عرفت المعاجم العربية كلمة «كل» بأنها تفيد «الشمول»، ولكن للأسف هناك البعض من المسؤولين لم يتوصلوا بعد إلى هذا المعنى.
أمر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء قبل أكثر من عام بالمعاينة الفورية للحواجز الحديدية التي تحمي الجزر الوسطى المفتوحة في الكباري والجسور، وأن تباشر الإدارة العامة للمرور ووزارة الأشغال من خلال مهندسيهما فحص مثل هذه الحواجز في ربوع البلاد كافة، ووجه سموه إلى استبدال المصدات الحديدية بأخرى أكثر أماناً، وأن توضع مكانها حواجز مضادة للصدمات تكون على ارتفاع معين يحول دون وقوع أي مركبات من أعلى الجسور أو الكباري في حال حدوث أي حوادث مرورية، لا قدر الله، وتكون مراعية لشروط الأمن والسلامة الدولية.
جاء أمر رئيس الوزراء واضح بضرورة معاينة «كل» الجسور، و«كل» تعني «جميع» الجسور التي من الممكن أن يقع عليها حوادث، إلا أن المسؤولين المعنيين قاموا على عجلة بتطبيق جزء يسير مما أمر به رئيس الوزراء على جسر السيف بعد الحادث المروري الأليم الذي تسبب في سقوط سيارة من أعلى كوبري السيف نجم عنه وفاة فتاتين بحرينيتين.
ومن ذاك الوقت إلى يومنا هذا ونحن نسمع عن سقوط العديد من المركبات من الجسور لنفس الأسباب الذي أكد رئيس الوزراء على المسؤولين مراعاتها، إلا أنني أعتقد بأن المسؤولين ينتظرون أن تقع المزيد من الحوادث ليتدخل رئيس الوزراء ويفهمهم معنى كلمة «كل».
وفي لقاء مباشر اتسم بالشفافية والصراحة مع وزير الدولة لشؤون الكهرباء والماء في جمعية الصحافيين أكد بأن قوانين تحصيل متأخرات الكهرباء والماء تسري على «الكل» بنفس الشروط والمعايير، وأن ما يثار من أن بعض المناطق تحظى بأفضلية على أخرى سواء من ناحية جودة الخدمة المقدمة أو في عدم قطع التيار الكهربائي عن المتخلفين عن السداد دون أسباب منطقية هي عارٍ من الصحة. وأكد بأن «الكل» يجب أن يتساوى في الحصول على خدمة متميزة، وبالمثل على «الكل» دفع مستحقات الكهرباء والماء حسب القانون. كما أنه أكد على أن هيئة الكهرباء والماء جادة في تحصيل «كل» المتأخرات من «كل» المواطنين والمقيمين، وعلى «كل» القطاعات، متوعداً بأنه سيبدأ في تحصيل الديون من عند «كل» التجار أولاً.
وفي عمود سابق طلبنا من وزارة التربية والتعليم أن تضمن وجود معلمين لـ «كل» المدارس قبل بداية العام الدراسي، وأن تضمن كذلك صيانة «كل» المباني و»كل» المعدات، ولكن مازالت الصحافة المحلية تشير عن وجود صفوف بلا معلمين، وعن طلاب دون فصول، وعن فصول دون كهرباء..
فصل استحقاقي وتشريعي جديد، ومجلس نيابي وبلدي جديد بوجوه جديدة وكفاءات جديدة، التصويت مفتوح «للكل» لاختيار الأكفأ لتمثيله ونقل آماله وتطلعاته وتحويلها إلى تشريعات تصب في صالح «الكل»، فبصوتك تستطيع أن توصل الجيد إلى المقعد النيابي، وأن تمنع غير الكفء من الوصول إليه..
و«كل» عام و«الكل» بخير..