الزمن.